من أساليب تزييف الحقائق
يدّعي صاحب هذا المنشور أن الباحثة "مايا شاتزميلر" قامت "بهدم الخرافة" الأمازيغية وأكّدت أصولهم العربية بعد تحقيق طويل في ورقة بحثية عنوانها "Le Mythe D'origine Berbère Aspects Historiographiques Et Sociaux"! تعالوا نتحقق من صحة هذا الكلام.
أولا، الترجمة التي أرفقها صديقنا المزوّر للجزء الأول من مقالها محرّفة عمدا. ما قالته في الحقيقة هو كالتالي:
️ "حقيقة أن الأمازيغ في العصور الوسطى ادعوا أنهم من أصل عربي معروفة ومقبولة من قبل جميع أولئك الذين عرفوا تاريخ شمال إفريقيا من خلال أعمال ابن خلدون حيث يقول في كتابه في كتاب العبر، بشكل تقريبي، أن الروايات تشير إلى أنه في فترة بعيدة، ارتبطت قبائل البربر بالأمة العربية من خلال وسيط الأجداد الأسطوريين."️
أي أنها تؤكد أن بعض النسابة في العصر الإسلامي إدعوا أنساب معينة للقبائل البربرية دون أن تعلّق على مدى صحتها.
ثانيا، المقصود ب"Mythe"
في كلامها هو كل الأساطير التي دوّنت في العصر الإسلامي سواء من طرف المدرسة المشرقية أو المدرسة الإندلسية (العربية/البربرية) أو القيروانية حول أصل البربر، وليس مايحاول هذا المزوّر أن يلمح إليه (أي المعطيات الحديثة التي تثبت أصالة الأمازيغ في شمال إفريقيا).
ثالثا، الباحثة لا تقول أبدا أن هاته الأنساب فعلا صحيحة بل بالعكس تذهب في إتجاه التأكيد على أن الدوافع لخلق مثل تلك الأنساب الأسطورية في حالة أسطورة الأصل البربري هي، هي تعظيم النسب، وتبرير إنتزاع السلطة، وإضفاء الشرعية على فعل سياسي ، إلخ. وتشير لكون هذا النوع من "أساطير الأصول" ليس سمة خاصة بالثقافة العربية الإسلامية بل أنه يمثل أوجه تشابه تاريخية وسياقية كبيرة مع الأنساب المسيحية واليهودية المكتوبة في أوروبا في العصور الوسطى.
علاوة على ماسبق ذكره، تضمنت الدراسة أيضا مثال لحالة تم إستعمال النسب الشريف فيها من أجل تحقيق الشرعية السياسية:
"العامل الثالث مرتبط بأزمة خلافة قرطبة ، التي أثارت الاهتمام العام بالأصول النبيلة كمعيار للاختيار السياسي ، وبالتالي نشأت عن أدبيات الأنساب. مرة أخرى ، يخبرنا الأمير الزيري عبد الله: "... وضعوا على رأسهم رجلاً أطلقوا عليه لقب الخليفة المرتضى، بدعوى أنه قرشيّ، من أجل المصالحة جميع السكان عن طريق خلافته "(37). إن جمهرة أنصب العرب لابن حزم ، مثلها مثل كتب علماء الأنساب البربر الذين أبدوا اهتمامًا بهذا الموضوع ، هي جزء من نفس التيار الأدبي ، الذي نشأ عن هذه الظروف التاريخية."
ندعوكم للتعمّق أكثر في الموضوع أكثر من خلال الرابط التالي:
[url=https://www.persee.fr /doc/remmm_0035-1474_1983_num_35_1_1986]https://www.persee.fr /doc/remmm_0035-1474_1983_num_35_1_1986[/url]
يدّعي صاحب هذا المنشور أن الباحثة "مايا شاتزميلر" قامت "بهدم الخرافة" الأمازيغية وأكّدت أصولهم العربية بعد تحقيق طويل في ورقة بحثية عنوانها "Le Mythe D'origine Berbère Aspects Historiographiques Et Sociaux"! تعالوا نتحقق من صحة هذا الكلام.
أولا، الترجمة التي أرفقها صديقنا المزوّر للجزء الأول من مقالها محرّفة عمدا. ما قالته في الحقيقة هو كالتالي:
️ "حقيقة أن الأمازيغ في العصور الوسطى ادعوا أنهم من أصل عربي معروفة ومقبولة من قبل جميع أولئك الذين عرفوا تاريخ شمال إفريقيا من خلال أعمال ابن خلدون حيث يقول في كتابه في كتاب العبر، بشكل تقريبي، أن الروايات تشير إلى أنه في فترة بعيدة، ارتبطت قبائل البربر بالأمة العربية من خلال وسيط الأجداد الأسطوريين."️
أي أنها تؤكد أن بعض النسابة في العصر الإسلامي إدعوا أنساب معينة للقبائل البربرية دون أن تعلّق على مدى صحتها.
ثانيا، المقصود ب"Mythe"
في كلامها هو كل الأساطير التي دوّنت في العصر الإسلامي سواء من طرف المدرسة المشرقية أو المدرسة الإندلسية (العربية/البربرية) أو القيروانية حول أصل البربر، وليس مايحاول هذا المزوّر أن يلمح إليه (أي المعطيات الحديثة التي تثبت أصالة الأمازيغ في شمال إفريقيا).
ثالثا، الباحثة لا تقول أبدا أن هاته الأنساب فعلا صحيحة بل بالعكس تذهب في إتجاه التأكيد على أن الدوافع لخلق مثل تلك الأنساب الأسطورية في حالة أسطورة الأصل البربري هي، هي تعظيم النسب، وتبرير إنتزاع السلطة، وإضفاء الشرعية على فعل سياسي ، إلخ. وتشير لكون هذا النوع من "أساطير الأصول" ليس سمة خاصة بالثقافة العربية الإسلامية بل أنه يمثل أوجه تشابه تاريخية وسياقية كبيرة مع الأنساب المسيحية واليهودية المكتوبة في أوروبا في العصور الوسطى.
علاوة على ماسبق ذكره، تضمنت الدراسة أيضا مثال لحالة تم إستعمال النسب الشريف فيها من أجل تحقيق الشرعية السياسية:
"العامل الثالث مرتبط بأزمة خلافة قرطبة ، التي أثارت الاهتمام العام بالأصول النبيلة كمعيار للاختيار السياسي ، وبالتالي نشأت عن أدبيات الأنساب. مرة أخرى ، يخبرنا الأمير الزيري عبد الله: "... وضعوا على رأسهم رجلاً أطلقوا عليه لقب الخليفة المرتضى، بدعوى أنه قرشيّ، من أجل المصالحة جميع السكان عن طريق خلافته "(37). إن جمهرة أنصب العرب لابن حزم ، مثلها مثل كتب علماء الأنساب البربر الذين أبدوا اهتمامًا بهذا الموضوع ، هي جزء من نفس التيار الأدبي ، الذي نشأ عن هذه الظروف التاريخية."
ندعوكم للتعمّق أكثر في الموضوع أكثر من خلال الرابط التالي:
[url=https://www.persee.fr /doc/remmm_0035-1474_1983_num_35_1_1986]https://www.persee.fr /doc/remmm_0035-1474_1983_num_35_1_1986[/url]