كتامة.. صانعة الإمبراطورية الفاطمية؟-1-


كتامة.. صانعة الإمبراطورية الفاطمية؟-1- 03e91a0f-74ff-4be3-9a8c-4e4a16f24d4d
كتامة.. صانعة الإمبراطورية الفاطمية                                              


قبيلة جبلية هامشية تحولت إلى عصبية ساهمت في قيام الامبراطورية الفاطمية ثم زوالها.. إليكم حكايتها.
"وهؤلاء كتامة، أجدادهم مع أجدادنا، وآباؤهم مع آبائنا، وهم معنا، وكذلك يكون أعقابهم مع أعقابنا إلى يوم الدين". المُعزّ لدين الله الفاطمي، "المجالس والمُسايرات" للقاضي النعمان.
بعد فترةٍ من الزمن امتدّت إلى قرن، استكمل فيها الفتح الإسلامي أَسْلَمة بلاد المغرب والأندلس، دخلت المنطقة التي تُسمَّى بلاد المغرب أو الغرب الإسلامي مجرى التاريخ الإسلامي، وأضحت جزءاً من إمبراطورياته ومن فضائه الثقافي. غير أنه مع مطلع القرن العاشر الميلادي، شهدت المنطقة ظهور حدثٍ تاريخيٍ بارزٍ وحاسمٍ أقحم المغاربة ومنطقتهم الطرفية في قلب التاريخ الإمبراطوري والديني والحضاري للإسلام، من موقع الصانِع والمُوجِّه للأحداث وليس من موقع المُتلقّي فحسب.
فقد شكَّلت قبيلة كتامة البربرية قاعدة اجتماعية لحركةٍ كُبرى سُرعان ما تحوَّلت إلى إمبراطوريةٍ ممتدّة الأطراف، قدَّمت إضافات نوعية للمسار العام للتاريخ الإسلامي.
فماذا نعرف عن هذه القبيلة؟ وكيف اقتحمت التاريخ الإسلامي من أوسع أبوابه لتتحوَّل من قبيلةٍ جبليةٍ هامشيةٍ إلى عصبيةٍ ضاربةٍ لواحدة من أكبر الإمبراطوريات في تاريخ الإسلام؟
كتامة في المصادر ما قبل العربية


كتامة.. صانعة الإمبراطورية الفاطمية؟-1- 47792ba7-9059-4b0f-8519-c78c31c02d41
القاهرة                                          


وردت في بعض النقوش اللاتينية التي تعود إلى العصر البيزنطي كلمتا Ucutumani وUcutamii لوصف مجموعةٍ من السكان تعيش بشكلٍ مستقلٍ في جبال البابور في الجزء الشرقي من سلسلة جبال الأطلس التَلَّي في شرق الجزائر الحالية، وهي واحدة من المواطِن المعروفة لبطون قبيلة كتامة (1)، كما ذكرها الجغرافي الشهير بطليموس في القرن الثاني الميلادي باسم Koidamousii (2).
أسَّست تلك المجموعات السكانية المُتمرِّدة كياناً مستقلاً بين مدينتي سطيف وجْمِيلَة في شرق الجزائر حالياً، سُمِّي ب Respublica Vahartanensium (3)، لكن مع ذلك يمكن القول إن نزوع تلك القبائل نحو التمرّد والمواجهات المُسلّحة مع السلطات المركزية الرومانية (4)، لم يمنع المسار العام للرَوْمَنَة الذي طبع كل جهات الإمبراطورية العُظمى.
وبذلك نكون أمام حقيقة أكَّدها الكثير من المؤرِّخين وعلماء الآثار الغربيين، أن أولئك السكان الموجودين مُبْكِراً في المنطقة والذين حافظوا على نفس نمط معاشهم لقرونٍ طويلة، هم فعلاً أسلاف كتامة.
كتامة في فترة الفتوحات الإسلامية


كتامة.. صانعة الإمبراطورية الفاطمية؟-1- 62fe8351-edbd-4d8f-ba0b-b3aac84a59a3
صورة متخيلة للجيش الفاطمي: جندي مشاة كتامي وفارس تركي         


