الدليل التاريخي الذي يؤكد على ان العرب اقلية مجهرية في الجزائر و شمال افريقية كما اثبته علم الجينات الجزء السابع و الستون : اليوم سنتكلم عن أصول و انساب القبائل التي تقابل جبال بني شقران من جهة الشمال و الموجودة في الجزء الجنوب غربي من سهل مينا غرب واد مينا , و الجزء الجنوبي من سهل سيرات و الفاصل بين المنطقتين هو المرتفعات الواقعة بين يلل و بوقيراط أي القبائل الشمالية لكنفدرالية البرجية ( وثيقة 01 ) , و سنذكر السكان الأصليين لمدينتين تاريخيتين في المنطقة و هما يلل و مدينة غيليزان التي كانت تعرف بسم الغزة بالضمة على حرف الغين حسب الكثير من الباحثين .
- و نبدأ بمدينتي يلل و غيليزان و اللتان ذكر أبو عبيد البكري الأندلسي سكانهما الأصليين فقال " مدينة يلل و هي كبيرة آهلة كثيرة الأشجار يسكنها هوارة" ثم قال " مدينة الغزة يسكنها مكناسة " ( وثيقة 02 ) أي امازيغ هوارة في الجبل لديهم امتداد لغاية مدينة يلل التي هي لهم علما انه لغاية القرن 18م كانت يلل توصف ببلاد بني غدو من وطن هوارة كما جاء وصفها في كتاب الثغر الجماني لأحمد بن محمد الراشدي ( وثيقة 03 ) فبني غدو من بني توجين هم سكان ضاحية يلل طارئون على المنطقة أما هوارة هم سكان مدينة يلل الأصليين, أما مدينة غيليزان التي كان اسمها الغزة بالضمة على الغين فسكانها الأصليين من امازيغ قبيلة مكناسة العريقة و تجدر الإشارة أن أول ذكر لها بسم " اغيل يزان" جاء في كتاب بغية الرواد ليحيى ابن خلدون شقيق العلامة عبد الرحمن بن خلدون أي في القرن الثامن هجري آو القرن 14م ( وثيقة 04 ) , أما تفسير سبب هذه التسمية أي " اغيل يزان" التي تعني كدية أو ثنية آو عقبة الذباب بالامازيغية جاء في مخطوط قبائل تلمسان لابو الحسن علي بن محمد بن الخطيب القرشي التلمساني ( القرن 16م) و الذي أكد انه كانت هناك بساتين و " بحاير " يأتي أهلها بالفاكهة في تلك الكدية ليبيعونها ثم ينزل عليهم الذباب بكثرة و من هنا جاءت تسمية اغيل أي كدية ايزان أو الذباب ( وثيقة 05 ) , و رغم بساطة هذه المعلومات إلا أنها مخفية تماما و مسكوت عنها عمدا من طرف أصحاب الأقلام المأجورة ممن خانوا هذه الأمة و زوروا تاريخها و ذلك منذ الاستقلال فلا وجود لذكر هؤلاء الامازيغ من هوارة بيلل و مكناسة بغيليزان في كامل المواضيع التي تطرقت لتاريخ هاتين المدينتين و في النهاية نحن من يتهم بالعنصرية ؟؟؟
- أما بالنسبة للأصول العامة لسكان هاتين المنطقتين أي الجزء الجنوب غربي من سهل مينا و سهل سيرات :
1)- ذكر ابن خلدون شعبين عريقين كانوا هم سادة هذه السهول التي عمروها لقرون و هما بنو ومانو الذين موطنهم يقع شرق واد مينا ثم قبيلة بنو يلومي الذين موطنهم يقع غرب واد مينا بالجعبات و البطحاء و سيك و سيرات و جبل هوارة و بني راشد ( وثيقة 06 ) , و هذه هي المنطقة المدروسة بالضبط أي بلاد بني يلومي آو بني لومة حاليا و هم نفسهم بني يلمان في ولاية المسيلة التي نزحوا إليها .
