ثقافة الصحراء أمازيغية بامتياز وليست ثقافة حسانية
يستمر إجحاف المغرب في حق ثقافة أهل الصحراء عبر تعليمه وإعلامه التضليلي من خلال نشر مغالطات ساذجة في حق ثقافة الصحراء وأهلها، كترويجه منذ سنين لكل أشكال ثقافة الصحراء تحت مسمى "الثقافة الحسانية" عبر قناة العيون الجهوية بدل "ثقافة صنهاجة" أو "ثقافة المجال الصحراوي"، واضعا نفسه في مواقف حرجة أمام الدارسين لتاريخ وأنثروبولوجيا الصحراء المتنازع حولها.
كل مظاهر الثقافة الصحراوية التي تسمى اليوم حسانية هي امازيغية الأصل
فلم يسلم أي شكل من أشكال ثقافة المجال الصحراوي الامازيغي من التعريب والشرقنة، بدءً بالتنظيم السياسي مثل "أيت ربعين" .. مرورا بالموسيقى "أژاوان" وإيقاعاتها وآلاتها مثل "إمزاد" و "تيدينيت" واللباس والرقص مثل "الگدرة" (من الجذر الأمازيغي گ.د.ر) .. نضيف تقاليد أعراس الصحراء خاصة لدى النساء كاللباس والحلي والتسنگيف .. ونضيف كذلك العادات والتقاليد الامازيغية الأصل المميزة باعتبارها سمة تميز سكان المجال الصحراوي، في ما مضى ولا زال. عن أي مكان اخر في العالم
الملحفة الصحراوية هي في الاصل اللباس التقليدي الامازيغي لنساء منطقة ايت باعمران
وغم كل مجالات الأمازيغيين المتنوعة التي تؤكد الهوية الامازيغية للصحراء، فجيل اليوم من أهل الصحراء نتيجة غسيل الدماغ الذي تعرض له اصبح يصنف نفسه عن حسن نية "حسانيا عربيا" كونه ناطقا باللهجة الحسانية ذات البنية اللسانية الأمازيغية، والتي ‑ كما علق اللساني محمد شفيق في أحد أعماله ‑ سادها أمازيغي ولحمتها عربية وملمسها بَيْنَ بَيْنَ.
وحتى في استحضارنا لتاريخ الأمس القريب تظل ملامح الهوية الامازيغية للصحراء واضحة للجميع. بالتالي فالإقصاء التعليمي والإعلامي الممنهج للبعد الامازيغي للمجال الصحراوي التاريخي منه والحديث فهو غير مقبول.
صحراويون يلعبون لعبة تاقورا الامازيغية القديمة
وحتي في عصرنا الحالي أشهر شعب صحراوي في العالم وخاصة في أفريقيا ليس الحسانيين .. وإنما الطوارق الأمازيغ.. وثقافتهم ولباسهم وموسيقاهم هي التي تستخدم كرموز في العالم عن الصحراء والرمال ..مثل رالي دكار الذي شعاره رجل من الطوارق يرتدي الشاش الطارقي الأمازيغي .. وأيضا شركة فولكس فاغن الألمانية صنعت سيارة صحراوية رباعية الدفع بإسم الطوارق للدلالة علي قوتها وتحملها لأجواء الصحراء والمناطق القاسية...
الطوارق الامازيغ رمز الصحراء الكبرى في المحافل الدولية
صحيح.. ما قصدته من كلامي أن الأمازيغ الطوارق هم الشعب الأكثر شهرة في الصحراء الافريقية وليس الحسانيين مدعي العروبة .. لذلك لا أفهم لماذا في المغرب يربطون الصحراء بالحسانيين .. رغم أنهم ليسوا مشهورين في التراث الصحراوي العالمي مثل الطوارق الأمازيغ. الذين توغلوا الي عمق الصحاري الإفريقية ومزّغوا حتي بعض جوانب القبائل الإفريقية وجعلوها تتبنى الثقافة الأمازيغية ولاتزال بوادي مالي والنيجر تسمى الكثير من العادات بأسماء امازيغية..
مجموعة تيناريوين للطوارق الامازيغ خلال مشاركتها بمهرجان دولي بالولايات المتحدة الامريكية
وأي شخص في العالم تذكر له الصحراء الكبرى أول شيء يبادر الي ذهنه هم الطوارق الامازيغ وموسيقاهم وتراثهم وملابسهم المميزة وقضيتهم، والتي عرّفت بها اكثر مجموعة تيناريوين Tinariwen الغنائية التي داع صيتها في العالم ويتم استدعاؤها كل سنة للمشاركة في أشهر المهرجانات العالمية كرمز لثقافة الصحراء في المحافل الدولية.
http://www.portail-amazigh.com/2021/11/sahara-amazigh.html?fbclid=IwAR0qXtsEOrNrPr_h58NVEfC1DAaCUi8-w1D3uYpROQBCPZjoJm_tdWyuZ7g