لم يرد إسم قبيلة كتامة في المصادر العربية التي أرَّخت، بشكلٍ مُتأخّرٍ نسبياً، لسَيْر الفتوحات، ولم يصنع الاستثناء سوى إبن خُرْداذَبة (820-912 م) في كتابه "المسالك"، وهذا لا يعني بالضرورة عدم أهميّة القبيلة في تلك الفترة التاريخية، كما ذهب المؤرِّخ وعالِم الآثار الفرنسي جان بيير لابورت، وإنما، لأن تلك المصادر قد ذكرتها ضمناً وسط الحديث عن البرانس، وفق التقسيم الذي اعتمده المؤرِّخون والنسَّابة العرب في تمييز البربر في المغرب بين برانس مُستقرّين، وبتر يعتمد نمط عيشهم على البداوة والترحال، وكتامة كما صنهاجة وأوربة (5) ومصمودة هي من البرانس وفق هذا التقسيم التقليدي.
وقد ارتبطت قبائل البرانس في المغرب الأوسط، بعلاقات تحالفٍ وطيدةٍ أَملاها الكثير من الضرورات، منها الجغرافية (المضارب المتجاورة) والثقافية (تشابُه اللغة والعادات الاجتماعية) من جهةٍ، وبعلاقات عداوةٍ مع البربر البتر من قبائل زناتة من جهةٍ أخرى.
ولعلّ كتامة بحُكم تلك العلاقات التحالفية قد انضمَّت إلى قوات قبيلة أوربة أثناء الفتوحات الإسلامية، إلا أن هذا التقسيم ورغم ترسُّخه في التراث التاريخي الإسلامي لا يجعله خارج النقد، ولا يتَّسع المجال هنا لذلك.
اعتناق الكتاميين للإسلام أيضاً يكتنفه بعض الغموض بسبب سكوت المصادر العربية عن ذِكر القبيلة في تلك الفترة، وإنْ كان بعض المؤرِّخين الغربيين رجَّحوا اعتناقهم للمذاهب الخارجية التي انتشرت بين البربر(6).
وقد عزَّزوا ترجيحهم بظهور بعض الأسماء الكتامية ضمن الجيش الخارجي الذي استولى على القيروان (في تونس الحالية)، لكنه يبدو ترجيحاً غير مُقنع، فلا يُعَدُّ ظهور مجموعة من الأسماء الكتامية ضمن ثورة الخوارج، (لعلَّها تحرَّكت في مجموعاتٍ صغيرةٍ أو بشكلٍ فردي)، في القيروان سبباً كافياً لاعتبار أن جلّ القبيلة قد اعتنقت الإسلام الخارجي، خصوصاً إذا ما عرفنا، من خلال تتبّع المصادر التي أرَّخت للثورات الخارجية، بأن غالبيّة مَن شكَّل نواة (أو عصبية بالمفهوم الخلدوني) ثوراتها ودولها في المغرب الأوسط أو الأقصى، كانوا من البتر أي من القبائل البربرية الزناتية، وأن حليفتها المُفْتَرضة قبيلة أوربة، قد اعتنقت لاحقاً العقائد المُعتزلية (الواصلية كما كانت تُسمَّى في تلك الفترة).
كتامة والثورة الفاطمية


كتامة.. صانعة الإمبراطورية الفاطمية؟-1- Bf7320cc-3337-4358-9df5-98c5626627b2
كتامة.. قصة أمجاد إمبراطورية لقبيلةٍ جزائرية                


