"أسرار سومر المخفية: هل يُحجب عنا تاريخنا الحقيقي؟"
"أسرار سومر المخفية: هل يُحجب عنا تاريخنا الحقيقي؟" 1----469
"في قلب العراق القديم، تكمن أسرار حضارة غيرت وجه التاريخ. سومر، المهد الأول للإنسانية، حيث ولدت الكتابة، ونشأت القوانين، وتفتحت براعم العلوم والفنون. لكن ما خفي كان أعظم.
تخيلوا معي مشهداً حدث قبل 5000 عام: ملك يقف أمام مجلسين، أحدهما للشيوخ والآخر للشباب، يناقشون مصير أمة. أليس هذا أشبه ببرلمان عصري؟ نعم، هذا ما حدث في مدينة أور السومرية. الديمقراطية، كما يبدو، لم تولد في أثينا، بل في قلب الرافدين.
وماذا عن التعليم؟ طفل يحمل لوحه الطيني، يركض إلى "بيت الألواح" - المدرسة السومرية. يتعلم الكتابة، الحساب، الفلك، وحتى اللاهوت. مناهج شاملة قبل آلاف السنين! هل تبدو مألوفة؟ ربما لأنها أساس نظامنا التعليمي اليوم.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا نعرف الكثير عن هذه الحضارة المذهلة؟ هناك أكثر من مليون لوح طيني مكتشف، لكن أقل من 10% منها تم ترجمته. لماذا هذا التجاهل؟ هل هناك من يخشى ما قد تكشفه هذه الألواح؟
بعض المؤرخين يشيرون إلى تأثير العهد القديم الذي وصف بابل - وريثة سومر - بأنها "أم رجاسات الأرض". هل هذه النظرة القديمة لا تزال تؤثر على فهمنا للتاريخ؟ أم أن هناك أسباباً أخرى أكثر عمقاً؟
الحقيقة المرة هي أن معظم هذا الإرث الثمين لا يزال محجوباً عن أعين العالم. ألا يحق لنا، كبشرية، أن نطلع على جذورنا الحقيقية؟ ألا يجب أن تكون هذه المعرفة متاحة للجميع، باحثين وعامة على حد سواء؟


المصدر : مواقع إلكترونية