الأم من فصيلة، والأب من فصيلة أخرى تماماً.. تعرَّف على أغرب إنسان هجين في تاريخ البشرية
من خلال أجزاء من الحمض النووي لعظم إصبع تبلغ من العمر 90 ألف عام، حدد العلماء خاصية جديدة رائعة في قصة تطورنا: أول ذرية معروفة لآباء من فرعين مختلفين من شجرة العائلة البشرية.
من خلال أجزاء من الحمض النووي لعظم إصبع تبلغ من العمر 90 ألف عام، حدد العلماء خاصية جديدة رائعة في قصة تطورنا: أول ذرية معروفة لآباء من فرعين مختلفين من شجرة العائلة البشرية.
يعود العظم إلى فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً كانت أمها من النياندرتال، وهي سلالة من الإنسان البدائي الذي سكن أوروبا وآسيا بين 45 و40 ألف سنة. في المقابل، كان والد الفتاة من الدينيسوفان، وهو فرع غامض من جنس هومو المعروف في الأوساط العلمية فقط من خلال بضع قطع من العظام وبصمته الخافتة التي لا تزال عالقة في جينات الإنسان الحديث.
ويُضاف التقرير الذي نُشر يوم الأربعاء 22 أغسطس/آب 2018، في مجلة Nature، إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تفيد بأن أتباع البشرية القديمة، وضمن ذلك بعض أسلافنا المباشرين، تفاعلوا وتهاجنوا بشكل متكرر على مدار التاريخ التطوري.
الاختلاط المتداخل بين أجناس البشر يرجّح أن أبناء عمومتنا كانوا عاقلين
كما تشير التحليلات الجينية الحديثة إلى أن البشر من أصول أوروبية وآسيوية لديهم ما يقرب من 2% من حمض نياندرتال، وأن الآسيويين الشرقيين وسكان جزر المحيط الهادئ لديهم ما يصل إلى 6% من المورثات الجينية التي تعود إلى دينيسوفان.
كان الاختلاط منتشراً بما يكفي لجعل العلماء يتساءلون عما إذا كان إلزاماً اعتبار أبناء عمومتنا المنقرضين فئة فرعية من الإنسان العاقل، بدلاً من اعتبارهم نوعاً مختلفاً، كما هو معمول به اليوم، وفق ما اقترحته محررة العلوم في صحيفة The Washington Post.
فالعلاقات الحميمة في تلك الأزمان كانت "ضرباً من التجريد"
بدا في تلك الدراسات أن العلاقة الحميمية في عصور ما قبل التاريخ ضرب من التجريد، كأنه شيء قام به أشخاص مجهولون لم يسبق لهم مثيل منذ آلاف السنين.
وقال عالم الوراثة بمعهد ماكس بلانك لتطور السلالة البشرية في ألمانيا، سفانتي باباو، الذي قاد البحث الجديد، إن "الشيء الرائع في هذا هو وجود دليل مباشر للغاية". وأضاف: "لقد قبضنا عليهم متلبِّسين، إن جاز التعبير".
والآن الأبحاث تدور حول جنسَي نياندرتال ودينيسوفان ومخلوق جديد لم يحدده العلماء بعد
قبل 8 سنوات، كان باباو عضواً ضمن فريق العلماء الذين حددوا تسلسل الحمض النووي من قِطع العظام البشرية التي عثروا عليها على أرضية كهف معزول في جبال سيبيريا. ولم يكن بإمكانهم التعرف على الحمض النووي للمتقدرات، وهو نوع من المواد الوراثية التي تنتقل من خلال الأم.
وفي ذلك الوقت، أخبر زميله يوهانس كراوس صحيفة The Washington Post بأنه "مَن حملَ هذا الحمض النووي من خارج قارة إفريقيا هو مخلوق جديد لم نرصده بعد".
لقد أطلق كراوس وباباو وزملاؤهما على السلالة الجديدة اسم ما بعد كهف دينيسوفان، حيث تم العثور على تلك البقايا التي يبلغ عمرها 40 ألف عام. وقد سمحت الدراسات اللاحقة للباحثين بتجميع الحمض النووي للنواة، وهي الكروموسومات المقترنة الموروثة من كلا الوالدين، والتي يتم تخزينها في نواة كل خلية.