2)- ثم يضيف لنا ابن خلدون عنصر بالغ في الأهمية بحيث يقول " صار التخم لملك بني عبد ألواد سيك و البطحاء " ( وثيقة 07 ) أي بنو عبد ألواد موجودين في هذه المنطقة ابتداء من الأرض الواقعة بين غرب واد مينا و شرق واد يلل ثم مدينة سيك و سهل سيرات , و حسب ابن خلدون دائما يقابل هؤلاء بنو توجين من جهة القبلة أي من ارض غريس و شرق سعيدة إلى تيارت , و مغراوة من جهة الشرق أي سهل مينا إلى حوض الشلف و جباله ( وثيقة 07 دائما ) .
3)- أما الرحالة و الجغرافي عبد المنعم الحميري الذي جاء بعد ابن خلدون ( القرن 15 م) يؤكد أن فحص سيرات فيه الكثير من القبائل الامازيغية من زناتة و يضيف لنا عنصر آخر هو مطغرة علما أن هذا الفحص أو سهل سيرات طوله 40 ميل أي حوالي 64 كلم حسب عبد المنعم الحميري ( وثيقة 08 ) و هذه هي المسافة الحقيقية الفاصلة بين واد سيك لغاية نهر الشلف و بينهما سهل فسيح أراضيه خصبة أي فحص سيرات الذي يقابل البحر , و هذا الفحص محدود غربا بواد سيك أما من الجنوب فهو محدود بالخط الرابط بين سيك و المحمدية و الغمري ثم نصعد شمالا على الحدود الفاصلة بين ولاية مستغانم و ولاية غيليزان لغاية أن نصل إلى الحدود الشمالية المتمثلة بنهر الشلف و هذه نصف أراضي ولاية مستغانم و جزء من أقصى شمال ولاية معسكر .
4)- أما ابن الخطيب القرشي التلمساني يؤكد على كون بني ومانو و بني يلومان أو بني لومة من زناتة لديهم فرقة في البرجية و أخرى في ونوغة و يقصد بهم بني يلمان شمال ولاية المسيلة ( وثيقة 09 ) ثم جاء كتاب السلسلة الوافية لأحمد العشماوي الذي تم فيه تزوير نسب هؤلاء و غيرهم بجعلهم من آل البيت لكن فيه تأكيد على كون بني يلمان في ونوغة شمال ولاية المسيلة هم نفسهم بني لومى أو بني لومة و الموجودين أيضا في كنفدرالية فليتة و البرجية و مدينة فاس ( نقلهم إليها بنو مرين ) و فرقة في الصحراء ( وثيقة 10 ) .
5)- و يضيف لنا الشيخ أبي عمر بن عثمان القلعي في مخطوط قلعة بني راشد حقائق مسكوت عنها عمدا تتمثل في الأراضي التي استولت عليها قبيلة بني راشد الزناتية حليفة بنو عبد ألواد بحيث يقول أن بنو راشد استولوا على عدة أراضي في الغرب الجزائري من بينها ارض عكرمة و أراضي سيرات موطن البرجية بحيث شكلوا معهم أربعة قبائل بعدما كان البرجية قبيلة واحدة و هم الحسيان و بني يحي و الصفافحة و الصحاورية , كذلك استولوا على ارض عبيد الشراقة و ارض عتبة ( وثيقة 11 ) .
6)- أما أبو راس الناصر المعسكري يضيف لنا قبيلة اسمها أولاد دريس ينحدرون من امازيغ مطماطة و يسكنون ضفاف واد سيرات أو واد هبرة و هو نفسه واد الحمام اليوم المنطلق من جبال بني شقران و المار بالمحمدية و الذي يقطع سهل سيرات ثم يصب في البحر أقصى شرق ولاية وهران و هؤلاء لوحدهم يمثلون لغز كبير جدا و ستفهمون لماذا لاحقا ( وثيقة 12 ).
