السرقة عند الطفل هي محاولته لتملُّك شيءٍ ما يشعر أنه يملكه، فالطفل لا يدرك مفهوم السرقة ومعناها وأبعادها بالنسبة للمجتمع والدين والأخلاق والقانون.
ولذلك؛ على الأهل أن يوضحوا لطفلهم ضرورة الاستئذان إذا أراد أَخْذَ شيءٍ ليس من ممتلكاته، فإذا حصل على الإذن يأخذه، وإلا يعتبر فعله سرقة، وبذلك يتعلم الأطفال أن السرقة عمل خاطئ.
أسباب السرقة لدى الأطفال
إن الأطفال يسرقون لعدة أسباب أهمها:
الجهل:
أحياناً يكون المشجع الرئيسي للطفل والداه؛ أي: عندما يقوم الطفل بسرقة شيء ما؛ لعبة صديقه أو قريبه مثلاً فقد يلجأ الأهل إلى الضحك، أو عدم المبالاة تجاه هذا التصرف، وبالتالي يشعر الطفل بالسعادة ظناً منه أنه عمل جيد.
الانتقام:
قد يكون دافع الطفل للسرقة هو الانتقام، فمثلاً يتوهم بعض الأطفال أو يشعرون بإهمال أو كره والديهم لهم، وذلك نتيجة لأسلوبهم الصارم، فيلجأ الأطفال إلى السرقة بهدف الانتقام، فقد يسرق الطفل والده بهدف مضايقته، أو يسرق أحد زملائه لكي ينتقم منه، وذلك لأنه يغار منه بسبب تفوقه وتميزه عليه.
حب الاستطلاع:
قد يلجأ الطفل إلى السرقة بهدف حب الاستطلاع فمثلاً قد يكون لدى أحد الوالدين حرص كبير على شيء معين فيمنع اقتراب طفله منه، وهنا يلجأ الطفل إلى سرقته حباً في الاستطلاع والتعرف على الشيء الذي يخفيه والداه عنه.
التدليل الزائد:
قد يستغرب البعض من كون التدليل الزائد هو أحد دوافع السرقة عند الأطفال، لكن نعم، هذا هو الواقع، فالطفل الذي تعود على الحصول على أي شيء يريده، ثم فوجئ بالرفض والمنع لطلب من طلباته، قد يلجأ إلى السرقة للحصول عليه.
الكبت:
قد يكون دافع السرقة في بعض الأحيان هو شعور الطفل بالكبت وعدم الراحة، فيلجأ إلى السرقة كوسيلة للراحة النفسية، مثلاً قد يسرق المال لشراء لعبة أو طعام يحبه يبعده عن الضغوط التي يشعر بها.
الخوف من العقاب:
وهنا يجب التركيز على أن الطفل يلجأ إلى السرقة كسبيل لخلاصه من العقاب الذي قد يتعرض له من الكبار؛ (أب، أم، معلم ..)؛ لفقدانه أحد الأغراض، أو النقود على سبيل المثال، فقد يلجأ الى سرقة زميله في هذه الحال.
التفاخر:
أي إن بعض الأطفال قد يشاهدون مثلاً ألعاباً مميزة مع أصدقائهم يتفاخرون بها، فيشعرون بالغيرة، وقد يلجؤون إلى سرقة المال لشراء لعبة شبيهة بها أو أفضل منها؛ لكي يتفاخروا بها كأصحابهم، مدَّعين أن والديهم أو أحد أقاربهم قد اشتراها لهم.
علاج مشكلة السرقة عند الأطفال
بعد جملة من أهم أسباب التي تدعو الأطفال إلى السرقة، كيف يمكن علاج سلوك السرقة عند الطفل؟ من الممكن أن يكون ذلك عن طريق اتباع بعض الخطوات والنصائح:
أولاً: الفهم:
يجب على الوالدين معرفة وفهم الدوافع التي جعلت أبناءهم يتبعون هذا السلوك، فقد يكون السبب الشعور بالحرمان الاقتصادي؛ بسبب نقص المال الذي منع الطفل من شراء ما يريد، أو منافسة زملائه ممن يملكون المال، أو قد يكون الحرمان عاطفياً لا مادياً.
ثانياً: مواجهة المشكلة:
يجب على الآباء والأمهات عدم تجاهل الأمر ومعالجته بجدِّية، حتى نصل إلى الحل الصحيح الذي يساعد في التخلص من هذا السلوك.
ثالثاً: المراقبة:
يجب على الأهل مراقبة تصرفات وسلوكيات أطفالهم ومراقبة أنفسهم أيضاً، لأنهم قدوة ونموذج لأبنائهم، بالإضافة إلى تعليمهم القيم الحسنة والأخلاق الفاضلة، والاهتمام باحتياجاتهم المادية والمعنوية.
رابعاً: تخصيص مصروف ثابت:
يجب على الوالدين تخصيص مصروف ثابت لأبنائهم، وإن كان بسيطاً، فيساعدهم في شراء احتياجاتهم، حتى لا يلجؤوا إلى السرقة.
خامساً: عدم التشهير:
يجب على الوالدين عدم التشهير بطفلهم أمام إخوته وأصدقائه في حال ثبوت السرقة عليه، وأيضاً عدم مناداته بألفاظ تجرح كرامته؛ مثل عبارة: ( يا سارق، أو يا لص)، بل البحث دائماً عن طريقة لمعالجته من هذا السلوك بهدوء واتزان؛ حتى لا يجعلوا منه لصاً حقيقياً.
سادساً: شرح خطورة وحرمة السرقة:
يجب أن يشرح الآباء والمعلمون للأطفال خطورة جريمة السرقة، وتحريم الدين والقانون لها، بعبارات سهلة ومفهومة.
سابعاً: علاقة حب وتفاهم:
يجب تنمية وبناء علاقات وثيقة بين الأهل والأبناء، تسودها المحبة والتفاهم والحرية في التعبير، ليتمكن الأطفال أيضاً من التعبير عن احتياجاتهم دون تردد أو خوف من ردود آبائهم.
السرقة قد تحدث كثيراً بين الأطفال، ولكن العلاج الأمثل لها هو إدراكها والتعامل بجدِّية لحلِّها بهدوء واتِّزان.
https://kenzandmom.com/1028/theft-in-children/?fbclid=IwAR0L4Q810tccw1yUjXrZg9iP_dwrtlr8iGG8NJryHB3oyxC6m-jklMXCPR0