التأريخ للإمبراطورية الفاطمية في مرحلتها المغربية كما المشرقية، هو فعلياً تأريخٌ لكتامة لأنها القاعدة الاجتماعية التي مكَّنت الإيديولوجية الإسماعيلية من بناء صَرحٍ إمبراطوريٍ وحضاريٍ كبير، وبالتعبير الأصلي لإبن خلدون فإن "الدعوة الدينية من غير عصبية لا تتم"(7)، وهي الفكرة التي أعاد صوغها المؤرِّخ الأميركي جون وانسبرو في معرض حديثه عن المهدي الفاطمي، محور الدعوة الإسماعيلية، عندما لاحظ بأن دعاية الحركة الفاطمية كانت مهمة من الناحية التاريخية، لكن نجاح الثورة يعود أساساً إلى الطبيعة القبلية البربرية (8).
تميَّز "الحزب الإسماعيلي" من دون غيره من أحزاب المعارضة الشيعية (تحديداً الزيدية والإمامية) في العهد العباسي بتنظيمٍ حديديٍ كفؤ امتاز بقدرٍ كبيرٍ من السرّية، وبدعايةٍ فعَّالة اعتمدت على دُعاةٍ مُحترفين بثَّهم في مختلف نواحي العالم الإسلامي (9) انطلاقاً من السلمية في سوريا الحالية باعتبارها دار الهجرة الأولى، وفق الخطاب الإسماعيلي (10)، لكنه مع ذلك عوَّل بصفةٍ أكبر على ثلاث مناطق رئيسة؛ بلاد فارس واليمن وبلاد المغرب.
وقد بات واضحاً من خلال مصادر عديدة بأن الدعاية الإسماعيلية دخلت مُبْكراً إلى بلاد المغرب، وقد وجدت صدىً لدى القبائل البربرية، وتنافست مع باقي الدعوات الخارجية والواصلية (المُعتزلية) والزيدية، في المناطق الوَعِرة والنائية. وهي تتجاوز بلا شكّ الرواية التقليدية التي نقلها إلينا القاضي النعمان عن اللقاء التاريخي بين الداعي أبي عبد الله وبين حجّاج كتامة، لتؤكِّد حقيقة وجود أرضيةٍ اجتماعيةٍ خصبةٍ لتقبّل الأفكار الإسماعيلية في المناطق الكتامية سبقت نشاط الداعي.
وقد أرجع العديد من المؤرِّخين كإبن خلدون في تاريخه والمقريزي في "اتّعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء"، والقاضي النعمان نفسه في "افتتاح الدعوة"، بدايات بثّ الدعوة الإسماعيلية في المغرب إلى جعفرٍ الصادق سادس أئمة الشيعة، الذي أرسل الداعيتين عبد الله بن علي بن أحمد الحلواني وأبا سفيان الحسن بن القاسم، وهذا يؤكِّد ما ذهب إليه المؤرَّخ البريطاني المُختصّ في التاريخ الوسيط لشمال أفريقيا مايكل بريت من وجود تجمّعاتٍ إسماعيليةٍ في المنطقة أحدها كان إلى الشرق من جبال الأوراس (11).
لذا فلا غرابة أن نجد أن من بين الحجيج الكتامي الذين رافقهم الداعي إلى ديارهم، رجلين من قبيلة جيملة (أحد البطون البارزة لكتامة) وهما حريث الجيملي وموسى بن مكارم، كانا من تلامِذة الداعية الحلواني (12). 
وليس من المُستَبْعَد أيضاً أن تكون الدعوة الإسماعيلية في المغرب قد استفادت من نظيرتها الزيدية، فيمكن القول إنه رغم الاختلاف في طُرُق الدعوة وفي أُسُس المشروع السياسي بين الأدارسة الزيدية والفاطميين الإسماعيلية.
من المُرجَّح أن الدعوة الإدريسية قد ساعدت على خَلْقِ رصيدٍ قويٍ للدعاية العلوية في المغرب، بتعبير المؤرِّخ الجزائري موسى لقبال، خصوصاً وأنها انتشرت غالباً بين قبائل مُستقرِّة من البرانس وهم حلفاءُ كتامة الطبيعيون، استثمره الفاطميون بعد ذلك في دعوتهم التي تلقَّفتها بعض المجموعات الكتامية في البداية، ثم اعتنقتها كل بطونها التي سكنت مواطِن كتامة والتي تمتد إلى مجالاتٍ أوسع من تلك التي حدَّدها إبن خلدون في عصره: "تنتهي عند بجاية غرباً، وعند كتلة أوراس جنوباً، إلى سيف البحر عند بونة شمالاً، وهي الموافقة حالياً لمناطق في الوسط والشرق الجزائري، وتحديداً لمنطقة القبائل الصُغرى وما يليها شرقاً وصولاً إلى جبال ولاية عنّابة، وغرباً إلى جبال زواوة في منطقة القبائل الكُبرى، وجنوباً باتجاه الحدود المُتاخِمة لجبال الأوراس مروراً بولايات سطيف وميلة وقسنطينة".
