الروح الأمازيغیة التي کانت تسکننا : الوفاء
يعج الموروث الثقافي الأمازيغي المحکي -علی شکل حکایات/Tullasin أو أساطیر/Ummuyn- بقصص من ماضي أجدادنا ، کلها تروي قصص الوفاء بالعهود و الوعود و حفظ الأمانة... کما أن حکم أجدادنا و أقوالهم المأثورة يصب أغلبها في الرفع من قیمة الوفاء و إعتبارها -أي قیمة الوفاء- قیمة مرکزية في حیاتهم المجتمعیة...فنجد مثلا أقوال مأثورة تقول:
Ar itmtat yan f tarwa ns d tmazirt ns d wawal ns
و معناه: الواحد/الإنسان یموت من أجل أبناٸه و أرضه و وعده
كما نجد مقولة أخری یقولها أجدادنا في المواقف الجدیة التي لا تحتمل الهزل أو الإستهتار:
Nbbi awal; Awal n imazighn
و معناه:: أنهینا الکلام، وعد/کلام الأمازيغ
کما نجد أيضا مقولة أخری:
war awal; war ansa
و معناه: من لا کلام/وعد له، لا عنوان/موطن له
هناک العشرات من الأقوال و المواعض التي تعج بها ثقافتنا الأمازيغیة، لا یتسع المجال لذکرها کلها هنا. لکن الأهم فیها کاملة هو أن الوفاء بالعهود و الوعود و حفظ الأمانة عند الأمازيغ کانت أهم ما یحافظ علیه الإنسان الأمازيغي، إذ أن من یخلف الوعد أو لا یحفظ الأمانة و العهد لا یمکنه العیش وسط المجتمع (War awal war ansa)
بل یضطر الی مغادرة مجتمعه و العیش في منفی/azwag
أبعد من ذلک فإن من لا یحفظ العهود و الوعود فلا کلام له/ur dars awal، أي كلامه لا قیمة له..
و لهذا کان أجدادنا یقومون بمعاملاتهم التجاریة و المدنیة بشکل شفاهي: کأن یأخذ تاجر عشرات الأطنان من البضاٸع من تاجر أخر دون أن یأدي مقابل ذلک ثمنها و لا أن یعطي ضمانات غیر کلامه/وعده الشفاهي... فیأخذ تلک البضاعة لیتاجر بها، و عندما یعود الی التاجر الي أعطاها إياه یٶدي له أجره کاملا بلا نقصان....
لکن للأسف منذ أن أبتلینا بالغزو و الإستعمارات المتتالیة، بدأت هذه القیمة (الوفاء) تتواری شیٸا فشیٸا حتی سارت قیمة ناذرة في مجتمعاتنا
المصدر:مواقع ألكترونية