اللغة العربية لغة الضاد؟ أية إمكانية.
لطالما سمعنا هذا الكلام؛ و آمنا به، يردده أساتذة العربية في أقسامهم ، والفقهاء على منابرهم ؛ لم يشك أبدا شخص في هذه الأقاويل وحتى أبناء تمازغا و المستعربون منها ؛ لم يشكووا أبدا في مصداقية هذا الكلام؛ ولم ينتقدوه سواء الناطقون منهم بالأمازيغية و غيرهم . من الجدير بالذكر قول أن هذه من خرافات وأوهام نسبت للعربية وهي بريئة منها . كيف لشخص لم يدرس علم اللسانيات المقارنة؛ ولم ينفتح على لغات أخرى أن يكتشف أن الضاد لا يقتصر على العربية( متعصب النحو) ؛ وكيف لأمازيغ يعلمون العربية ويدرسونها أن يؤمنوا بذلك رغم أنهم ينطقون الضاد بأمازيغيتهم ؛ أسئلة خطيرة جدا كيف لا ينتبهون لشيء بسيط كهذا؟ هل كانوا منومين إيديولوجيا بالقومية العربية التي ظهرت في مصر المستعربة؛ ونقلت للمغرب بعد طرد الأمازيغ لفرنسا واسبانيا ثم بعد ذلك نفيهم من أرضهم لغويا و تاريخيا و عسكريا ... و هل إلى هذا الحد آمنوا بأن النهضة الفكرية لا تكون إلا بالتعريب- ومنهم علال الفاسي - حتى لا يلاحظوا أن أمازيغيتهم تحوي الضاد ؛ هذا سخف في الحقيقة آمنوا به و دافعوا عنه إما عن قصد أو بدونه ... الكل يقول أن العقل الاسلامي -الذي جاء به محمد أركون القبائلي- لا يعرف معنى بناء ثقافة؛ عقل مسكون بالنفاق والأوهام والعصبية؛ ويظهر ذلك في أبسط الأمور مثال حرف الضاد؟ ! ... اللغة العربية ليست لغة الضاد ، بل الضاد حرف موجود في مجموعة من اللغات الأخرى منها الأمازيغية والتي يحضر فيها بقوة .إضافة إلى الألبانية والنيبالية وغيرها .. من أمثلة ذلك؛
ض : ⴹ
أضرضور ⴰⴹⵔⴹⵓⵔ : الأصم
أضرف ⴰⴹⵔⴼ : المحروث؛ الخط المحروث في حقل .
أضار ⴰⴹⴰⵔ: الرجل /القدم.
أهيضور ⴰⵀⵉⴹⵓⵔ : الهيدورة بالدارجة.
ييض ⵢⵉⴹ: الليل
أضيل ⴰⴹⵉⵍ: العنب
إيژاض ( الزاي الأمازيغية المفخمة)ⵉⵥⴰⴹ: حلو
أسميض ⴰⵙⵎⵎⵉⴹ : البرد ضد الحرارة.
إسيض ⵉⵙⵉⴹ : جنون
يكسوض ⵢⴰⴽⵙⵓⴹ: خاف
إيضر ⵉⴹⵔ : سقط / انخفض
... ... ... ...
... ... ...
والملاحظ أن هذه الكلمات هي الأكثر تداولا في اللغة الأمازيغية ولا تعير انتباه الأمازيغ ؛ نحن بحاجة لفكر نقدي، عقلنا موبوء و ثقافتنا مهترئة؛ يجب أن نرد الاعتبار لهويتنا ؛ ونفضح كل الأوهام التي تزين لنا الاستعراب سواء دينية أو عصبية.
النص المقتبس أسفله يطرح نفس الموضوع لم يذكر اللغة الأمازيغية لكن يبقى مفيدا رغم عدم موضوعيته ...
<< لاَ بِقَوْمِي شَرُفْتُ بَلْ شَرُفُوا بِي ... وَبِنَفْسِي فَخَرْتُ لاَ بِجُدُودِي
وبهم فخـر كل من نطق الضا ... دَ وعوذ الجاني وغوث الطريد
بهذه الأبيات تغنى المتنبي باللغة العربية وبكُنيتها التاريخية "صاحبة الضاد"، وهو اللقب الذي عُرفت به منذ قرون، ولطالما تفاخر به أهلها وأدباؤها، فها هو شوقي يقول:
إن الذي ملأ اللغات محاسنًا ... جعل الجمال وسره في الضاد
فينضم إليه فخري البارودي ويقول:
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ... لسان الضاد يجمعنا بعدنان وقحطان


اللغة العربية لغة الضاد؟ أية إمكانية. Ac10