إنكي الإلهَ الذي يجلب الحضارة للبشرية
إنكي الإلهَ الذي يجلب الحضارة للبشرية 1--1556
العراقيين القدماء عرفوا إنكي باعتباره الإلهَ الذي يجلب الحضارة للبشرية؛ فهو الذي يهبُ الحكّام ذكاءهم ومعرفتهم وهو الذي يفتح «أبواب الفهم»... ولم يكن [إنكي] حاكم الكون بل مستشار الآلهة الحكيم وأخاها الكبير... والأهم أنه كان متعهّد الـ «مي» [نواميس الحضارة] التي شرحها عالم الآشوريات الكبير صموئيل نوح كريمر بقوله أنها «تشكيلة أساسية راسخة شاملة من القوى والواجبات، والأنظمة والمعايير، والمبادىء والمراسيم، المتعلقة بالحياة المتحضرة»
إنكي هو أحد أهم الآلهة في الأساطير السومرية، والذي عُرِفَ فيما بعد باسم إئا أو إيا في الأساطير الأكادية والبابلية. بُدِئَت عبادته بوصفه الراعي الأكبر لإريدو في سومر، ثم انتشرت عبادته في جميع أنحاء بلاد الرافدين، وتعدتها إلى بلاد الحثيين والحوريين. كان إله الحِرَف والمِهَن والصَّنْعات والاختراعات (جَشَم)، والذكاء والحكمة (جِسْتو، وتعني حرفياً «الأذن»، وهذه علاقة قديمة بين السمع والفهم)، وهو إله المياه العذبة والخصوبة، والخَلْق (نوديمّود : نو، شبه، ديم مود، يحمل، أي «حامل الشبه»، وهو الإنسان، وهذا أصل قديم للمفهوم الديني في الأديان الإبراهيمية عن أن الإنسان خُلِقَ على صورة الرب)، أي خالق الروح والجسد، وهو الشافي المعافي من الأمراض (إله الدواء)، وهو محيي الموتى، وحامي الحضارة البشرية والوجود الإنساني. الرقم المقدس الخاص باسمه هو "40".
من غير المعروف بالضبط المعنى الحقيقي للاسم، ولكن الترجمة الأكثر شيوعاً هي «رب الأرض»: حيث أن «إن» السومرية تُرْجِمَتْ كلقب يعادل معنى «رب» أو راعي؛ «كي» تعني «الأرض»؛ ولكن هناك نظريات أخرى تقول بأن كي في هذا الاسم تعود لأصل آخر، ربما كور بمعنى «تلة»، ولكن المعنى الأول أقوى.


المصدر : مواقع ألكترونية