ثناء المؤرخ عبد الرحمان ابن خلدون على البربر الأمازيغ بشمال إفريقيا
لقد كتب عن البربر مؤلفون كثيرون من عرب وإغريق ورومان، وكلهم أثنى على البربر وأعجب بهم. وممن عاشرهم، وسبر أغوارهم، وعرف كل المعرفة تاريخهم، وعاش في دولهم، وشاهد أمجادهم العلامة ابن خلدون. فإليك جزءا صغيرا من شهادته لهم، وثنائه عليهم، ليكون نصوصا وحجة لما وصفت به البربر في هذا الباب.
قال العلامة ابن خلدون: «وأما تخلق لبربر بالفضائل الإنسانية، وتنافسهم في الخلايا الحمية، وما جبلوا عليه من الخلق الكريم، مرقاة الشرق والرفعة بين الأمم،وسبب المح والثناء من لخلق، من عز الجوار، وحماية النزيل، ورعي الذمم، والوفاء بالقول والعهد ! والصبر على المكارم، والثبات في لشدائد، وحسن الملكة، والأعضاء عن العيوب، والتحافي عن الانتقام، ورحمة المسكين، وبر لكبير، وتوقير أهل العلم، وحمل الكل، وكسب المعدوم، وقرى الضيف، والإعانة على النوائب، وعلو الهمة، واباية الضيم،ومشاقة الدول، ومقرعة الخطوب، وغلاب الملوك، وبيع النفوس لله في نصر دينه، فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف، لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم. وحسبك ما اكتسبوه من حميدها، واتصفوا به من شريفها، ان قادتهم إلى مراقى العز، وأوفت بهم على ثنايا الملك، حتى علت على الأيدي أيديهم، ومضت في الخلق بالقبض والبسط أحكامهم الخ…(كتاب العبر لابن خلدون ج 6 ص 104 ط بولاق بمصر)
ولعل القارئ يقول: ان الأمام ابن خلون يريد البربر في عهد الإسلام لما ورد من وصفه لهم ببيع لنفوس لله في نصرة دين، ولكنه من يقرأ الباب كله يعلم ان يريد البربر في كل عهودهم قبل الإسلام وبعده. ان وان أمكن ان يعني ابن خلدون لبربر في العهد الإسلامي فحسب، فان الفروع دليل على الأصول، والأحفاد مظهر للأجداد، والشخصية العظيمة، ولعبقريات الكبرى تورث ولا تكتسب. انها لا تظهر فجأة، ولا تولد كاملة،وإنما تنمو في الآباء، وتكمل في الأبناء. وإذا رأيت جيلا كريما فاعلم انه من الأصول لكريمة، لا يمكن ان يكون من الأرذال. ثم قال ابن خلدون يصف البربر في العصور الإسلامية: «وأما إقامتهم لمراسم الشريعة، وأخذهم بأحكام الملة، ونصرهم لدين الله، فقد نقل عنهم من اتخاذ المعلمين كتاب الله لصيانتهم، والاستفتاء في فروض أعيانهم، واقتفاء الأئمة في الصلوات ببواديهم، وتدارس القرآن بين إحيائهم، وتحكيم حملة الفقه في نوازلهم وقضاياهم، وإصغائهم لأهل الخير والدين من أهل مصرهم للبركة في آثارهم، وغشائهم البحر أفضل المرابطة ولجهاد، وبيعهم النفوس الله في سبيله، وجاد عدوه، ما يدل على رسوخ إيمانهم، وصحة معتقداتهم، ومتين ديانتهم التي كنت ملاكا أعزهم، ومقادا إلى سلطانهم وملكهم ». ثم قال ابن خلدون: «وأما وقوع الخوارق فيهم، وظهور الكاملين في النوع الإنساني من أشخاصهم، فقد كان فيهم من الأولياء المحدثين، أهل النفوس القدسية، والعلوم الموهوبة، ومن حملة العلم عن التابعين ومن بعدهم من الأئمة والكهان المفطورين على الاطلاع على الأسرار الغيبية، ومن الغرائب التي خرقت لعادة، وأوضحت أدلة القدرة، ما يدل على عظيم عناية الله بذلك الجيل، وكرامته لهم، بما آتاهم من جماع الخير، وآثرهم به من مذاهب الكمال، وجمع لهم من متفرق خواص الإنسان الخ… (العبر لابن خلدون ج 6 ص 104 ، 105 ط بولاق بمصر.)
تلك هي بعض أوصاف البربر الخلقية والعقلية ق جلوناها، وجلاها ابن خلدون في هذا الباب. وهي تصور شخصيتهم العظيمة،وأصلهم الكريم.
