لوسيوس كييتوس..أفضل عسكري أمازيغي في تاريخ المغرب القديم.
لوسيوس كييتوس كان جنرالا و قائدا رومانيًا من أصل أمازيغي، تجمع المصادر اللاتينية المعاصرة له على أنه كان من أحسن القادة العسكريين في تاريخ روما.
كان والده زعيما لاحدى القبائل المورية في ولاية موريطانيا الطنجية، وحصل على المواطنة الرومانية له ولأسرته، مما سمح لابنه لوسيوس بالانضمام للجيش الروماني في صفوف الفرسان.
تمكن بفضل تفوقه وموهبته المتميزة في الحروب من كسب ثقة الامبراطور تراجان (98-117م) ، الذي عينه على رأس الكتيبة المورية التي كونها بنفسه من فرسان قبيلته والذين يمتازون بركوب الخيل بدون سرج و يجيدون القتال في المناطق ذات التضاريس الوعرة.
بين عامي 102 و 106م قامت الحروب الداقية أثناء غزو الرومان لمملكة داقية ( دولة رومانيا الحالية )، و كان لكتيبة الفرسان المورية كل الفضل في اخضائها و أصبحت ولاية تابعة لروما، وقد خلد نقش مصور على عمود تراجان في روما احدى معارك هذه الكتيبة الأمازيغية و يظهر الفرسان الموريين و هم يسحقون الداقيين.
وكمكافأة له على انتصاراته تلك، حصل لوسيوس كييتوس على منصب سيناتور روماني و أصبح من القادة المقربين للامبراطور تراجان وصاحبه خلال حملته العسكرية على مملكة الفرس ( بارثيا ) بين عامي 113و 116م حيث ابلى خلالها عملًا حسنا و أصبح يقود الفيالق الرومانية بالإضافة الى كتيبته المورية.
وأثناء حروبه مع الفرس، اندلعت ثورة شاملة لليهود في فلسطين و مصر و سوريا هددت السلم و الامن في الولايات الرومانية الشرقية، فكلفه تراجان باخمادها، وبالفعل تمكن لوسيوس من قمع الثورة بكل قسوة وأعدم جميع المتمردين، و ظلت ذكراها عالقة في الأذهان لمدة طويلة وعرفت في التاريخ بثورة كيتوس نسبة اليه.
وكافأه الامبراطور بتعيينه حاكم للإقليم الروماني يهودا ( جنوب فلسطين).
بعد وفاة الإمبراطور تراجان عام 117م، قُتل لوسيوس كييتوس في العالم الموالي، بناء على أوامر من الإمبراطور الجديد هادريان، الذي قام بتنظيم مجموعة من الاغتيالات لأربعة من القادة العسكريين المقربين من تراجان بحجة تامرهم عليه، لكن الحقيقة أنه كان يخاف او يغار من شهرة القائد الأمازيغي في صفوف الجيش ومجلس الشيوخ الروماني.
بعد موت لوسيوس قامت ثورة من طرف أتباعه في ولاية موريطانيا الطنجية احتجاجا على قتله، و تطلب الأمر من الامبراطور ارسال أفضل فيالقه لاخمادها.
لوسيوس كييتوس الى جانب الامبراطور تراجان على يمينه..الصورة من قوس النصر في مدينة بينفينتو الايطالية 114م