الغدر العربي للأمازيغ !
بعد أن آوى زعيم دولة أوربة، إسحاق الأوربي، إدريس الثاني من التشرد، وآمنه من الخوف، وأطعمه من الجوع، ونصبه إماما لمسجد دولة أوربة بوليلي، وزوجه إبنته كنزة الأوربية، بعد فراره من أهله العرب بشبه الجزيرة العربية؛
وبعد انتظار الزعيم إسحاق الأوربي فرحا، ولادة حفيده من إبنته، إدريس الثاني، بعد مرور 15 أشهر عن وفاة أبيه إدريس الأول، بحجة "الراكد" الغير الصحيحة علميا؛
وبعد مبايعة إسحاق الأوربي زعيم اوربة، لحفيده إدريس الثاني، فرحا، ليخلفه، وهو حمل ورضيع وفتى، ثم يافع؛
وبعد اتصال 500 من الأمازيغ المورسكيين المستعربين، الذين فروا من الأندلس واستقروا بمدينة فاس، بإدريس الثاني، بدعم مالي لهم من الأغالبة بافريقيا-تونس، من وراء ظهر جده إسحاق الأوربي، مستغلين في ذلك نسب أبيه العربي المفترض؛
وبعد وفاة راشد الأوربي، الذي تكلف بإدريس الثاني منذ ولادته، وانتقال كفالته الى أبو خالد بن إلياس، وسيطرة المورسكيين المستعربين على مقاليد السلطة مع إدريس الثاني. عملوا على الايقاع بينه وبين جده، فاتهموا جده إسحاق الأوربي بموالات الأغالبة، الموالين للعباسيين، الذين قتلوا أجداد ادريس الثاني من الاب. علما ان الاغالبة هم من وراء تمويل المورسكيين ماليا، للايقاع بين ادريس الاول وجده.
تبعا لذلك، قام ادريس الثاني، بقتل جده الزعيم إسحاق الأوربي، وقطع رأسه وأرسله للعباسيين بالمشرق، كرسالة منه بعدم التسامح مع من يواليهم.
وعملا من إدربس الثاني على اتقاء انتقام أوربة، قرر الابتعاد والانفصال عنهم، فتوجه لمدينة فاس، واستقر بها، بعد ان استقبلته قبيلة زواغة الامازيغية، فاحاط نفسه بالموريسكيين المستعربين، الذين تمكنوا من استمالته والايقاع بينه وبين جده وعائلته الأوربية.
الغريب، أنه بعد ذلك، بقليل، قام المجرم إدريس الثاني، بنفس الشيء الذي قتل بسببه جده، إذ تواصل مع الأغالبة رغم انهم موالين لللعباسيين بالمشرق، قتلة اجداده!!!
الظاهر أن الأمازيغ لا يتعلمون من دروس التاريخ، ذلك أن:
الملكة ديهيا، غدر بها الطفل العربي الذي آوته وربته حتى كبر، ولما اتصل به الغزاة العرب، دلهم على المكان الذي تستريح فيه بمفردها، فحاصرها به لوحدها 24 جنديا عربيا، ولم تستسلم حتى قتلت منهم نصفهم، فقتلوها وقطعوا رأسها ورموا بجثتها في البئر. وتؤكد المصادر ان احد الجنود الذي شارك في الهجوم عليها، رفض من وقتها حمل السلاح، لانه لم يستسغ ان يجتمع كل ذلك العدد من الجنود العرب، ضد امرأة واحدة، ولم يتمكنوا منها حتى قتلت نصفهم.
إسحاق الأوربي، غدر به حفيده ابن العربي ادريس الأول الذي آواه من التشرد وأطعمه من جوع وآمنه من خوف.
ما تعج به صفحات التاريخ من هذا القبيل، وعلى لسان من يعتبرون أنفسهم عرب، حد ولا حرج.
فهل فعلا، العرب لا أمان ولا عهد لهم، وغدرهم واقع لا محالة؟
المصدر : مواقع إلكترونية