بين اتهام بمحاولة الخلق وتخوفات من اختلاط الأنساب…أرحام اصطناعية تثير الكثير من التساؤلات
أصبحت الأرحام الاصطناعية من الحقائق التي لا يمكن تجاهلها في الألفية الثالثة، ورغم حظر التجارب على البشر حتى لحظة كتابة هذه السطور، إلا أن التقدم الهائل في الحصول على جنين من الحيوانات من داخل رحم اصطناعي يفتح الباب على مصراعيه للكثير من الجدل بشأن مصير التجارب البشرية في هذا الشأن، خصوصًا أن طموح العلماء لا يتوقف عند أي حد.
وقد نجح العلماء الصينيون فعليًا في عام 2019 في تقديم رحم اصطناعي كامل بل وتخصيبه ببويضة قرد وصولًا إلى تكوين الأعضاء دون جسد حي، فهل يمكن أن نرى قريبًا جنينًا بشريًا متكامل النمو يخرج إلى الحياة برعاية روبوت؟
ما هو الرحم الاصطناعي؟
يُشار إلى الرحم الاصطناعي باسم "biobag"، وهو جهاز يسمح بحمل الطفل خارج جسم الإنسان ورعايته، ويعدّه البعض مجرّد حاضنة غير تقليدية لحديثي الولادة، ولكن يؤكد العلماء الاختلاف الكليّ في وظائف كل من الرحم الاصطناعي والحاضنة.
فيهدف الرحم الاصطناعي إلى تسهيل عملية التكوُّن الخارجي ونمو الجنين بشكل صحيح وهو خارج جسم الأم، ويحتوي على كيس حيوي محكم الغلق وبه مدخل للحبل السري ودائرة أكسجين بما يُشبه إلى حد بعيد رحم الأم، ويظل الكيس مغلقًا لتقليل خطر العدوى.
ويتم تبادل السائل الأمنيوسي بالإضافة إلى العناصر الغذائية الرئيسة داخل هذا الرحم الاصطناعي بطريقة تحاكي تدفق الدم الطبيعي من الأم عبر المشيمة.
تاريخ تطور الأرحام الاصطناعية منذ عام 1954 حتى عام 2022
الأرحام الاصطناعية
بدأت فكرة الأرحام الاصطناعية عام 1954 على يد إيمانويل م.جرينبيرج الذي نجح في تقديم براءة اختراع لتصميم رحم اصطناعي، وتضمن المشروع صورتين لتصميم الرحم ليكون على شكل خزان ممتلئ بالسائل الأمينوسي وآلة متصلة بالحبل السري ومضخات الدم وكلية اصطناعية وسخان ماء، وحصل على براءة الاختراع عام 1955.
وفي عام 1996 طوّرت جامعة جونتيندو في طوكيو حضّانة للجنين خارج الرحم، وكان يوشينوري كوابارا مسؤولًا عن المشروع وكان شديد الاهتمام بحديثي الولادة والخدج غير الناضجين أو الذين يولدون قبل الموعد الطبيعي، ونجح كوابارا في إبقاء أجنة الماعز داخل النظام لمدة 3 أسابيع، ولكن لم يكن جاهزًا للاختبار على البشر.
وفي 2017 تمكّن باحثون في مستشفى فلادلفيا من تطوير نظام رعاية متكامل خارج الرحم ويتكون من دائرة شريانية وريدية خارقة وبيئة سائلة معقمة ومغلقة وانتهاءً بالأوعية الدموية السرية لتسهيل تدفق الدم إلى الجنين وتغذيته واستكمال نموّه.
وبحلول عام 2019 طوّر علماء في معهد سوتشو للهندسة الطبية الحيوية روبوتًا اصطناعيًا قادرًا على رعاية تامة لجنين بشري ومراقبة قدرته على النمو واكتشاف أي مشكلات صحية لديه.
إنجاب بدون حمل.. الصين تبتكر أرحاما اصطناعية للأجنة البشرية
مميزات الأرحام الاصطناعية
رغم الكثير من الشكوك والجدل الذي يُثار عادة على أي تقنية تتعلق بالخلق وزراعة الأجنة وغيرها وعدم القدرة على تجاهل الاعتبارات الدينية والأخلاقية وأيضًا المعنوية لمشروع الأرحام الاصطناعية، إلا أنه في الوقت ذاته لا يمكن إنكار الكثير من الفوائد التي تعود على الجنس البشري من الأمر ومن أهم تلك المميزات:
التعرف أكثر على طريقة تكوُّن الجسم
سواء الجسم البشري أو طريقة نمو الحيوانات لا يزال هناك الكثير من الأمور المجهولة لدى العلماء عن هذا الأمر، ويفتح الرحم الاصطناعي المجال أكثر لدراسة أكثر عمقًا لطريقة النمو والتطور للجنين ثانية بثانية، فالرحم الاصطناعي المُراقب بتقنيات متطورة طوال الوقت سيسمح للعلماء أكثر باكتشاف أصل الحياة وبذلك اكتشاف المزيد عن طريقة مقاومة الأمراض وعلاجها.