أما بالنسبة للأنساب الخاصة بكل قبيلة :
أ)- بالنسبة لبرجية سيرات , فمخطوط قلعة بني راشد يؤكد على كونهم أربعة فرق هم بني يحي و الصفافحة و الصحاورية و أهل الحسيان بعدما كانوا فرقة واحدة قبل أن ينضم إليهم بني راشد الزناتيين فأصبحوا أربعة فرق ( وثيقة 11 ) و هذا ما جاء أيضا في كتاب مملكة الجزائر للمؤرخ رين لويس ( وثيقة 13) , و تجدر الإشارة إلى أن بني يحي موجودين أيضا في مجموعة دواير فليتة جيران أهل قلعة بني راشد ( وثيقة 14 ) , و نسب البرجية هؤلاء في امازيغ هوارة ما عدى بعض الفرق المندرجة فيهم كما رأينا في الموضوع السابق حسب احمد بن عبد الرحمن الشقراني ( وثيقة 15 ) علما أنهم كانوا كلهم يستوطنون برج عياش ثم انقسموا إلى مجموعتين الأولى بقت في البرج و الثانية انتقلت إلى سيرات زمن الاحتلال الاسباني للغرب الجزائري كما أكد عليه الأغا بن عودة المزاري و هؤلاء الذين انتقلوا إلى سيرات هم من يعرفون بسم برجية سيرات ( وثيقة 16 ) , إذا هذه الفرق الأربعة ينحدرون من حلف هواري راشدي لا نقاش في ذلك و من الصعب معرفة من هم الهواريين و من هم الراشديين لكن الشيء الذي يلاحظ على هؤلاء يكمن في توزيعهم الجغرافي فقبيلة بني يحي و أهل الحسيان في الشمال أما الصحاورية و الصفافح في الجنوب و ممكن هذا دليل على تقارب النسب بين بني يحي و أهل الحسيان من جهة و من جهة أخرا تقارب النسب بين الصفافح و الصحاورية و إذا دققنا في فرق هذه القبائل الأربعة نجد فرقة بسم الاورايغية في أهل الحسيان ( وثيقة 17 ) و التي تذكرنا بنسب هوارة في هوار بن اوريغ بن برنس, ثم بني يحيى موجودين أيضا في وطن هوارة مندرجين في دواير فليتة و هذه إشارات لكون أهل الحسيان و بني يحي من هوارة أما الباقي أي الصفافحة و الصحاورية من بني راشد ولله اعلم , أما بني يلومة الموجودين في البرجية و الذين تكلم عليهم ابن خلدون كسكان أصليين بالمنطقة و تكلم عليهم أيضا ابن الخطيب القرشي التلمساني هم نفسهم أصحاب دوار بيلومة او بلومة بارض ولاية مستغانم و الواقع جنوب الطريق الوطني رقم 17 أب في منتصف الخط الرابط بين مدينة الحسيان و مدينة سيرات ( وثيقة 18 ) و هناك دوار ثاني بنفس الاسم أي بيلومة أو بلومة يقع غرب بلدية عين سيدي الشريف جنوب شرق دوار بيلومة الأول ( وثيقة 19 ) , و كما تلاحظون اسم بنو يلومان أصابه التصحيف إلى بني لومة و بني يلومة و بني يلمان و بيلومة و كل هذه الاسامي لقبيلة واحدة داخلة أيضا في التركيبة السكانية لبرجية سيرات اسمها بني للومة و المنتمي لهذه القبيلة يسمى اللومي و يلماني و بلومي مثل لخضر بلومي لاعب المنتخب الوطني السابق , و في النهاية برجية سيرات هم أساسا من هوارة و بني راشد و فيهم بقايا بني لومة السكان الأصليين للمنطقة .
ب)- و إلى شرق هؤلاء هناك مجموعة أهل سيرات اسمهم الحسيانة و في مصادر أخرى الحساينية و هذا هو الأصح , و هم مجموعة دواوير تحيط اليوم بمدينة سيرات و اغلبهم من أهلها أصبحوا مندرجين في كنفدرالية البرجية , و فيهم أربعة عشر فرقة و من بينهم فرقة اسمها " الخدام" ( وثيقة 20 ) هذه الفرقة موجودة أيضا عند بني لومة المندرجين في كنفدرالية فليتة ( وثيقة 21 ) و هذه إشارة على كون أهل سيرات من السكان القدامى و الأصليين للمنطقة لان سيرات من مواطن بني لومة و غيرهم من زناتة مثل بني عبد الواد بل و فيهم حتى من قبيلة مطغرة , إذا الغالب على انساب أهل سيرات هو النسب الزناتي فهؤلاء لا ينتمون لأي قبيلة عربية و هم أصليين في المنطقة , و أضيف ملاحظة غريبة نوعا ما و هي اسم الجبل الواقع شرق مدينة سيرات الذي ينتهي جنوبا عند قرية جديات التابعة لبلدية سيرات و اسم هذا الجبل هو " موزاية " ( وثيقة 22 ) , و هذا كما هو معروف اسم لقبيلة صنهاجية عريقة و كبيرة موجودة في غرب متيجة و شمال غرب مدينة المدية علما أن اسم موزاية لا نجده إلا في هاتين المنطقتين مما يعني أن فرقة من قبيلة موزاية الصنهاجية انتقلت إلى سيرات في ظروف و أزمنة غامضة و إن صح ذلك فهناك حتما فرقة من الحساينية هؤلاء تنحدر من قبيلة موزاية الصنهاجية و ارج حانهم وصلوا إلى المنطقة زمن الموحدين و لله اعلم .
