الأمازيغية بولاية المدية ........ إرث الأجداد !
قد يجهل الكثير ، حتّى من سكان المدية، أن الأمازيغية لا يزال يُتحدث بها و بمختلف لهجاتها، في عدّة بلديات إلى اليوم !! وتنقسم لهجات ولاية المدية إلى قسمين :
1- أمازيغية الأطلس البليدي : يُسميها السكان شلحية أو قبايلية، وهي لهجة في طريق الإندثار للأسف ، ولا يتكلم بها إلّا بعض المئات من المسنّين المنحدرين من بلدية الحمدانية (دائرة وزرة ، رقم 14 في الخريطة ) : أين كان يعيش عرش آيث مسعود ، وكانت تستعمل الأمازيغية في قرى : مسنّو، بوشكّوك، إزَرْوْن، آيث علّال، آيث عيسى، أوزير (لقهاوجية)، آيث خيثر (لخواثرية)، لعنصر، آيث بوسبسي (السباسا) ، باهلي، بوثورو، تاقيطونت .....إلخ ، والآن يعيش أغلبهم بولاية البليدة، وبلديات الحمدانية، المدية ووزرة بولاية المدية ..... كما نجد أقصى جنوب البليدة ، على حدود المدية الشمالية ، عدة مناطق و قرى لا يزال كبار السن الذين ينحدرون منها ، من عرشي إث صالح و آيث ميصرا ، يتكلمون الأمازيغية إلى اليوم ، و منهم القليل من المسنّات من لا تعرفن الدارجة إطلاقا !!!!
2- أمازيغية الونشريس : وتسمّى الزناتية (جاناث بالأمازيغية) و هي لهجة عرش مطماطة التاريخي ، الذي يسكن دائرة عزيز (رقم 2 في الخريطة) ، خاصّة بلدية درّاق ، ونجد لهذا العرش امتدادا في ولايتي عين الدفلى (بلديات طارق بن زياد ، واد الجمعة ....إلخ) وتيسمسيلت (بلدية تازا .....إلخ) ، وقد نجد من يتقن الزناتية ، بحكم الجوار والمصاهرة ، بأعراش أولاد هلال (رقم 13 في الخريطة) ، سيوف أو أولاد عزيز ، وتعتبر زناتية مطماطة أكثر حيوية من لهجة الأطلس البليدي إذ يتقنها حتى الأطفال ، و نجد مُسنّات لا يتكلمن الدارجة إطلاقا !!
3- وانقرضت اللهجات الأمازيغية، من المناطق التالية، في القرنين 19 و 20 فقط للأسف : لهجة عرشي سوماتة وموزاية (دائرة المدية ، رقم 11 في الخريطة) ، دائرة العمارية ( قبائل بعطة ...إلخ , رقم 9 في الخريطة ) ، دائرة تابلاط (قبائل بني زرمان، بني واطاس ...... إلخ، رقم 19 في الخريطة ، ويوجد إلى اليوم من يعرف كلمات أمازيغية) ، دائرة العزيزية ( رقم 7 في الخريطة، عند عرش بني جعد، وقيل أن بعض المسنين لايزال يتذكر الأمازيغية جزئيا )
نتمنى أن يحظى هذا الإرث الأصيل بمزيد من الإهتمام، من طرف السكان والباحثين و الجامعيين المخليين ، وإلّا فسيندثر إلى الأبد في السنوات القادمة ، بعدما حافظ عليه أجدادنا لآلاف السنين .... و لم لا يتم تدوين اللهجات المحلية ، و تدريسها للأطفال ... حفاظا على أصالة الأجداد