كيف نستطيع معرفه عمر الارض
في القرن التاسع عشر الميلادي ، حاول العالم الجيولوجي كلفن تحديد عمر الأرض في ضوء الوقت الذي تستغرقه القشره الصخريه الصلبه لتتغير من كتلة سائلة من المعادن والصخور إلى كتلة ثابتة وصخريه كما حالها الان .
وبعد ذلك قام بتقييم عمر كوكب الأرض. وكان تقديره لعمر الأرض هو 40 مليون سنة.
تقدير عمر الارض عن طريق ملوحه المحيطات
ثم جاء باحث آخر وحدد عمر الأرض في ضوء ملوحة المحيطات والبحار ، والتي تزداد بسبب ارتفاع نسبة الأملاح التي تجرفها المجاري المائية والفيضانات من انحاء الأرض لتصبها بالمحيط
وكان عمر الأرض فى تقديره هو من 80 إلى 90 مليون سنة. وكذلك حدد باحثون مختلفون عمر الأرض بناءً على سمك الطبقات الرسوبية المتجمعة في الجزء السفلي من المحيطات والبحار ، وقيموا أن عمر الأرض في تقدير يتراوح في حدود 25 و 100 مليون سنة.
قياس عمر الارض عن طريق النظائر المشعة
حتى جاء فريق اخر من الباحثين وخلصوا إلى أن الحسابات ستكون أكثر دقة في حالة إجرائها من خلال تقييم عمر الصخور الأكثر قدما وذلك باستخدام استراتيجيات قياس الإشعاع النووي أو (النظائر المشعة).
عندما تتوازن بعض المكونات المشعة للمعادن ، على سبيل المثال ، اليورانيوم والراديوم عن الحالة المشعة ، فإنها تتحول إلى جزيئات ثابتة ومستقرة من الرصاص
الاساس هنا فى تقدير عمر الارض هو الوقت والزمن الذي يتحول فيه اليورانيوم المشع إلى عنصر آخر مستقر
وهذا التحول او ( الانحلال الاشعاعي) له تقنية محددة للتقدير. هذا يعني أن التحقق من مقدار الرصاص وقسمته حسابيا على بمعدل الانحلال الاشعاعي السنوي لليورانيوم يؤدى إلى تحديد عمر الأرض بصوره واضحه .
جعلت هذه التقنية الباحثين يقيسون عمر الأرض باستخدام الصخور القديمه فى حدود 2000 و 3600 مليون سنة.
ادق تقدير عن عمر الارض
في عام 1953 ، حدد العالم والجيولوجي الأمريكي كلير كاميرون باترسون مقدار نظائر الرصاص واليورانيوم في عينه من نيزك صخري قديم سقط في ولاية أريزونا وكان لديه ادق تقدير فى تحديد عمر الأرض ، و قد اجمع علماء الجيولوجيا على أنه القياس الأكثر دقه و يمكن الاعتماد عليه في عصره ، وهو أن عمر الأرض يبلغ 4 مليارات و 550 مليونًا مع نسبه بسيطه للخطأ لا تتجاوز الخمسين مليون سنة.
ولد باترسون في 2 يونيو 1922 في ولاية أيوا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث قضى الكثير من الوقت مع رفاقه في الطبيعة في تمارين مثل صيد الأسماك وصيد السناجب وإقامة معسكر على ضفاف النهر.
أشعلت المغامرات التي كان يقوم بها اهتمامه بالطبيعة وبالبحث ، وهو أمر غريب بين الاطفال من اقرانه ولكن بفضل والدته بدا بقراءه اول مجموعة كتب علمية متنوعه.
كان باترسون يستثمر طاقته وفضوله العلمي في مزج المركبات الاصطناعية والكيماويه في قبو منزله ، ويتفقد كتب عمه العلميه الاكبر من سنه ويطالعها بنهم وشغف للمعرفه
حتى انه وفي سن 12 عامًا تقدم في العلوم إلى درجه كبيره وبدأ يناقش معلمي العلوم المخضرمين في مدرسته.
تلوث الرصاص وتأثيره
في الوقت الذي كان فيه باترسون لا يزال شابًا ، كان لدى الولايات المتحدة نسبه عالية من تلوث الرصاص فى الجو بسبب الصناعات ووقود السيارات وماكينات المصانع وكان العديد من الأفراد يمرضون وتنتهى حياتهم بسبب الغبار الملوث والمسمم من مركبات الرصاص.
في طفولته ، رأى وفاة 5 أفراد بسبب ضرر الرصاص ، وكانت تلك لحظة حاسمة في حياته ، والتي أمضاها في تحرير البحار والهواء والمناخ من التسمم بعنصر الرصاص و حمايه وتوعيه المجتمع بضروره تقليص نسبة الرصاص فى البنزين والوقود بسبب تاثيره البالغ في تلوث البيئه
وادت جهوده الى تقليص الاصابات في دم الأمريكيين بتسمم الرصاص بنسبة 80٪
قضى باترسون جزءًا كبيرًا من حياته كمدافع بيئي ضد تسمم الرصاص ، وخلال السبعينيات كافح فيما يتعلق بجعل أنظمة فلتره العادم إلزامية لكل مركبة جديدة.
ونتيجه توعيته للمجتمع على المدى الطويل ، تم تقييد استخدام الوقود المحتوي على الرصاص في كل بلد تقريبًا على هذا الكوكب بعد أن استحوذت اختبارات باترسون على أهتمام الهيئات التشريعية بالحكومات فى دول مختلفه.
نظرا لصراع باترسون ضد شركات و منظمات انتاج الوقود لاجبارهم على العمل على تقليل التلوث فقد انتقمت منه تلك المؤسسات عبر نفوذها على مراكز الابحاث وبسبب اضطهادهم لباترسون تم تهميشه في العمل مع مراكز البحث المدعومة بشكل غير كافٍ ، وتم تجنبه من المجموعات الاستشارية والمناصب المربحة الضخمة ، وعاش طويلا الى وفاته وحيدا على الرغم من انجازاته الكبيرة فى سبيل العلم.
المصدر:مواقع ألكترونية