المساعدة في نمو الجنين
وهي من أهم الفوائد للأرحام الاصطناعية الآن وربما السبب الرئيس لعدم الالتفات حاليًا للاعتبارات الدينية، إذ أن الولادة المبكرة للطفل سواء نتيجة الحالة الصحية للأم أو الحوادث أو أي أسباب أخرى عادة ما يؤدي إلى وفاة الجنين والكثير من الصدمات للأبوين، ولكن وضع حديثي الولادة في رحم اصطناعي يسمح باستكمال نموُّه بطريقة أفضل من الحاضنة التقليدية، كما لن يُدخل العلماء في جدل بشأن رغبتهم في خلق إنسان.
علاج العيوب الخلقية
في الوقت الحالي وخلال الحمل الطبيعي لا يمكن اكتشاف العيوب الخلقية إلا في حدود ضيقة للغاية، حتى عند اكتشافها فلا يمكن التدخل لإصلاحها، فيكون الحلّ عادة إما الاجهاض أو ولادة طفل يعاني من عيوب خلقية ومن ثم بدء رحلة علاج طويلة عادة ما تنتهي بطريقة سيئة.
ولكن نقل الخدج إلى رحم اصطناعي سيسمح للعلماء بإجراء جراحات دقيقة للجنين وفقًا لتوقعاتهم ومع التطور الذي يمكن أن يشهده الرحم الاصطناعي في السنوات المقبلة.
وضع حدّ لمشكلة العقم
في حالة تشخيص أي من الأيوين بأن لديه مشكلة في الإنجاب فإن الخيارات عادة ما تكون إما التبني وإما تأجير الأرحام، ولكن إذا تم تخصيب رحم اصطناعي ببويضة الأم والحيوان المنوي من الأب والسماح بنمو طبيعي له خارج الرحم فيمكن فتح باب الأمل أمام الكثيرين ممن يعانون من عدم القدرة على الإنجاب.
الاعتبارات والمشكلات المرتبطة بالرحم الاصطناعي
الأرحام الاصطناعية
فكرة إنقاذ الأرواح وعلاج الأمراض بشكل مبكر والتوصل إلى حلول للرفاهية البشرية جذابة للغاية، وهي ما تحرِّك الكثير من العقول للتطور والإبداع، ولكن فيما يتعلق بتقنية الأرحام الاصطناعية فإن هناك مجموعة من الاعتبارات يجب الانتباه إليها:
اعتبارات دينية وتساؤلات
فهل يعني نمو جنين بالكامل في رحم اصطناعي أن الإنسان سيتمكّن من خلق كائنات حيّة؟ فكرة الرحم الاصطناعي تقوم على تلقيحه ببويضة مخصبة معمليًا والسماح للنمو بشكل أقرب إلى الطبيعي، فهو هنا يحاول توفير بيئة مشابهة للرحم، ولكنه لن ينفخ الروح فيه، ولن يخلق البويضة المخصبة.
ومن الاعتبارات الدينية الأخرى فكرة الخوف من اختلاط الأنساب، حيث يمكن الخلط بين أكثر من بويضة أو نطفة مما يؤدي إلى اختلاط الأنساب، أو حتى استخدام الحيوانات المنوية للرجل في تلقيح بويضة لا تنتمي لزوجته وغيرها من مشكلات عند النظر إلى الأمر كتجارة وليس كحاجة إنسانية للنمو والتطور والبقاء.
كما تثير هذه الأرحام فكرة اختيار نوع الجنين أو اختيار إنهاء حياته والتخلص من الحمل دون مخاطر على الأم، حيث يمكن للبعض أن يُجهض الجنين بعد معرفة نوعه سواء كان ذكرًا أو أنثى، كما يمكن لخلاف بين الوالدين أن يجعلهما يقرران إنهاء حياة الجنين بصرف النظر عن عمره في الرحم الاصطناعي.
اعتبارات قانونية
لا توجد الكثير من التشريعات القانونية المتعلقة بالأرحام الاصطناعية، وربما يعود هذا إلى حداثة تلك التقنية وعدم وجود أجنّة من البشر منها بعد، ولكن من المتوقع أن تثير الكثير من الاعتبارات مثل ما حدث في موضوع تأجير الأرحام.