كما اكتشفوا بقايا أشخاص إضافيين من دينيسوفان، ورفات امرأة نياندرتال عاشت في الكهف قبل عشرات الآلاف من السنين.
دينيسوفان انفصلت عن نياندرتال منذ 400 ألف سنة
واتضح أن دينيسوفان كان سلالة متميزة من بروتو هيومن التي انفصلت عن إنسان نياندرتال منذ نحو 400 ألف سنة. وتشترك كلتا المجموعتان في سلف مشترك هاجر من إفريقيا قبل بضعة آلاف من السنين. وانفصلت مجموعتهم عن السلالة التي أدت إلى ظهور الإنسان العاقل في وقت ما بالماضي قبل مليون سنة.
يفضل العلماء مقارنة الكوكب خلال تلك الفترة بقصص جون ر. تولكين الخيالية التي تدور أحداثها في الأرض الوسطى، حيث كان يوجد غير الهوبيت والأقزام والجان أنواع مختلفة من البشر.
لقد عُثر على بشر من الدينيسوفان فقط في ذلك الكهف. لكن، تُظهر حفريات نياندرتال أن هذه السلالة كانت موجودة في أوراسيا، وانتشرت في العديد من المناطق، بدءاً من الجزر البريطانية وصولاً إلى جبال سيبيريا، إلى أن انقرضت فجأة من على وجه الأرض قبل نحو 40 ألف سنة.
ثم ظهرت سلالة الأوراسيون المتفوقة على الآخرين
خلال الفترة نفسها تقريباً، ظهر الأوراسيون وهي سلالة بشرية جديدة يطلق عليها اسم الإنسان العاقل. تكهّن باباو سنة 2010، بأن "شيئاً ما قد حدث في الماضي كان السبب في نجاتنا". كما اقترح باباو بعض الفرضيات الممكنة، معظمها كانت غير مؤكدة، من بينها أنه "ربما قد تغلب البشر الحديثون على أقربائنا من أجل الحصول على بعض الموارد الثمينة، أو ربما قمنا بقتلهم".
وبعض العلماء يرجحون أن هذه الأجناس تعايشت وتزامنت ولم تكن منفصلة
لكن الدينيسوفان رقم 11، صاحب تسلسل الجينوم الذي تم الإبلاغ عنه يوم الأربعاء 22 أغسطس/آب 2018، يكشف النقاب عن قصة أكثر رومانسية وأكثر تعقيداً وجاذبية بشكل متزايد.
تقول إميليا هويرتا-سانشيز، وهي خبيرة في علم الوراثة السكانية بجامعة براون، والتي لم تشارك في هذا البحث الجديد، إن "هذه الأبحاث وغيرها من الأبحاث الأخرى تُظهر أن فكرة وجود مجموعات سكانية منفصلة ليست أمراً صحيحاً تماماً".
إن هويرتا-سانشيز هي واحدة من العلماء الذين لا يعتبرون أن النياندرتال والدينيسوفان والإنسان العاقل سلالات بشرية منفصلة. وقد أفادت هويرتا-سانشيز بأن "هذه المجموعات المختلفة التي تعايشت معنا جزء من تاريخنا".
بل هاجرت وتنقلت عبر أوراسيا
مثل أي إنسان حديث، يحتوي الحمض النووي الذي تم تحليله حديثاً، والذي يعود للفتاة التي تبلغ من العمر 13 سنة، على 23 زوجاً من الكروموسومات، واحدة من كل واحد من والديها. وقد تبين أن نصف هذه الكروموسومات (بالإضافة إلى دنا ميتوكوندريا) تحمل علامات جزيئية تدل على أن الأم هي من سلالة النياندرتال.
لكن، لم يجد العلماء تشابهاً مع جينات "الإنسان البدائي" الذي عاش في كهف دينيسوفا منذ آلاف السنين. عوضاً عن ذلك، بدا أن جينات الفتاة تعود أكثر لامرأة نياندرتال عاشت في كرواتيا في الوقت نفسه تقريباً. وتقول فيفيان سلون، وهي أخصائية في علم الأحياء التطوري، وتعمل مع باباو بجمعية ماكس بلانك التي تدعم الدراسات المتعلقة بالعلوم الطبيعة، إن "ذلك يدل على أن سلالة النياندرتال قد قامت بعمليات هجرة متعددة عبر أوراسيا".
