انعكاس القطب المغناطيسي قد لا يحدث قريبًا كما كان العلماء يتوقعون
انعكاس القطب المغناطيسي قد لا يحدث قريبًا كما كان العلماء يتوقعون 2174
أخذت قوة الأرض المغناطيسية بالهبوط الحاد على مدار القرنين الماضيين، ولم يكن أحدٌ يعلم السبب.
في الوقت ذاته، ظهرت بقعة ناعمة مثيرة للقلق في المجال المغناطيسي للأرض تسمى "شذوذ جنوب الأطلسي" فوق المحيط الأطلسي، وقد تبين بالفعل أنها تمثل مشكلة بالنسبة للدوائر الدقيقة على الأقمار الصناعية المدارية!
وتثير هاتان الملاحظتان المقلقتان المخاوف  من كوننا قد نشهد أدلة على إعادة تشكيل على وشك الحدوث من شأنها أن تقلب نقاط البوصلة رأسًا على عقب بما يُعرف باسم "انعكاس القطب المغناطيسي".
لكن الباحثين الذين يقفون وراء بحثٍ جديد يصمم المجال المغناطيسي للكوكب في الماضي القريب، يحذرون من أنه لا ينبغي علينا التسرع بافتراض أن يحدث مثل هذا الانعكاس.
يقول عالم الجيولوجيا أندرياس نيلسون من جامعة لوند في السويد: "استنادًا إلى أوجه التشابه مع الانحرافات المعاد إنشاؤها، نتوقع أن الشذوذ في جنوب المحيط الأطلسي سيختفي على الأرجح في غضون 300 عام مقبلة، وأن الأرض لا تتجه نحو انعكاس القطبية"، ومع ذلك من المحتمل أن تشير الخطوط المتدفقة للمجال المغناطيسي الكوكب في النهاية إلى الاتجاه المعاكس.
وما يعنيه هذا الانعكاس للبشرية غير واضح تمامًا، حيث أنه في المرّة الأخيرة التي حدث فيها مثل هذا الحدث الضخم، قبل 42000 عام فقط، بدت الحياة على الأرض تمرّ بفترةٍ عصيبة حيث انطلقت أمطار من الجسيمات المشحونة عالية السّرعة عبر غلافنا الجوي.
يأتي الكثير مما نعرفه عن تاريخ المجال المغناطيسي من الطريقة التي يجبر بها اتجاه هذا المجال الجزيئات في المواد المنصهرة على الاصطفاف قبل أن تثبت في مكانها عندما تتصلب، ويوفر لنا الحفر من خلال طبقات السهام المعدنية سجلاً واضحًا إلى حد ما للطريقة التي أشارت بها البوصلة على مدار على مدار آلاف السنين.
وفي الدراسة الجديدة، أعاد باحثون من جامعة لوند وجامعة ولاية أوريغون بناء جدولٍ زمنيّ مفصل للقشرة المغناطيسية لكوكبنا الممتدة حتى العصر الجليدي الأخير وذلك من خلال تحليل عينات من الصخور البركانية والرواسب والتحف من جميع أنحاء العالم.
يقول نيلسون: "لقد رسمنا خريطةً للتغيرات في المجال المغناطيسي للأرض على مدى 9000 عام الماضية، ومن المحتمل أن تكون الحالات الشاذة مثل تلك الموجودة في جنوب المحيط الأطلسي ظواهر متكررة مرتبطة بالتغيرات المقابلة في قوة المجال المغناطيسي للأرض".
واتضح أن البقعة الناعمة في جنوب المحيط الأطلسي ليست خارجة عن المألوف تمامًا، فقد حدث تغيير جيولوجي مماثل قبل 1600 سنة قبل الميلاد.
وفي النهاية، من المحتمل أن يعود المجال المغناطيسي للأرض ككل، إلى النشاط الذي لم نشهده منذ أوائل القرن التاسع عشر، وهذا من الممكن أن يشير إلى أنه لا ينبغي لنا تفسير الانحرافات الحالية لتقلص القوة المغناطيسية على أنها علامات قوية على الانقلاب القطبي.



المصدر
https://www.arageek.com/news/earths-magnetic-poles-probably-wont-flip-after-all-scientists-predict?fbclid=IwAR2013c4XkyLkJedJJlCwp8Xv8qUfWhvxN10gFPmCtiV2-VqrJ-6iu9eGHk