وصل الداعي إلى بلاد المغرب رفقة الحجيج الكتامي، بعد رحلةٍ طويلةٍ من السلمية مقرّ المهدي الفاطمي إلى اليمن، وفي ذهنه وصية إمامه ومُعلّمه المنصور في اليمن:" أرض كتامة من المغرب قد حرثها الحلواني وأبو سفيان، وقد ماتا وليس لهما غيرك، فبادِر فإنها مُوَطَّأة مُمَهَّدة لك"، التي وردت في مصادر عديدة (13)، فبدأ في تنشيط الخلايا الإسماعيلية المُنتشرة في تلك الربوع، وكانت البداية من المنطقة الجبلية الوَعِرة لايكجان في شمال شرق سطيف أين أقام قلعة في جنوب جبال البابور، وفَّرت له ولأتباعه ملاذا آمِنا بعيداً عن أعين الأغالبة (14).
وخلال عقدٍ من الزمن جهَّز الداعي نواةً صلبةً أو نُخبةً طليعيةً كتامية لثورته أسماها "أولياء الله"، بعد أن درس جيّداً الظروف السياسية والجغرافية والأمنية والاجتماعية للمنطقة اعتماداً على أتباعه من الكتاميين؛ إلى الغرب من قسنطينة لم يكن هناك وجود حقيقي للسلطة المركزية للأغالبة، وفي الحواضِر المُحَصَّنة لسطيف وميلة وبلزمة (ولاية باتنة الحالية) اكتفى حُكَّامها المحليون بحضورٍ رمزيٍ لسلطة المركز تمثَّلت في الدُعاء للخليفة العباسي في صلاة الجمعة.
أما القبائل البربرية الزناتية، التي اعتنقت في غالبها المذاهب الخارجية، فكانت تتَّخذ من مناطق واسعة في غرب وجنوب المغرب الأوسط مجالات للرَعي والترحال أو شبه الاستقرار في جبال الأوراس، على هامش أيّ تأثير مركزي.
وكان أول أهداف هذه النُخبة هو القضاء على بؤَر المعارضة داخل المجال الاجتماعي الكتامي نفسه قبل الاصطدام بالسلطة الأغلبية، ثم أسَّس الداعي قلعة أخرى في تازروت شمال شرق ميلة، ومع توافُد البطون الكتامية المختلفة بسبب نشاط مَن أسماهم بالمشائخ والمُقدّمين، وهم الدُعاة الكتاميون الذين كَوَّنهم، لنشر الدعوة الإسماعيلية في الأرياف والقرى والحواضِر.
وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى أن دور الكتاميين في نشأة الإمبراطورية الفاطمية لم يكن عسكرياً فحسب وإنما ساهموا في إرساء المدرسة الفُقهية والفكرية الإسماعيلية في المغرب وبرز منهم الفقيه أفلح بن هارون الملوسي (15)، بل وحتى القاضي النعمان الذي يمكن اعتباره الأب المؤسِّس للمنظومة الفُقهية الإسماعيلية والمؤرِّخ الأول للحركة الفاطمية، وإنْ لم يكن من أصولٍ كتاميةٍ، فهو إبن البيئة المغربية التي كان الكتاميون جزءاً منها.
ثم سُرعان ما تحوَّلت قلعتا إيكجان وتازروت إلى مدينتين تُطبَّق فيهما التعاليم الإسماعيلية، وتُهيَّأ فيهما الأرضية لاستقبال المهدي الذي "سيملأ الدنيا عدلاً". لقد أصبحت فكرة المهدوية هي المحور الأساس لخطاب الداعي كما كتب المؤرِّخ الألماني هاينتس هالم (16).
توالت انتصارات الكتاميين على الأغالبة بقيادة الداعي وبدأت تتساقط مواقع نفوذهم الواحدة تلو الأخرى، حتى سقطت الزَّاب، فاتحةً الطريق نحو القيروان (تونس الحالية)، إلى أن سُحِق الجيش الأغلبي نهائياً في معركة الأربس (في ولاية الكاف التونسية على الحدود مع الجزائر) في 909م، فسقط حلفاء بغداد العباسية، وفرَّ آخر حُكَّامهم زيادة الله الثالث إلى مصر.