ج )- أما العكارمة الغرابة فهم من بقايا أعراب بني هلال نسبهم في بنو الحرث بن مالك بن زغبة لكن ليست كل فرقهم هلالية الأصل بل فيهم من بنو راشد الزناتيين و الدليل ما قاله الشيخ أبي عثمان بن عمر القلعي الذي أكد أن بنو راشد الزناتيين استولوا أيضا على ارض العكارمة الغرابة و الشراقة ( وثيقة 11 ) و من الصعب أن نعرف من هم الذين ينتمون إلى العنصر الراشدي و إلى العنصر الأعرابي الهلالي , أما المرابطين فيهم مثل أولاد سيدي بوزيد و البوازيد فقد أثبتنا لكم سابقا أن هؤلاء من بنو توجين إذا العكارمة الحاليين ليسوا مثل العكارمة زمن ابن خلدون بل فيهم العنصر الهلالي و الامازيغي الراشدي و الامازيغي التوجيني .
د)- أما قبيلة الصحاري فهم حسب الرواية الشفاهية المتوارثة عندهم ينحدرون من منطقة غريس الشرقي أما ابرز فرقة فيهم اسمها المحافيظ الذين ينحدرون من قبيلة الحشم الشراقة الامازيغية الأصل بالضبط من منطقة تيزي و هم يربطون نسبهم بسيدي بوزيد أي بالبوازيد و لقد وضحنا سابقا و بالدليل أن البوازيد من بنوتوجين في الأصل و هم يزعمون أنهم أشراف كعادة البربر المستعربين المنحدرين من السلالات الامازيغية الحاكمة قديما , و من المحافيظ هؤلاء تنحدر نواة فرقة المكاحلية أما بقية فرق السحاري فيقال أنهم هلاليين من قبيلة المحال المنحدرة من سويد ( وثيقة 23 ) أي لا علاقة لهؤلاء مع السحاري الموجودين بالحضنة أو بالجلفة ثم هناك اعراش اسمهم الصحاري نسبتا للصحراء و هم يزعمون أنهم أشراف مثل ما هو موجود شرق تيارت و هناك السحاري نسبتا لرجل هلالي اسمه سحار ينحدر من قبيلة عروة الزغبية الهلالية و أحفاده موجودين بالحضنة الشرقية و في النهاية صحاري المنطقة هم خليط من بنوتوجين و بقايا أعراب بني هلال و نواة المكاحلية من بنو توجين .
