تحتمس الثالث يستولي على مواني ساحل فينيقية لتكون قاعدة لجيوشه
تحتمس الثالث يستولي على مواني ساحل فينيقية لتكون قاعدة لجيوشه 1--343
وتدل ظواهر الأحوال وما يُستنتَج من النقوش على أن «تحتمس الثالث»، بعد أن وطَّدَ أركان السلام في الربوع التي فتحها أخيرًا، رأى أنه لا يمكنه أن يسير في طريق الغزو شمالًا بين جبال لبنان ليقضي على مملكة قادش، دون أن يستولي على مدن فينيقيا الساحلية التي قد تصبح خطرًا يهدِّده دائمًا من خلفه؛ وكذلك رأى أنه من العسير عليه أن يهاجم بلاد النهرين (مملكة المتني) دون أن يستولي على مملكة «قادش» الواقعة على نهر العاصي، وكانت لا تزال خارجةً عن سلطانه؛ ولذلك بنى «تحتمس الثالث» أسطولًا عظيمًا وجهَّزَه بكل ما يلزم من عتاد ليتمكَّنَ بمساعدته من النزول في شمال ساحل فينيقية، وبخطته هذه يمكنه أن يتخذ الساحل قاعدةً حربيةً لمهاجمة قادش وما حولها من البلاد المعادية، حتى إذا ما استولى عليها استطاع أن يسير بجيشه من الساحل موغلًا في الداخل نحو بلاد المتني وكل إقليم بلاد النهرين، ولا نزاع في أن هذه الخطة المبتكرة تدل على نبوغٍ في الخطط الحربية لم يصل أحدٌ إليه ولم يسبقه بها، يضاف إلى ذلك أنه نفَّذَها بنشاط ومثابرة لا تعرف الملل، وعزم لا يعرف الكلل، وقد قال أحد المؤرخين المحدثين: لو كانت هذه الخطط بعينها استُخدِمت في الحرب العالمية الأولى في الحملة على الأتراك، لَانتهت الحملة في العام الأول. ايمحتب

لم يكن سهلاً على الجيش المصري التحكم في كامل غرب وشمال الهلال الخصيب وإن كان قد وضع حاميات عسكرية في بعض المدن كما في جبيل، إلا أن ذلك لم يحد من ثورة بعض مدن الساحل الكنعاني. وكذلك شهدت هذه الفترة زيادة نفوذ ميتاني في كامل شمال الهلال الخصيب، حتى أن أوغاريت كانت إحدى الدويلات التابعة لميتاني في بعض الفترات، كما أن بعض الدويلات التابعة سابقاَ للممكة الحيثية أنضمت إلى ميتاني مع نهاية القرن الخامس عشر ق.م. وكانت ميتاني قد أخضعت آشور وعقدت تحالفا مع الدولة البابلية.


المصدر : مواقع إلكترونية