#_نفزة - أقدم ذكر لمصطلح نفزة بالتاريخ


#_نفزة - أقدم ذكر لمصطلح نفزة بالتاريخ 235


ذكر مصطلح "نفزة" في الكتابات الاسلامية بغرب المتوسط، منذ القرن التاسع ميلادية، واختلف النسابة المسلمون في أصلها ومنهم من جعلها من سبط البتر، ومنهم من اكتفى بذكر انتشارها من جبال نفوسة بغرب ليبيا مرورا بتونس والجزائر والريف حتى جنوبا بسلجماسة وسوس الأقصى، كما يورده ابن خلدون نقلا عن المؤرخ الأندلسي ابن عبد البر.
لكن المصادر الرومانية، تفاجئنا من جديد، وهذه المرة من خلال معاهدات موقعة بين اتحادية قبائل المرانس/الموريون، بموريطانيا/مرنيسة الطنجية Maurensii Confederation ، وبين الرومان.
حيث خلدت عبر نقيشات السلام، بمدينة Volubilis وليلي، اسم ملك موريطانيا الطنجية، غداة انسحاب وجلاء روما أواخر القرن الثالث ميلادية من بلاد المرنيسيون/الموريون.
والأمر يتعلق، بالنقيشة رقم14 و15، تحدث عنها باسهاب الباحث مصطفى أعشي في كتابه (معاهدات السلام بين الباكوات والرومان) نقلا وترجمة، عن الدراسات الغربية بحولها.
النقيشات، تخص ملك بقوية/البكاوات المرنيسيون Baquates وهو يوليوس نفوسي Iulio Nuffusi باعتباره ملكا وحاكما لموريطانيا الطنجية، مؤرخة يوم 13أبريل سنة 280م، كتاريخ لصعود يوليوس نفوسي لعرش موريطانيا الطنجية بوليلي، حيث ناب عنه أخوه يوليوس ميرزي Iulio Mirzi.
أهمية هذه النقيشات الرومانية، أنها ليست فقط تؤكد على هوية قبائل بقوية/الباكوات المرنيسية بل لأنها تربطها بأسماء أفراد ملوكها وأمرائها، وهو اسم نفوسي وبالتالي، نعلم ان نفزة بالأساس كانت بقيوية/باكواتية مرنيسية بفضل هذا الدليل الأركيولوجي.
وللتذكير، فأن مؤسس مملكة النكور الريفية، وفقا لما أتى به اليعقوبي، قال حول نسب صالح: "يزعمون أنه من أهل البلد نفزي"، وكان مصدره أهل نكور أنفسهم، حيث زار المنطقة سنة 278 هـ..
ونفس الشيء نجده بخصوص طارق بن زياد، فابن عذاري وغيره من المؤرخين ينقلون عن النسابة المغربي صالح بن أبي صالح، أنه من قبيلة نفزة بالريف.
وهذا بالضبط مايشير لكون "نفزة"، استمرت في التواجد بالريف بشكلها البقيوي/الباكواتي الروماني القديم، منتسبة لأسماء ملوكها، ومن ثم توسعت خارج مجالها الجغرافي، حيث نعلم أن قبائل بقوية/الباكوات فعليا قد غادرت موريطانيا الطنجية في القرن الثاني ميلادية باتجاه الشرق مع حليفتها مكناسة، وفق ما أرخته نقيشة مستعمرة كارطينا Cartenna الرومانية بتنس في الجزائر حاليا.
 بل ونعلم أن مدن مثل أغمات وسلجماسة عرفت تواجدا نفزيا مبكرا غداة تأسيسها رفقة قبائل مكناسة، وهو مايشير لموجة هجرة ريفية توجهت جنوبا، ونأخذ على سبيل الذكر والمقارنة من أعلام نفزاوة بالجنوب المغربي،  ''زينب النفزاوية'' وأثرها العظيم في تأسيس دولة المرابطين اللمتونية.
#المرجع: (في أول تعليق صور للنقيشات موضوع نفزة)

كتاب: نقائش معاهدات السلام بين الباكاوات و الرومان