ه)- أما المكاحلية فلقد قلنا سابقا أن نواتهم من المحافيظ و هم من بنو توجين في الأصل ينتحلون النسب الشريف , و فيهم في مجموعة عين القطار فرقة اسمها هوارة أي من امازيغ هوارة و أخرى اسمها أهل لعمور ممكن يكون أصلها من جبل لعمور أو من قبيلة لعمور الهلالية, و فرقة اسمها البرابرة أي امازيغ لكن نسبهم غير معروف ( وثيقة 24 ) , و فرقة اسمها أهل العتبي آو عتبة الأرجح أنهم نفسهم فرقة عتبة المنحدرة من أولاد نهار الذين كانوا يستوطنون العطاف على ضفاف نهر الشلف ( وثيقة 25 ) و استبعد أي علاقة لهم بقبيلة السعيد عتبة الموجودة بولاية ورقلة لبعدها عن هذه المواطن و سيكون لنا إن شاء الله حديث مطول عن أولاد نهار المتمركزين جنوب تلمسان و الذين ينحدرون في حقيقة الأمر من امازيغ بنو توجين الذين انتحلوا النسب الشريف , أما مجموعة الزغاير المتحصنين بين جبل بلعسل بوزغزة و جبل الصفصاف تجدر الإشارة أن هذه الجبال هي الأكثر امتناع في المنطقة و في نفس الوقت مطلة على فحص سيرات من جهة الشرق و هنا أذكركم بما قاله ابن خلدون حيث ذكر معركة دارت بين جيش عبد المؤمن بن علي من الموحدين و حلفائهم بني ومانو ضد جيش تاشفين بن علي الصنهاجي و حلفائه من بني يلومة و من بني ورسيفان و بني توجين و بني عبد الواد و بني مرين بحيث انهزم الموحدين و بني ومانو و تحصن بقاياهم في جبال سيرات كما سماها ابن خلدون ( وثيقة 26 ) , فإذا علمنا أن الجبال الواقعة جنوب سهل سيرات هي نفسها جبال هوارة و بني راشد لعهد ابن خلدون و لا وجود لأي سلسلة جبلية أخرى مطلة على سهل سيرات ما عدى الجبال الواقعة شرق سهل سيرات فحتما جبال سيرات التي يقصدها ابن خلدون هي جبال الصفصاف حاليا و التي لجئ إليها بقايا الموحدين مع بني ومانوا بعد هزيمتهم للتحصن بها لأنها الأكثر حصانة و امتناع و اعتقد ان فرع من قبيلة موزاية الصنهاجية شارك في هذه المعركة مما يفسر وصولهم الى المنطقة , أي الزغاير الذي يستوطنون بين جبال الصفصاف و جبل بلعسل بوزغزة ( و كأنهم متحصنين بين الجبلين) ما هم إلا فرقة تنحدر من قبيلة الزغارة من قبيلة كومية احد قبائل الموحدين ( وثيقة 27 ) لان تسمية الزغاير ما هي إلا صيغة جمع منطوقة بالدارجة للمنحدرين من قبيلة الزغارة لان الصيغة الدارجة للمنتمين لقبيلة الزغارة هي الزغاير و لا تصلح غيرها , ,و تبقى مجموعة تحمده هم امازيغ لا شك في ذلك و من زناتة بقاعدة الموطن لكن نسبهم بالضبط من الصعب تحديده لانعدام التدوين, و في النهاية المكاحلية حلف قبلي متعدد الأنساب يغلب عليهم الأصل الامازيغي من بنو توجين و هوارة و كومية و ربما بقايا بني ومانو و غيرهم من زناتة و فيهم أيضا قلة من العنصر الأعرابي الهلالي .
و)- أما المكن أو المقان ( بالكاف المعجمة ) كما تسميهم العامة فهم أشهر من نار على علم , نسبهم كما هو معروف في امازيغ بني عبد ألواد من زناتة إخوة بنو زيان ( وثيقة 28 ) .
ز)- أما عبيد الشراقة , نترك الكلام عنهم حين نصل إلى قبائل وهران لأنهم يتقاسمون نفس الأصول تقريبا مع عبيد لغرابة .
ح)- و ها قد وصلنا إلى ذكر قبيلة الهبرة أو هبرة , فقبيلة هبرة بدون ألف و لام التعريف حسب ابن خلدون منسوبين من طرف عامة الناس في عهده إلى مجاهد بن سويد أي هم احد بطون قبيلة سويد الهلالية أما أبناء هذه القبيلة فينسبون أنفسهم إلى الصحابي المقداد ابن الأسود المنسوب في قبيلة قضاعة التي اختلف في نسبهم إلى قحطان أو عدنان , و هناك من أبناء قبيلة هبرة من ينسب نفسه في قبيلة تجيب إحدى قبائل كندة القحطانية ثم ختم ابن خلدون كلامه على هبرة هؤلاء بقوله " و لله اعلم" أي انه مرتاب في نسب و أصل هؤلاء ( وثيقة 29) .