لكن التهجين بين الأجناس كان نادراً وإلا لما حافظوا على مميزاتهم
تم اكتشاف المزيد من التفاصيل من خلال النظر في الكروموسومات التي جاءت من والد الفتاة، الذي تبين أنه من سلالة دينيسوفان، لكنه كان يحمل جينات إضافية من أسلاف سلالة النياندرتال البعيدة. ومن خلال هذا الجينوم الفردي، يستطيع العلماء الآن تحديد سلالتين مختلفتين من حالات التهجين بين البشر.
حسب سلون، فإن مثل هذه التهجينات -على الأرجح- كانت نادرة، وإلا لما تمكن السكان من المحافظة على الجينات التي تُميِّزهم. في وقت ولادة دينيسوفا 11، كانت جينومات سلالة النياندرتال والدينيسوفان أكثر اختلافاً عن جينومات البشر على قيد الحياة اليوم.
كما أن هذا "الاختلاط"، أو كما يسميه البعض التزاوج بين السلالات البشرية المختلفة، لا يشبه بتاتاً التزاوج بين أشخاص من أصول مختلفة. ومع ذلك، تشير الأدلة إلى أنه عندما يلتقي البشر بشراً مختلفين عنهم، فإنهم يعترفون بعضهم ببعض كبشر.
وحيال هذا الشأن، أورد باباو: "قد لا تكون هذه القصة عنيفة، حيث يمكن أن تكون سلالتا النياندرتال والدينيسوفان قد اختلطتا إحداهما مع الأخرى، مع تدفق البشر العاقلين المهاجرين من إفريقيا، الذين انضموا إلى كبرى المجموعات السكانية. وفي الوقت الحاضر يعيشون من خلال الإنسان المعاصر".
https://arabicpost.net/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/2018/08/25/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85-%D9%85%D9%86-%D9%81%D8%B5%D9%8A%D9%84%D8%A9%D8%8C-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D9%85%D9%86-%D9%81%D8%B5%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D9%89-%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%85/
عمليات الحفر في كهف دينيسوفا في روسيا
من خلال أجزاء من الحمض النووي لعظم إصبع تبلغ من العمر 90 ألف عام، حدد العلماء خاصية جديدة رائعة في قصة تطورنا: أول ذرية معروفة لآباء من فرعين مختلفين من شجرة العائلة البشرية.
من خلال أجزاء من الحمض النووي لعظم إصبع تبلغ من العمر 90 ألف عام، حدد العلماء خاصية جديدة رائعة في قصة تطورنا: أول ذرية معروفة لآباء من فرعين مختلفين من شجرة العائلة البشرية.
يعود العظم إلى فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً كانت أمها من النياندرتال، وهي سلالة من الإنسان البدائي الذي سكن أوروبا وآسيا بين 45 و40 ألف سنة. في المقابل، كان والد الفتاة من الدينيسوفان، وهو فرع غامض من جنس هومو المعروف في الأوساط العلمية فقط من خلال بضع قطع من العظام وبصمته الخافتة التي لا تزال عالقة في جينات الإنسان الحديث.
ويُضاف التقرير الذي نُشر يوم الأربعاء 22 أغسطس/آب 2018، في مجلة Nature، إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تفيد بأن أتباع البشرية القديمة، وضمن ذلك بعض أسلافنا المباشرين، تفاعلوا وتهاجنوا بشكل متكرر على مدار التاريخ التطوري.
الاختلاط المتداخل بين أجناس البشر يرجّح أن أبناء عمومتنا كانوا عاقلين
كما تشير التحليلات الجينية الحديثة إلى أن البشر من أصول أوروبية وآسيوية لديهم ما يقرب من 2% من حمض نياندرتال، وأن الآسيويين الشرقيين وسكان جزر المحيط الهادئ لديهم ما يصل إلى 6% من المورثات الجينية التي تعود إلى دينيسوفان.
كان الاختلاط منتشراً بما يكفي لجعل العلماء يتساءلون عما إذا كان إلزاماً اعتبار أبناء عمومتنا المنقرضين فئة فرعية من الإنسان العاقل، بدلاً من اعتبارهم نوعاً مختلفاً، كما هو معمول به اليوم، وفق ما اقترحته محررة العلوم في صحيفة The Washington Post.
