شفاء سالم: فنانة ليبية تستلهم تاريخ بلادها
حين تكون الهُوية واضحة الملامح تصنع وطنا حقيقيا يتحول لملاذ آمن لأبنائه دون تمييز، إن جذور الإنسان تتنفس برئتيّ الأرض وإنتماؤه لن يتأتى إلا بمشقة البحث عن كينونة تُفسّر خطوات وجوده، ولعل المأزق الذي تمر به بلادنا وتداخلاته المعقدة جعل التشكيلية الواعدة شفاء سالم تلوذ بذاكرة الأمس المتخمة بالنسيان، فهي قد هاتفها دويّ صرخة انطلقت من أعماق كهوف تاسيلي ووديان جبال أكاكوس بأقصى جنوب الصحراء الليبية حيث حمّلها الصيادون والرعاة هناك رسالة من التاريخ إلى المستقبل لتتبنى في سياق مشروعها الإبداعي رؤية تحاول من خلالها نفض رُكام الغبار وتصلب شرايين الوقت كي تصير المسافة للضوء قاب قوسين أو أدنى،
شفاء سالم فنانة تُصيِّر من الملهاة بالألوان قدرة تسمح للتاريخ بأن ينمو على جُغرافية لوحاتها، فالتاريخ بقدر ما يحتاج لإستنطاق حقيقة ما جرى نحتاجه أيضا لفهم ما يجري اليوم حتى تستقيم مِشية النهار، شفاء سالم من مواليد مدينة بنغازي عام 1996م طالبة بكلية الهندسة قسم عمارة بجامعة بنغازي، أقامت معرضها الفني الأول في نسخته الأولى بعنوان (أنا ليبيا) في بنغازي أكتوبر 2021م وأقامت نسخته الثانية بطرابلس في ديسمبر من نفس العام، بالإضافة لمشاركتها في معرض جماعي بعنوان (معزوفة لونية) في مارس المنصرم.
عربة الصحراء – الجيتوليين
شفاء سالم فنانة ليبية شابة، أعمالها مستوحاة من تاريخ ليبيا. لقد اكتشفناها على فيسبوك وقد أثار عملها إعجابنا حقًا. لذلك أردنا التعريف بموهبته من خلال كتابة مقال عنه هنا.
ليلة الأقواس التسعة
شفاء سالم البرعصي من مواليد عام 1996 في بنغازي، ليبيا. درست الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري. بدأت مسيرتها الفنية في سن صغيرة جدًا: وهي تؤدي عروضها على الساحة الفنية الليبية منذ عام 2018. وتتمثل رؤيتها الفنية في إعادة النظر في التراث التاريخي والثقافي الليبي، مستوحاة من تاريخ أمتها وآثارها، ومكانتها في الأساطير، وكذلك روح الفن الصخري في الصحراء الليبية. في عمله، تنبض الحياة بالصفحات المكتوبة من كتب التاريخ. هدفها: في أمة قسمتها الحرب الأهلية، الحفاظ على الهوية الليبية والذاكرة الجماعية.
الصراع الليبي اليوناني
أتيحت للفنانة الشابة الموهوبة فرصة عرض أعمالها في بنغازي وطرابلس وتونس، لا سيما في إطار معرض “الفن كهوية”. وتوضح أنها اختارت أسلوبًا واقعيًا لكي تظل قريبة من الناس: فهي تخاطب الليبيين العاديين، وليس النخب الفنية أو الأكاديمية. وتأمل من خلال فنها أن تجمع هؤلاء الأشخاص معًا من خلال إعادة اكتشاف تاريخهم المشترك كليبيين، وهو أمر ضروري، حسب رأيها، للمضي قدمًا معًا.
آلهة السيلفيوم
عُرضت أعمالها لأول مرة في بنغازي، بعد مشروع أطلقته بعنوان «Tanarout Artspace» ، كما أقامت عرضًا جماعيًّا في تونس مع فنانين من جميع أنحاء العالم ، مع «بيت إسكندر للفنون» نظمتها وزارة الثقافة تحت عنوان «أيام قرطاج للفن المعاصر»، بالإضافة إلى المشاركة بمعرض «طين» للأعمال النحتية المقام مع «بيت إسكندر للفنون»، والمستضاف في براح للثقافة والفنون بمدينة بنغازي.
الناي الليبي
وفي الختام، إليكم بعض الصور من أعماله، والتي نشاركها بإذن الفنان.
فمزيد من الألق والنجاح أيتها الفنانة المبدعة، وأقول لكِ إنني انتبهت أنه لديك الكثير، الذي أتطلع أن يأخذك إلى نجاح عالمي، أرى أصابعه ستشير إلى لوحاتك، قائلة: «هذه فنانة من ليبيا»، فبلد يبدع فيه أمثالك، سيعود آمنًا خلاقًا، مسالمًا، واحدًا موحدًا مثلما كان ومثلما ينبغي أن يكون. وختاما وجب التنوية ان تسمية اللوحات من رؤية معد الموضوع وليس من الفنانة.
المصدر : مواقع إلكترونية