وهنا سيكون كل بلد مسؤولًا عن التشريع الذي يتلاءم مع انتشار حالات الأرحام الاصطناعية وأيضًا الثقافة العامة أو المشكلات التي قد تُثار بين الأبوين في حالة الانفصال مثلًا.
اعتبارات بيولوجية تثيرها فكرة الأرحام الاصطناعية
فمن المعروف أن الطفل يأخذ من والديه أكثر بكثير من مجرد النطفة، فشعوره بوالدته وسماع صوت أبيه يساهم في تشكيل شخصيته، لذا يُثير نمو الجنين بعيدًا عن والديه اعتبارات بشأن مدى ارتباطه بهما فعليًا.
ومع الأخذ في الاعتبار أن التنشئة والتفاعل بعد الميلاد لها تأثير كبير أيضًا على الطفل، إلا أن هذا لا يعني بالطبع تجاهل أهمية النمو الطبيعي في الرحم.
المخاوف الاجتماعية من فكرة الأرحام الاصطناعية
فهل يمكن للرجل الإنجاب دون زواج؟ وهل يمكن للمرأة فعل الأمر نفسه؟ بل هل يمكن أن تختار المرأة المتزوجة والتي لا تعاني من مشكلات في الإنجاب هذه الطريقة على سبيل الحفاظ على قوامها والتخلص من أعباء الحمل والولادة والرضاعة وغيرها؟
هذه الأسئلة وغيرها الكثير منطقية للغاية في ظل السعي المستمر للمساواة بين الجنسين في كل شيء بصرف النظر عن الفطرة والطبيعة.
لذا مع جاذبية فكرة الأرحام الاصطناعية في العناية بالأجنّة ومقاومة الأمراض ومتابعة الحالة الصحية، إلا أن التشريعات الخاصة بها ستقلل من استخدامها في أمور غير إنسانية سواء من تخلي المرأة عن دورها في الحمل والإنجاب، أو حتى استخدام تلك الأرحام في توليد أطفال دون أهل أو أقارب ليتم استغلالهم في أنشطة مُخلّة أو غير قانونية أو تجارب غير إنسانية لمجرد عدم وجود أم طبيعية لهم أو أب يرعاهم.
https://www.arageek.com/2022/03/03/artificial-uterus
أصبحت الأرحام الاصطناعية من الحقائق التي لا يمكن تجاهلها في الألفية الثالثة، ورغم حظر التجارب على البشر حتى لحظة كتابة هذه السطور، إلا أن التقدم الهائل في الحصول على جنين من الحيوانات من داخل رحم اصطناعي يفتح الباب على مصراعيه للكثير من الجدل بشأن مصير التجارب البشرية في هذا الشأن، خصوصًا أن طموح العلماء لا يتوقف عند أي حد.
وقد نجح العلماء الصينيون فعليًا في عام 2019 في تقديم رحم اصطناعي كامل بل وتخصيبه ببويضة قرد وصولًا إلى تكوين الأعضاء دون جسد حي، فهل يمكن أن نرى قريبًا جنينًا بشريًا متكامل النمو يخرج إلى الحياة برعاية روبوت؟
ما هو الرحم الاصطناعي؟
يُشار إلى الرحم الاصطناعي باسم "biobag"، وهو جهاز يسمح بحمل الطفل خارج جسم الإنسان ورعايته، ويعدّه البعض مجرّد حاضنة غير تقليدية لحديثي الولادة، ولكن يؤكد العلماء الاختلاف الكليّ في وظائف كل من الرحم الاصطناعي والحاضنة.
فيهدف الرحم الاصطناعي إلى تسهيل عملية التكوُّن الخارجي ونمو الجنين بشكل صحيح وهو خارج جسم الأم، ويحتوي على كيس حيوي محكم الغلق وبه مدخل للحبل السري ودائرة أكسجين بما يُشبه إلى حد بعيد رحم الأم، ويظل الكيس مغلقًا لتقليل خطر العدوى.
ويتم تبادل السائل الأمنيوسي بالإضافة إلى العناصر الغذائية الرئيسة داخل هذا الرحم الاصطناعي بطريقة تحاكي تدفق الدم الطبيعي من الأم عبر المشيمة.
