صخرة بلاي وضياع الأندلس.
صخرة بلاي تقع في أقصى الشمال من إسبانيا . في هذه الصخرة بدأت قصة غريبة فيها حكمة ربانية كبيرة
ملك القوط لودريق ، هرب القائد القوطي بلايو خوفا من المسلمين و هرب معه 30 فارس و 10 نساء و بعض الاطفال من القوط.. فقط.. ولكن هؤلاء القلة شكلوا حجر الزاوية لسقوط الاندلس .
عندما علم طارق بن زياد بهروب بلاي وقد عرف بذكاءه خطر هذا الشخص ، لكون بلايوا نبيلا من القوط ويعتبر وريث شرعي للحكم ، ارسل أحد قادته وهو علقمة اللخمي في
أثر ه وكلفه باوامر صارمة حيث قال له : ( أن أت به حياً أو ميتاًً ).
فذهب علقمة في أثرهم ، وبعد مطاردة طويلة أستغرقت عدت أشهر ، حاصرهم في صخرة صعبة قد تسلقها القوط وتحصنو فيها ، كان بلاي ومن معه في حالة من اليأس من كل شي ، فأخذ في ارسال النبل والحجارة من اعلى الصخرة على المسلمين في دفاع بائس .
وقد وجد بلايو عسلا كثيرا بعد أن كشف احد الاطفال خلايا عسل فبقوا هناك مدة طويلة.. وقد أرسل علقمة اللخمي رسالة للاستسلام فرفض بلايوا.. .. فقال له بعض الجند أن انسحب فامرهم هين لا داعي ان تريق دماء جنود مسلمين من اجلهم .. وأخرين رفضوا وقالوا للقائد علقمة لاتترك هذا الرجل حتى نقتله كما أوصينا.. فرد علقمة على الجميع كلمته المشهور.. دعوهم !! ...ثلاثون علجا فما يضيرنا منهم... ما عساهم يفعلون .
وقرر علقمة الانسحاب بشكل مفاجي من المكان بعد أن طالت به المدة وأقترب الشتاء معتقدا ان هؤلاء المشردين الثلاثين سيقضي عليهم البرد والجوع .. وهذا يعتبر عصيان أمر القائد طارق بن زياد من قبل علقمة وضعف نظرته للامور مسبقا... وعندما عاد علقمة وجد طارق قد عزل عن الاندلس ، وانصرف المسلمون عن بلاي واتباعه احتقارًا لشأنهم . كان إغفال أمر هؤلاء المقاتلين من أعظم الأخطاء التي ارتكبها المسلمين في الأندلس.
فقد قويت معنوية بلاي وجماعته بانسحاب المسلمين، فانضم إليه الكثير من الأنصار، الذين اختاروه ملكاً عليهم، وقد وجد بلاي الفرصة سانحة لتوطيد أمره وسلطانه في المناطق الجبلية الخالية باقصى شمال اسبانيا التي هجرها المسلمون لبرودة طقسها . فكان هذا إيذاناً بميلاد مملكة أشتوريش المسيحية. وأخذ يغير على المناطق الإسلامية المتاخمة، خاصة بعد أن انشغل المسلمون بالفتنة بين أبي الخطار والصميل بن حاتم الكلابي، فقوي مركزه، وثبتت أقدام المملكة الجديدة. و هي أول أمارة مسيحية هناك وجعلها بذرة دولة ما بات يعرف ممالك أراغون وقشتاله وحتى ملوك البوربون الاسبان ... فكانت محور انطلاق هجمات الإسبان لاستعادة الأندلس (إسبانيا) من المسلمين ..