فأما قولهم أنهم من نسل الصحابي المقداد ابن الأسود فهذا وهم و كذب لا أساس له من الصحة لان الصحابي المقداد ابن الأسود لا عقب له أي لم يخلف أبناء كما أكد على ذلك ابن حزم و إنما هؤلاء بسذاجتهم وجدوا أن هذا الصحابي ينحدر من قبيلة اسمها بنو بهراء و ظنوا أن الناس سيخلطون بين اسم هبرة و بهرة و يصدقون مزاعمهم لكن هيهات ( وثيقة 30 ) , أما قولهم أنهم من قبيلة تجيب من كندة فهم يقصدون انتسابهم لمالك بن هبيرة السكوني الكندي احد مشاهير قبيلة تجيب من بنو كندة فقط بسبب كون اسمه " ابن هبيرة " القريب من اسم " هبرة " و هذا وهم لان الرجل كان من أشراف الشام ( اي يشرف على الشام ) و احد قادة جيش الأمويين أي أحفاده من الحضر و ليس البدو ( وثيقة 31 ) , و هذا التخبط إنما هو دليل على الانعدام التام لقبيلة اسمها " هبرة " في قبائل العرب الاقحاح , أما قول العامة أنهم من احد بطون قبيلة سويد الهلالية فهو قول يؤخذ بحذر شديد لان مذهب العوام دائما مبني على أسس غير علمية فالعوام ينسبون كل القبائل التي تشكل أحلاف أو اتحاديات أو كنفدراليات لنفس أصل و نسب نواة الكنفدرالية .
و على كل حال فقبيلة هبرة هؤلاء انقرضت تقريبا لأننا نجد دوار واحد فقط يحمل اسم " هبرة " موجود بين مقطع دوز و مدينة المحمدية في شمال ولاية معسكر , و سبب انقراضهم جاء في عدة مراجع مثل كتاب بغية الطالب لعيسى بن موسى التيجيني المليء بالأخطاء و المغالطات فالكاتب يؤكد على كون هبرة تمت إبادتهم على يد احميدة العبد زعيم قبيلة سويد الهلالية و بتحريض من الشيخ احمد اقدار ( المتوفي سنة 1655م) و سبب ذلك هو جريمة شنعاء ارتكبتها قبيلة هبرة ضد المهاجرين الأندلسيين في ارزيو شرق وهران بحيث أغارت عليهم و قتلتهم تقتيل شنيع من اجل سرقة أموالهم ( وثيقة 32 ) , و في نفس الوقت ينسب نفس الكاتب قبيلة سويد الهلالية و قبيلة هبرة إلى عرب بني سليم و هذا وهم لا أساس له من الصحة لان نسب قبيلة سويد مشهور في بني هلال ثم قبيلة بنو سليم العربية لم تصل قط إلى الغرب الجزائري .
أما ما هو مخفي و مسكوت عنه عمدا يا سادة يا محترمين يتمثل في ما جاء في مخطوط قبائل تلمسان لعلي بن محمد بن الخطيب القرشي التلمساني ( بين القرن 16 و 17م ) و الذي شهد على تواجد قبيلة أخرى بنفس الاسم في عصره أي باسم " هبرة " و الذي كان يطلق على قبيلة اسمها الحقيقي أولاد دريس الأحرار و سبب تسميتهم بهبرة حسب نفس صاحب المخطوط يرجع لامتلاكهم دوار كبير جدا بمنطقة السخسوخ بسيرات و أموال كثيرة مما سلط عليهم " الخيان" أي السارقين و اللصوص بحيث كان يقول السارق لصاحبه " اذهب إلى ذلك الدوار ستجد الهبرة مطروحة " و " الهبرة" هي قطعة اللحم الخالية من العظم و الشحم ( وثيقة 33 ) , أما نسب و أصل أولاد دريس الأحرار الذين يطلق عليهم اسم " هبرة " قدمه لنا أبو راس الناصر المعسكري الذي أكد على كون هؤلاء من امازيغ مطماطة و هم من أهل واد سيرات أي واد الحمام حاليا ( وثيقة 34 ) , مفاجئة أليس كذلك ؟ و نستطيع القول أن هؤلاء هم نفسهم سكان دوار الهبرة الذي كان اسمه باطن ألواد أي نسبتا لواد سيرات آو واد الحمام حاليا و يطلق عليهم كذلك اسم أولاد الهبرة و هم فلاحين أثرياء كما تم وصفهم في القرن 19م ( وثيقة 35 ) أي حافظوا على ثرائهم منذ عهد علي بن محمد بن الخطيب القرشي التلمساني .