فالعلاقات الحميمة في تلك الأزمان كانت "ضرباً من التجريد"
بدا في تلك الدراسات أن العلاقة الحميمية في عصور ما قبل التاريخ ضرب من التجريد، كأنه شيء قام به أشخاص مجهولون لم يسبق لهم مثيل منذ آلاف السنين.
وقال عالم الوراثة بمعهد ماكس بلانك لتطور السلالة البشرية في ألمانيا، سفانتي باباو، الذي قاد البحث الجديد، إن "الشيء الرائع في هذا هو وجود دليل مباشر للغاية". وأضاف: "لقد قبضنا عليهم متلبِّسين، إن جاز التعبير".
والآن الأبحاث تدور حول جنسَي نياندرتال ودينيسوفان ومخلوق جديد لم يحدده العلماء بعد
قبل 8 سنوات، كان باباو عضواً ضمن فريق العلماء الذين حددوا تسلسل الحمض النووي من قِطع العظام البشرية التي عثروا عليها على أرضية كهف معزول في جبال سيبيريا. ولم يكن بإمكانهم التعرف على الحمض النووي للمتقدرات، وهو نوع من المواد الوراثية التي تنتقل من خلال الأم.
وفي ذلك الوقت، أخبر زميله يوهانس كراوس صحيفة The Washington Post بأنه "مَن حملَ هذا الحمض النووي من خارج قارة إفريقيا هو مخلوق جديد لم نرصده بعد".
لقد أطلق كراوس وباباو وزملاؤهما على السلالة الجديدة اسم ما بعد كهف دينيسوفان، حيث تم العثور على تلك البقايا التي يبلغ عمرها 40 ألف عام. وقد سمحت الدراسات اللاحقة للباحثين بتجميع الحمض النووي للنواة، وهي الكروموسومات المقترنة الموروثة من كلا الوالدين، والتي يتم تخزينها في نواة كل خلية.
كما اكتشفوا بقايا أشخاص إضافيين من دينيسوفان، ورفات امرأة نياندرتال عاشت في الكهف قبل عشرات الآلاف من السنين.
دينيسوفان انفصلت عن نياندرتال منذ 400 ألف سنة
واتضح أن دينيسوفان كان سلالة متميزة من بروتو هيومن التي انفصلت عن إنسان نياندرتال منذ نحو 400 ألف سنة. وتشترك كلتا المجموعتان في سلف مشترك هاجر من إفريقيا قبل بضعة آلاف من السنين. وانفصلت مجموعتهم عن السلالة التي أدت إلى ظهور الإنسان العاقل في وقت ما بالماضي قبل مليون سنة.
يفضل العلماء مقارنة الكوكب خلال تلك الفترة بقصص جون ر. تولكين الخيالية التي تدور أحداثها في الأرض الوسطى، حيث كان يوجد غير الهوبيت والأقزام والجان أنواع مختلفة من البشر.
لقد عُثر على بشر من الدينيسوفان فقط في ذلك الكهف. لكن، تُظهر حفريات نياندرتال أن هذه السلالة كانت موجودة في أوراسيا، وانتشرت في العديد من المناطق، بدءاً من الجزر البريطانية وصولاً إلى جبال سيبيريا، إلى أن انقرضت فجأة من على وجه الأرض قبل نحو 40 ألف سنة.
ثم ظهرت سلالة الأوراسيون المتفوقة على الآخرين
خلال الفترة نفسها تقريباً، ظهر الأوراسيون وهي سلالة بشرية جديدة يطلق عليها اسم الإنسان العاقل. تكهّن باباو سنة 2010، بأن "شيئاً ما قد حدث في الماضي كان السبب في نجاتنا". كما اقترح باباو بعض الفرضيات الممكنة، معظمها كانت غير مؤكدة، من بينها أنه "ربما قد تغلب البشر الحديثون على أقربائنا من أجل الحصول على بعض الموارد الثمينة، أو ربما قمنا بقتلهم".
