أرقام مرعبة عن ارتباط اللحوم المُصَنَّعة بالسكري وأمراض القلب والسرطان
حذرت دراسة جديدة من خطر تناول النقانق وارتباطها بالعديد من الأمراض الرائدة في الولايات المتحدة الأمريكية رغم اعتبارها من الأكلات الشعبية واسعة الانتشار.
وأشارت بيانات للصحة العامة نشرتها مجلة لانسيت بلانيتاري هيلث، أن خفض استهلاك اللحوم المصنعة بنسبة 30% - الاستغناء عن حوالي 61 جرامًا أسبوعيًا - يمكن أن يمنع 352.900 حالة من مرض السكري من النوع 2، و92.500 حالة من أمراض القلب والأوعية الدموية، و53.300 حالة من سرطان القولون والمستقيم. و16700 حالة وفاة لأي سبب.
وأقر علماء من جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة وجامعة نورث كارولينا، تشابل هيل أنه بالنظر إلى الجرعات العالية من الصوديوم والدهون المشبعة في اللحوم المصنعة، فإن الحلول تكمن باستبدال اللحوم المصنعة بالدواجن الطازجة أو المجمدة أو حتى المعلبة مقابل اللحوم المصنعة.
وبالمقارنة مع اللحوم الحمراء غير المعالجة، مثل اللحم البقري المفروم أو لحم الخاصرة، ترتبط اللحوم المصنعة بشكل أكثر وضوحًا بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان، مثل سرطان القولون والمستقيم. ومع ذلك، على الرغم من ندرة الدراسات الحاسمة حول اللحوم الحمراء غير المصنعة، فقد وجد مؤلفو الدراسة الحالية علامات أولية على أن تناول اللحوم المصنعة أو اللحوم الحمراء غير المصنعة يمكن أن يؤدي إلى نتائج صحية سلبية على المدى الطويل.
وباستخدام بيانات الصحة العامة والتغذية من 8665 فردًا، أنشأ الفريق الدولي من الباحثين "محاكاة دقيقة" لأكثر من 242 مليون بالغ في الولايات المتحدة. وفي الأساس، وجد الباحثون أن استهلاك اللحوم المصنعة في الولايات المتحدة كان حوالي 29 جرامًا يوميًا، في حين تم استهلاك اللحوم الحمراء غير المصنعة بحوالي 46.7 جرامًا يوميًا. وتشير النماذج إلى أن التخفيض بنسبة 30% في كلا النوعين المقاسين يمكن أن يؤدي إلى انخفاض عدد حالات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بأكثر من مليون حالة، و382.400 حالة أقل من أمراض القلب والأوعية الدموية، و84.400 حالة أقل من حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وانخفاض عدد الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب بمقدار 62200 حالة خلال فترة 10 سنوات.
وفي عام 2015، صنفت منظمة الصحة العالمية رسميًا اللحوم المصنعة على أنها "مسرطنة". ووجد التحليل التلوي لعام 2021 أن تناول 50 جرامًا من اللحوم المصنعة يوميًا يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18 بالمائة. من جهتها توصي جمعية القلب الأمريكية بالحد من تناول اللحوم المصنعة إلى حوالي 100 جرام أسبوعيًا، أو ما يقرب من 14 جرامًا يوميًا.
على الرغم من المزيد والمزيد من النتائج التي تربط الاستهلاك بالآثار الصحية المزمنة، فإن الاستهلاك الوطني من اللحوم المصنعة في الولايات المتحدة لم ينخفض في العقدين الماضيين.
وبالنظر إلى أن مرض السكري يؤثر على ما يقرب من 12% من سكان الولايات المتحدة اليوم، وما يقرب من 30% من أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، فإن هذا التغيير الغذائي الوحيد يمكن أن يساعد الملايين على العيش حياة أكثر صحة.
وتشكل المبادئ التوجيهية الغذائية للأميركيين، والتي من المقرر تحديثها في عام 2025، أساساً للسياسة الغذائية الفيدرالية الأميركية، وإنشاء برامج المساعدات الغذائية، ووجبات الغداء المدرسية، والتعليم الغذائي الأولي. وخلص مؤلفو الدراسة إلى أن تقديم توصية محددة لتقليل تناول اللحوم المصنعة يمكن أن يكون له "آثار واسعة النطاق، خاصة بالنسبة للأطفال والشباب في الولايات المتحدة الأمريكية".
المصدر : مواقع إلكترونية