بقلم الأستاذ محمد على دبوز
كتاب تاريخ المغرب الكبير الجزء الأول
لقد كتب عن البربر مؤلفون كثيرون من عرب وإغريق ورومان، وكلهم أثنى على البربر وأعجب بهم. وممن عاشرهم، وسبر أغوارهم، وعرف كل المعرفة تاريخهم، وعاش في دولهم، وشاهد أمجادهم العلامة ابن خلدون. فإليك جزءا صغيرا من شهادته لهم، وثنائه عليهم، ليكون نصوصا وحجة لما وصفت به البربر في هذا الباب.
قال العلامة ابن خلدون: «وأما تخلق لبربر بالفضائل الإنسانية، وتنافسهم في الخلايا الحمية، وما جبلوا عليه من الخلق الكريم، مرقاة الشرق والرفعة بين الأمم،وسبب المح والثناء من لخلق، من عز الجوار، وحماية النزيل، ورعي الذمم، والوفاء بالقول والعهد ! والصبر على المكارم، والثبات في لشدائد، وحسن الملكة، والأعضاء عن العيوب، والتحافي عن الانتقام، ورحمة المسكين، وبر لكبير، وتوقير أهل العلم، وحمل الكل، وكسب المعدوم، وقرى الضيف، والإعانة على النوائب، وعلو الهمة، واباية الضيم،ومشاقة الدول، ومقرعة الخطوب، وغلاب الملوك، وبيع النفوس لله في نصر دينه، فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف، لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم. وحسبك ما اكتسبوه من حميدها، واتصفوا به من شريفها، ان قادتهم إلى مراقى العز، وأوفت بهم على ثنايا الملك، حتى علت على الأيدي أيديهم، ومضت في الخلق بالقبض والبسط أحكامهم الخ…(كتاب العبر لابن خلدون ج 6 ص 104 ط بولاق بمصر)
ولعل القارئ يقول: ان الأمام ابن خلون يريد البربر في عهد الإسلام لما ورد من وصفه لهم ببيع لنفوس لله في نصرة دين، ولكنه من يقرأ الباب كله يعلم ان يريد البربر في كل عهودهم قبل الإسلام وبعده. ان وان أمكن ان يعني ابن خلدون لبربر في العهد الإسلامي فحسب، فان الفروع دليل على الأصول، والأحفاد مظهر للأجداد، والشخصية العظيمة، ولعبقريات الكبرى تورث ولا تكتسب. انها لا تظهر فجأة، ولا تولد كاملة،وإنما تنمو في الآباء، وتكمل في الأبناء. وإذا رأيت جيلا كريما فاعلم انه من الأصول لكريمة، لا يمكن ان يكون من الأرذال. ثم قال ابن خلدون يصف البربر في العصور الإسلامية: «وأما إقامتهم لمراسم الشريعة، وأخذهم بأحكام الملة، ونصرهم لدين الله، فقد نقل عنهم من اتخاذ المعلمين كتاب الله لصيانتهم، والاستفتاء في فروض أعيانهم، واقتفاء الأئمة في الصلوات ببواديهم، وتدارس القرآن بين إحيائهم، وتحكيم حملة الفقه في نوازلهم وقضاياهم، وإصغائهم لأهل الخير والدين من أهل مصرهم للبركة في آثارهم، وغشائهم البحر أفضل المرابطة ولجهاد، وبيعهم النفوس الله في سبيله، وجاد عدوه، ما يدل على رسوخ إيمانهم، وصحة معتقداتهم، ومتين ديانتهم التي كنت ملاكا أعزهم، ومقادا إلى سلطانهم وملكهم ». ثم قال ابن خلدون: «وأما وقوع الخوارق فيهم، وظهور الكاملين في النوع الإنساني من أشخاصهم، فقد كان فيهم من الأولياء المحدثين، أهل النفوس القدسية، والعلوم الموهوبة، ومن حملة العلم عن التابعين ومن بعدهم من الأئمة والكهان المفطورين على الاطلاع على الأسرار الغيبية، ومن الغرائب التي خرقت لعادة، وأوضحت أدلة القدرة، ما يدل على عظيم عناية الله بذلك الجيل، وكرامته لهم، بما آتاهم من جماع الخير، وآثرهم به من مذاهب الكمال، وجمع لهم من متفرق خواص الإنسان الخ… (العبر لابن خلدون ج 6 ص 104 ، 105 ط بولاق بمصر.)
تلك هي بعض أوصاف البربر الخلقية والعقلية ق جلوناها، وجلاها ابن خلدون في هذا الباب. وهي تصور شخصيتهم العظيمة،وأصلهم الكريم.
بقلم الأستاذ محمد على دبوز
كتاب تاريخ المغرب الكبير الجزء الأول
https://tafat.net/%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b1%d8%ae-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ad%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d8%a8%d9%86-%d8%ae%d9%84%d8%af%d9%88%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7/?fbclid=IwAR1EnFLhX_9ZAI8-CgoIVmOyz0CDVDR6xhNL3XYSOWxjs9GlJvhdbERwVfM