و في النهاية هناك فرضيتان , الأولى تقول أن قبيلة هبرة ليست عربية بل هي بربرية من مطماطة انتحلت عدة انساب عربية كعادة البربر المستعربين و كانت فقط مندرجة في قبيلة سويد الهلالية تم إبادة اغلبها و تبقى منهم قلة , أما الفرضية الثانية تقول انه هناك قبيلتين بنفس الاسم أي " هبرة " واحدة عربية نسبها في سويد على الأرجح تمت إبادتهم من طرف احميدة العبد في القرن 17م و الثانية امازيغية تنحدر من مطماطة اسمها الحقيقي أولاد دريس الأحرار و هم نفسهم أولاد الهبرة أو عرش باطن ألواد لا يزالون ليومنا هذا في موطنهم القديم قرب واد سيرات و المتمثل في دوار الهبرة بين مقطع دوز و المحمدية ولاية معسكر اخذوا اسم " هبرة " بعد إبادة القبيلة الأولى .
- ملاحظة : يدعي اكذب خلق الله أن الطريقة الهبرية المنسوبة لقبيلة هبرة سواء العربية آو الامازيغية المطماطية التي موطنها سهل سيرات و هذا كذب و دجل لا مثيل له , فالزاوية الهبرية أسسها رجل اسمه محمد الهبري العزاوي الزروالي نسبتا لقبيلة بني زروال الامازيغية الصنهاجية شمال المغرب الأقصى و ليست بني زروال الموجودة في غرب جبال الظهرة بالجزائر كما يعتقد البعض و التي تنحدر من زناتة ( مغراوة او بني يفرن ) و بني زروال الصنهاجية بالمغرب الأقصى هي قبيلة محمد العربي الدرقاوي مؤسس الطريقة الدرقاوية التي انبثقت منها الطريقة الهبرية المتصلة بقبيلة بني زروال الصنهاجية أيضا علما أن كل هؤلاء الصوفية الذين أسسوا هذه الطرق ينسبون أنفسهم إلى آل البيت كالعادة , إذا قبيلة هبرة سواء العربية أو الامازيغية لا علاقة لها لا من قريب و لا من بعيد بالطريقة الهبرية فلا تنخدعوا بكلام الشحاتين و اللصوص الذين لا تاريخ و لا عزة لهم لانهم قالوا هذا الكلام تقربا من الصعلوك بوتفليقة الذين كان من مريدي الطريقة الهبرية ...يتبع بالمزيد و المزيد إن شاء الله .


أصول و انساب القبائل التي تقابل جبال بني شقران من جهة الشمال و الموجودة في الجزء الجنوب غربي من سهل مينا غرب واد مينا , و الجزء الجنوبي من سهل سيرات و الفاصل بين المنطقتين هو المرتفعات الواقعة بين يلل و بوقيراط  Eia_ie10





أصول و انساب القبائل التي تقابل جبال بني شقران من جهة الشمال و الموجودة في الجزء الجنوب غربي من سهل مينا غرب واد مينا , و الجزء الجنوبي من سهل سيرات و الفاصل بين المنطقتين هو المرتفعات الواقعة بين يلل و بوقيراط  Eia_ie11




أصول و انساب القبائل التي تقابل جبال بني شقران من جهة الشمال و الموجودة في الجزء الجنوب غربي من سهل مينا غرب واد مينا , و الجزء الجنوبي من سهل سيرات و الفاصل بين المنطقتين هو المرتفعات الواقعة بين يلل و بوقيراط  Eia_ie12





أصول و انساب القبائل التي تقابل جبال بني شقران من جهة الشمال و الموجودة في الجزء الجنوب غربي من سهل مينا غرب واد مينا , و الجزء الجنوبي من سهل سيرات و الفاصل بين المنطقتين هو المرتفعات الواقعة بين يلل و بوقيراط  Eia_ie10