       كتامة و الحضارة الفاطمية قراءة تاريخية - koutama et les Fatimides

 
 الهوامش:
1 - من تلك النقوش ما اكتشِف في فدولس بين ولايتي جيجل وميلة، أنظر: موسى لقبال، كتامة ودورها في الخلافة الفاطمية منذ تأسيسها إلى مُنتصف القرن الخامس الهجري(11م)، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر،1979، ص95.
2- ذكرها بطليموس للتعبير عن مجموعةٍ سكانيةٍ تسكن المناطق المُحاذية لوادي الرمال في شرق الجزائر بين ولايتي ميلة وقسنطينة، وقد كانت تُسبِّب المتاعب للسلطة المركزية الرومانية سواء في عهد موريطانيا القيصرية (ثم السطيفية بعد303م) أو في العهد النوميدي، ومن أجل تفاصيل أكثر حول علاقة تلك القبائل بالسلطة الرومانية أنظر: Jean-Pierre Laporte, « Ketama, Kutama », [En ligne], p1
3 - حول Respublica Vahartanensium أنظر: Michel christol , Youcef aibéche, Antiquités africaines, « l’Afrique du nord de la préhistoire à la conquête arabe »,  2007, n°43, p 47-67
4 - كانت المواجهات المُسلّحة بين قبائل كتامة والسلطة الرومانية المركزية تتصاعد في فترات تصدير الحبوب نحو روما التي تنتجها سهول سطيف، وقد كان التصدير يمرّ حتماً عبر مضاربها، وتتصاعد أيضاً عندما تنزل من مقار سكناها في الجبال نحو السفوح والسهول المُحاذية لحاجتها هي نفسها لزراعة الحبوب.
5- عاشت قبيلة أوربة، التي آلت إليها رئاسة البربر في المغرب الأوسط في فترة الفتوحات كما يُحدّثنا إبن خلدون في تاريخه، في جبال وسهول المغرب الأوسط (الجزائر الحالية)، واصطدمت بقوّةٍ مع العرب المسلمين الفاتحين، بقيادة كسيلة إبن لمزم الأَوْرَبي البرنسي، وانتصرت عليهم في معركة تهودة الشهيرة سنة 682م في الزَّاب(تقع حالياً في مدينة سيدي عقبة في جنوب شرق الجزائر) التي خسرت فيها جيوش الفتح الإسلامي قائدها عقبة بن نافع الفهري، ثم اعتنقت الإسلام المُعتزلي بعد أن هجرت بطونٌ منها مواطنها الأصلية باتجاه مناطق كتامة، وجبال الونشريس في غرب الجزائر، وبدرجةٍ أكبر نحو منطقة وليلي في المغرب الأقصى حيث تبنّت الدعوة الإدريسية وشكَّلت قاعدةً اجتماعيةً للإسلام الزيدي الذي أسَّس أول دولةٍ شيعيةٍ زيدية في تاريخ الإسلام في المغرب الأقصى بقيادة إدريس بن عبد الله الكامل، ومعها إمارات سليمانية(نسبة إلى سليمان بن عبد الله الكامل شقيق إدريس) في مدن عديدة في غرب ووسط وجنوب شرق الجزائر الحالية تمتَّعت كل إمارة/مدينة منها باستقلالٍ كبير(تلمسان، رشقون، البويرة، تنس، المسيلة....).
6 - أسَّس أحد هذه المذاهب إمامة إباضية بقيادة عبد الرحمان إبن رستم ذي الأصول الفارسية الذي اتّخذ من تيهرت(مدينة تيارت في غرب الجزائر الحالية) عاصمة له، وبسطت تلك الإمامة نفوذها من المغرب الأوسط(الجزائر الحالية) وصولاً إلى جبل نفوّسة في المغرب الأدنى(ليبيا الحالية) مروراً بمناطق واسعة من تونس الحالية.
7- عبد الرحمان إبن خلدون، المقدّمة، دار الجيل، بيروت، ص175.
8 - Wansbrough Johnn, “On Recomposing the Islamic History of North Africa”, the Journal of the Royal Asiatic Society of Great Britain and Ireland, N°02, 1969,  p161-170.
9 - عبد الله العروي، مجمل تاريخ المغرب، المركز الثقافي العربي، 2000، المغرب، ج3، ص 59.
10- موسى لقبال، ملحمة أبي عبد الله الايكجاني، المؤسَّسة الوطنية للكتاب 1990، ص20،