وبعض العلماء يرجحون أن هذه الأجناس تعايشت وتزامنت ولم تكن منفصلة
لكن الدينيسوفان رقم 11، صاحب تسلسل الجينوم الذي تم الإبلاغ عنه يوم الأربعاء 22 أغسطس/آب 2018، يكشف النقاب عن قصة أكثر رومانسية وأكثر تعقيداً وجاذبية بشكل متزايد.
تقول إميليا هويرتا-سانشيز، وهي خبيرة في علم الوراثة السكانية بجامعة براون، والتي لم تشارك في هذا البحث الجديد، إن "هذه الأبحاث وغيرها من الأبحاث الأخرى تُظهر أن فكرة وجود مجموعات سكانية منفصلة ليست أمراً صحيحاً تماماً".
إن هويرتا-سانشيز هي واحدة من العلماء الذين لا يعتبرون أن النياندرتال والدينيسوفان والإنسان العاقل سلالات بشرية منفصلة. وقد أفادت هويرتا-سانشيز بأن "هذه المجموعات المختلفة التي تعايشت معنا جزء من تاريخنا".
الأجناس الثلاث كما قسمها العلماء
بل هاجرت وتنقلت عبر أوراسيا
مثل أي إنسان حديث، يحتوي الحمض النووي الذي تم تحليله حديثاً، والذي يعود للفتاة التي تبلغ من العمر 13 سنة، على 23 زوجاً من الكروموسومات، واحدة من كل واحد من والديها. وقد تبين أن نصف هذه الكروموسومات (بالإضافة إلى دنا ميتوكوندريا) تحمل علامات جزيئية تدل على أن الأم هي من سلالة النياندرتال.
لكن، لم يجد العلماء تشابهاً مع جينات "الإنسان البدائي" الذي عاش في كهف دينيسوفا منذ آلاف السنين. عوضاً عن ذلك، بدا أن جينات الفتاة تعود أكثر لامرأة نياندرتال عاشت في كرواتيا في الوقت نفسه تقريباً. وتقول فيفيان سلون، وهي أخصائية في علم الأحياء التطوري، وتعمل مع باباو بجمعية ماكس بلانك التي تدعم الدراسات المتعلقة بالعلوم الطبيعة، إن "ذلك يدل على أن سلالة النياندرتال قد قامت بعمليات هجرة متعددة عبر أوراسيا".
لكن التهجين بين الأجناس كان نادراً وإلا لما حافظوا على مميزاتهم
تم اكتشاف المزيد من التفاصيل من خلال النظر في الكروموسومات التي جاءت من والد الفتاة، الذي تبين أنه من سلالة دينيسوفان، لكنه كان يحمل جينات إضافية من أسلاف سلالة النياندرتال البعيدة. ومن خلال هذا الجينوم الفردي، يستطيع العلماء الآن تحديد سلالتين مختلفتين من حالات التهجين بين البشر.
حسب سلون، فإن مثل هذه التهجينات -على الأرجح- كانت نادرة، وإلا لما تمكن السكان من المحافظة على الجينات التي تُميِّزهم. في وقت ولادة دينيسوفا 11، كانت جينومات سلالة النياندرتال والدينيسوفان أكثر اختلافاً عن جينومات البشر على قيد الحياة اليوم.
كما أن هذا "الاختلاط"، أو كما يسميه البعض التزاوج بين السلالات البشرية المختلفة، لا يشبه بتاتاً التزاوج بين أشخاص من أصول مختلفة. ومع ذلك، تشير الأدلة إلى أنه عندما يلتقي البشر بشراً مختلفين عنهم، فإنهم يعترفون بعضهم ببعض كبشر.
وحيال هذا الشأن، أورد باباو: "قد لا تكون هذه القصة عنيفة، حيث يمكن أن تكون سلالتا النياندرتال والدينيسوفان قد اختلطتا إحداهما مع الأخرى، مع تدفق البشر العاقلين المهاجرين من إفريقيا، الذين انضموا إلى كبرى المجموعات السكانية. وفي الوقت الحاضر يعيشون من خلال الإنسان المعاصر".
https://arabicpost.net/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/2018/08/25/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85-%D9%85%D9%86-%D9%81%D8%B5%D9%8A%D9%84%D8%A9%D8%8C-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D9%85%D9%86-%D9%81%D8%B5%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D9%89-%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%85/