الإرتقاء الفكري!
الكثيرون يبحثون عن الإرتقاء الفكري للوصول إلى فهم أعمق للحياة للتصالح مع ذواتهم ومع الآخرين ، وهذا واجب ضروري لكل من يعلم أنه على هذه الأرض ليعمرها..
لكن ....
هل الإرتقاء الفكري هو الوصول إلى مرحلة التحليق وانعدام الجاذبية ؟ هل الإرتقاء الفكري هو فتح باب العقل لأي فكر يأتي بجديد بحجة أن ما نحن فيه سببه الفكر القديم؟
أليس الإرتقاء الفكري هو طريق لا منتهي من البحث المبني على أسس علمية للوصول إلى الوقوف على أرضية ثابتة لمواجهة عواصف الحياة دون الإنجراف وراء المشاعر السلبية المختلفة ( حزن ، خيبة أمل ، إحباط، غضب ، حقد ، ضغينة ... الخ) ؟
وهنا يأتي السؤال ، ما هي الأسس العلمية في البحث ؟
أهم ما يميز البحث العلمي الحيادية للوصول إلى الحقيقة وليس الراحة .
نيوتن كان أريح له أن يأكل التفاحة التي سقطت عليه ، أو أن يقول أسقطتها الجن والأرواح الشريرة!
كما أن البحث العلمي يعتمد على الأخذ من المصادر الموثوقة في مجال ما ، ومقارنة كل جديد بها ، وهذا لتكون الحيادية في أعلى مستوياتها ، فلا يجوز أن أعتمد في حكمي على الاقتطاع والأقاويل، فالمقارنات هي أساس البحث ، والمنطق هو "فلتر" الاستنتاجات ..
البحث العلمي يرى الأفكار لا الأشخاص ..
البحث العلمي يقدر العلماء و لا يقدسهم..
البحث العلمي يضحض الاستنتاجات ولا يكفر اصحابها..
البحث العلمي هو دراسة مستفيضة للأفكار وليس للنوايا..
البحث العلمي يعتمد على المصداقية، فإذا فقدت ، فلا حاجة للجدال والاستموات في الدفاع عن الشخوص..
كل شيء قابل للنقاش ، اذا كنا أهلا لذلك ، أما أن يناقش مريض طباخا في طرق علاج التهاب السحايا، فهذا هو السبب وراء الشعور بالغربة والضياع ، فالجاهل في أمر لا يستنجد بالمتطاولين على تخصصات غيرهم ، وإن فعل هلكا سويا ، الأول بمرضه ، والثاني بوزر من وثق به..
البحث العلمي ضرورة إذا أردنا أن نرتقي فكريا، وهو أقصر الطرق للوصول إلى الحقيقة، وأبعد الطرق عن تضييع الوقت في الجدال البيزنطي..
اقرأ ، لأنك تستحق ان تكون واعيا ..
اقرأ لأنك تستحق ان تعيش في سلام..
اقرأ لأنك انسان..
شكرا للاهتمام! اذا اعجبتك المقالة احرص على تقييمها ومشاركتها مع اصدقائك ولا تنسى التسجيل في المنتدى
#د_حسن_المزين