11- Brett Michael, 2001, “The Rise of the Fatimids. The World of the Mediterranean and the Midlle East in the fourth century of the hijra, tenth century CE”, Leyde, p 90-91. 
12- فرحات الدشرواي، الخلافة الفاطمية في المغرب، ترجمة حمادي الساحلي، دار الغرب الإسلامي 1994، ص82.
13 - المقريزي، اتّعاظ الحنفا ج1، ص55، أبو الفدا، ج2 ص 68: موسى لقبال، كتامة ودورها في الخلافة الفاطمية، ص234.
14- الأغالبة سلالة عربية حكمت باسم العباسيين، إفريقية (تونس الحالية) وأجزاء من شرق ما أصبح يُصْطَلح عليه لاحقاً بالمغرب الأوسط وهو ما يُطابق الجزائر الحالية، واتَّخذت من القيروان عاصمة لها.
15- بوبة مجاني، دراسات إسماعيلية، مطبوعات جامعة منتوري قسنطينة، الجزائر، 2002-2003، ص95.
16- Halm Heinz, 1996, "The Empire of the Mahdi : the Rise of the Fatimids", trad. de l’allemand, Michael Bonner, Leyde, E. J. Brill Ibid, p 103-107.
17- Halm Heinz, 1996, Ibid, E. J. Brill, p101-107.
18- سلالة بربرية زناتية أسَّست إمارة خارجية على المذهب الصفري في سجلماسة في جنوب شرق المغرب الأقصى حالياً.
19 -  Halm Heinz, 1996, Ibid, p51-57.
Brett Michael, 2001, Ibid , p105-106.
Hamdani A. Sumaiya, 2006,” Between Revolution and State, The Path to fatimid Statehood. Qādī al-Nu‘mān and the Construction of  Fatimide Legitimacy”, Londres, I. B. Tauris, p6-7.
20 - Bramoullé David,  22-23-2017 « Financer l’activité navale fatimide en Égypte (973-1171)  Contraintes financières et enjeux politico-économiques », L’économie de la guerre navale, de l’Antiquité au XXe siècle, Revue d’histoire maritime, p. 44.
21 - Bramoullé David, 2014,  « LA SICILE DANS LA MÉDITERRANÉE FATIMIDE (XE-XIE SIÈCLE)  Dynamiques de l'islamisation en Méditerranée centrale et en Sicile : nouvelles propositions et découvertes récentes. (Collection de l'École française de Rome, p25
22- قبيلة بربرية زناتية تبنَّت المذهب الخارجي الصفري كانت تُقيم في موطنها الأصلي، على ضفاف وادي الشلف في غرب الجزائر الحالية.
23 - Bramoullé David, 2011, « Alexandrie, les Fatimides et la mer (969-1171) »
Alexandrie médiévale 4, édité par Christian Décobert, Jean-Yves Empereur et Christophe Picard, Centre d’études Alexandrines, p84-85.
24 - موسى لقبال، كتامة ودورها في الخلافة الفاطمية ، ص473.
25 - Thierry Bianquis,  « DAMAS ET LA SYRIE SOUS LA DOMINATION FATIMIDE (359-468/969-1076) ». TOME 1, Chapitre premier. La première conquête de la Syrie, https://books.openedition.org/ifpo/6444.
26 - نفس المصدر السابق
27 - Bramoullé David,  43-2009, « Les populations littorales du Bilad al-Sam fatimides et la guerre, Annales islamologiques, p306.
28 -  موسى لقبال، كتامة ودورها…، ص567-568.

 








https://www.almayadeen.net/investigation/1457781/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D9%85%D8%A9---%D8%B5%D8%A7%D9%86%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B7%D9%85%D9%8A%D8%A9