لماذا لم ينجح السلطان عبد الحميد
لماذا لم ينجح السلطان عبد الحميد 1---692
درس آخر نتعلمه من السلطان عبد الحميد : لماذا لم ينجح السلطان في منع انهيار الدولة العثمانية رغم اخلاصه وصلاحه ؟
ثم يردّ السلطان عبد الحميد الثاني على مُنتقديه ممن ثربوا عليه صمته وعدم حزمه وبطشه بهؤلاء الماسونيون، وحمّلوه مسؤولية خراب الدولة وانهيارها لأنه لم يردع هؤلاء العابثين، بالقول أنه كان رجل رحيم رغم علمه أن الرحمة والشفقة غير ناجعة ولا تفيد في قيادة الدول، لكنه يبرر قائلا:
إن استخدم القوة قالوا عنه سفاح وغدار، وإن تعامل بالمعروف وسامح نعتوه بالضعف والخوار ! ويبيّن أن وضعه السياسي لم يكن يسمح له باستخدام القوة، لأنه كان يقف وحيدا أمام تيار عارم، ويأسف لما آلت إليه أحوال البلاد بسبب المتمردين
"وكما قلت من قبل: إن الصحف التي صدرت في أوروبا ومصر بمختلف أسمائها، ورجال الجمعية الذين يجوبون هذه البلاد، لم يُخرجوا للبلاد كاتبا جادّا واحدا. ولكن محافل الماسونية -رغم كل تعقبنا لهم- جعلت من هؤلاء المتسكعين أعلاما. عندما حركوا الضباط من أعضاء "الإتحاد والترقي"، وتلك هي قصة "تركيا الفتاة" وجمعية الإتحاد والترقي
نعم هذه هي الحكاية حكايتهم، ولكن النتيجة نشاهدها اليوم بكل أسف أمام أعيننا. سيقولون لي: إنك تعلم كل هذا، ومع ذلك لم تتصدّ له ولم تمنعه! لماذا أغمضت عينيك عن خراب الدولة وانهيارها؟ حاشا ! ليست المسألة مسألة إغماض عين!
لقد كنت يقظًا في كل لحظة، لكني لم أكن استطيع منع هذا. لقد كنت بمفردي وكان معهم كل عالم العدو. ولم تكن طبيعتي وظروفي تساعدني إلا بهذا القدر.
يُدينني أصدقائي بأني مُتساهل وأما أعدائي فيقولون أني ظالم غدّار، والجانبان مخطئان ! فلا أنا كنت السلطان سليم الأول، ولا بلاد السلطان سليم الأول كانت تحت إمرتي ! والإطاحة فورا بعدة رؤوس، كلام من السهل قوله، من الصعب تنفيذه،

وكل ما استطعت عمله عملته، ولو كان السلطان سليم الأول سلطانا في عصرنا هذا لكان يُمكن أن يعمل مثلما عملته أنا. لقد أدّيت واجبي، وسعيت وراء المصالح، وحرصت ألا أوذي الأهالي، عارضت سفك الدماء في كل مكان، ولكن عبثا ما فعلته. وليس ما قدمته لأعضاء "تركيا الفتاة" شفقة، فبلادي أصبحت ضحية لغفلة هؤلاء الأتراك الشباب، وإنها لغفلة لا يُمكن الصفح عنها".
.صنائع الإنجليز ص 76 - سعود السبعاني
-----إذا العبرة ليست في حاكم صالح مثل صلاح الدين فحسب، بل العبرة في جيل آمن بصلاح الدين وأعانوه ومهدوا له الطريق ليكون "صلاح الدنيا والدين" !!


المصدر : مواقع إلكترونية