تاريخ تطور الأرحام الاصطناعية منذ عام 1954 حتى عام 2022
الأرحام الاصطناعية
بدأت فكرة الأرحام الاصطناعية عام 1954 على يد إيمانويل م.جرينبيرج الذي نجح في تقديم براءة اختراع لتصميم رحم اصطناعي، وتضمن المشروع صورتين لتصميم الرحم ليكون على شكل خزان ممتلئ بالسائل الأمينوسي وآلة متصلة بالحبل السري ومضخات الدم وكلية اصطناعية وسخان ماء، وحصل على براءة الاختراع عام 1955.
وفي عام 1996 طوّرت جامعة جونتيندو في طوكيو حضّانة للجنين خارج الرحم، وكان يوشينوري كوابارا مسؤولًا عن المشروع وكان شديد الاهتمام بحديثي الولادة والخدج غير الناضجين أو الذين يولدون قبل الموعد الطبيعي، ونجح كوابارا في إبقاء أجنة الماعز داخل النظام لمدة 3 أسابيع، ولكن لم يكن جاهزًا للاختبار على البشر.
وفي 2017 تمكّن باحثون في مستشفى فلادلفيا من تطوير نظام رعاية متكامل خارج الرحم ويتكون من دائرة شريانية وريدية خارقة وبيئة سائلة معقمة ومغلقة وانتهاءً بالأوعية الدموية السرية لتسهيل تدفق الدم إلى الجنين وتغذيته واستكمال نموّه.
وبحلول عام 2019 طوّر علماء في معهد سوتشو للهندسة الطبية الحيوية روبوتًا اصطناعيًا قادرًا على رعاية تامة لجنين بشري ومراقبة قدرته على النمو واكتشاف أي مشكلات صحية لديه.
إنجاب بدون حمل.. الصين تبتكر أرحاما اصطناعية للأجنة البشرية
مميزات الأرحام الاصطناعية
رغم الكثير من الشكوك والجدل الذي يُثار عادة على أي تقنية تتعلق بالخلق وزراعة الأجنة وغيرها وعدم القدرة على تجاهل الاعتبارات الدينية والأخلاقية وأيضًا المعنوية لمشروع الأرحام الاصطناعية، إلا أنه في الوقت ذاته لا يمكن إنكار الكثير من الفوائد التي تعود على الجنس البشري من الأمر ومن أهم تلك المميزات:
التعرف أكثر على طريقة تكوُّن الجسم
سواء الجسم البشري أو طريقة نمو الحيوانات لا يزال هناك الكثير من الأمور المجهولة لدى العلماء عن هذا الأمر، ويفتح الرحم الاصطناعي المجال أكثر لدراسة أكثر عمقًا لطريقة النمو والتطور للجنين ثانية بثانية، فالرحم الاصطناعي المُراقب بتقنيات متطورة طوال الوقت سيسمح للعلماء أكثر باكتشاف أصل الحياة وبذلك اكتشاف المزيد عن طريقة مقاومة الأمراض وعلاجها.
المساعدة في نمو الجنين
وهي من أهم الفوائد للأرحام الاصطناعية الآن وربما السبب الرئيس لعدم الالتفات حاليًا للاعتبارات الدينية، إذ أن الولادة المبكرة للطفل سواء نتيجة الحالة الصحية للأم أو الحوادث أو أي أسباب أخرى عادة ما يؤدي إلى وفاة الجنين والكثير من الصدمات للأبوين، ولكن وضع حديثي الولادة في رحم اصطناعي يسمح باستكمال نموُّه بطريقة أفضل من الحاضنة التقليدية، كما لن يُدخل العلماء في جدل بشأن رغبتهم في خلق إنسان.
علاج العيوب الخلقية
في الوقت الحالي وخلال الحمل الطبيعي لا يمكن اكتشاف العيوب الخلقية إلا في حدود ضيقة للغاية، حتى عند اكتشافها فلا يمكن التدخل لإصلاحها، فيكون الحلّ عادة إما الاجهاض أو ولادة طفل يعاني من عيوب خلقية ومن ثم بدء رحلة علاج طويلة عادة ما تنتهي بطريقة سيئة.
ولكن نقل الخدج إلى رحم اصطناعي سيسمح للعلماء بإجراء جراحات دقيقة للجنين وفقًا لتوقعاتهم ومع التطور الذي يمكن أن يشهده الرحم الاصطناعي في السنوات المقبلة.
وضع حدّ لمشكلة العقم
في حالة تشخيص أي من الأيوين بأن لديه مشكلة في الإنجاب فإن الخيارات عادة ما تكون إما التبني وإما تأجير الأرحام، ولكن إذا تم تخصيب رحم اصطناعي ببويضة الأم والحيوان المنوي من الأب والسماح بنمو طبيعي له خارج الرحم فيمكن فتح باب الأمل أمام الكثيرين ممن يعانون من عدم القدرة على الإنجاب.
الاعتبارات والمشكلات المرتبطة بالرحم الاصطناعي
الأرحام الاصطناعية
فكرة إنقاذ الأرواح وعلاج الأمراض بشكل مبكر والتوصل إلى حلول للرفاهية البشرية جذابة للغاية، وهي ما تحرِّك الكثير من العقول للتطور والإبداع، ولكن فيما يتعلق بتقنية الأرحام الاصطناعية فإن هناك مجموعة من الاعتبارات يجب الانتباه إليها:
اعتبارات دينية وتساؤلات
فهل يعني نمو جنين بالكامل في رحم اصطناعي أن الإنسان سيتمكّن من خلق كائنات حيّة؟ فكرة الرحم الاصطناعي تقوم على تلقيحه ببويضة مخصبة معمليًا والسماح للنمو بشكل أقرب إلى الطبيعي، فهو هنا يحاول توفير بيئة مشابهة للرحم، ولكنه لن ينفخ الروح فيه، ولن يخلق البويضة المخصبة.
ومن الاعتبارات الدينية الأخرى فكرة الخوف من اختلاط الأنساب، حيث يمكن الخلط بين أكثر من بويضة أو نطفة مما يؤدي إلى اختلاط الأنساب، أو حتى استخدام الحيوانات المنوية للرجل في تلقيح بويضة لا تنتمي لزوجته وغيرها من مشكلات عند النظر إلى الأمر كتجارة وليس كحاجة إنسانية للنمو والتطور والبقاء.
كما تثير هذه الأرحام فكرة اختيار نوع الجنين أو اختيار إنهاء حياته والتخلص من الحمل دون مخاطر على الأم، حيث يمكن للبعض أن يُجهض الجنين بعد معرفة نوعه سواء كان ذكرًا أو أنثى، كما يمكن لخلاف بين الوالدين أن يجعلهما يقرران إنهاء حياة الجنين بصرف النظر عن عمره في الرحم الاصطناعي.
اعتبارات قانونية
لا توجد الكثير من التشريعات القانونية المتعلقة بالأرحام الاصطناعية، وربما يعود هذا إلى حداثة تلك التقنية وعدم وجود أجنّة من البشر منها بعد، ولكن من المتوقع أن تثير الكثير من الاعتبارات مثل ما حدث في موضوع تأجير الأرحام.
وهنا سيكون كل بلد مسؤولًا عن التشريع الذي يتلاءم مع انتشار حالات الأرحام الاصطناعية وأيضًا الثقافة العامة أو المشكلات التي قد تُثار بين الأبوين في حالة الانفصال مثلًا.
اعتبارات بيولوجية تثيرها فكرة الأرحام الاصطناعية
فمن المعروف أن الطفل يأخذ من والديه أكثر بكثير من مجرد النطفة، فشعوره بوالدته وسماع صوت أبيه يساهم في تشكيل شخصيته، لذا يُثير نمو الجنين بعيدًا عن والديه اعتبارات بشأن مدى ارتباطه بهما فعليًا.
ومع الأخذ في الاعتبار أن التنشئة والتفاعل بعد الميلاد لها تأثير كبير أيضًا على الطفل، إلا أن هذا لا يعني بالطبع تجاهل أهمية النمو الطبيعي في الرحم.
المخاوف الاجتماعية من فكرة الأرحام الاصطناعية
فهل يمكن للرجل الإنجاب دون زواج؟ وهل يمكن للمرأة فعل الأمر نفسه؟ بل هل يمكن أن تختار المرأة المتزوجة والتي لا تعاني من مشكلات في الإنجاب هذه الطريقة على سبيل الحفاظ على قوامها والتخلص من أعباء الحمل والولادة والرضاعة وغيرها؟
هذه الأسئلة وغيرها الكثير منطقية للغاية في ظل السعي المستمر للمساواة بين الجنسين في كل شيء بصرف النظر عن الفطرة والطبيعة.
لذا مع جاذبية فكرة الأرحام الاصطناعية في العناية بالأجنّة ومقاومة الأمراض ومتابعة الحالة الصحية، إلا أن التشريعات الخاصة بها ستقلل من استخدامها في أمور غير إنسانية سواء من تخلي المرأة عن دورها في الحمل والإنجاب، أو حتى استخدام تلك الأرحام في توليد أطفال دون أهل أو أقارب ليتم استغلالهم في أنشطة مُخلّة أو غير قانونية أو تجارب غير إنسانية لمجرد عدم وجود أم طبيعية لهم أو أب يرعاهم.
https://www.arageek.com/2022/03/03/artificial-uterus