قابس: القرية الامازيغية “تمزرط” موروث انساني مهدد يتطلب الترميم
حفرت قرية “تمزرط” الأمازيغية بجبال مطماطة من ولاية قابس منذ مئات السنين في شكل كهوف ومنازل نقشت في الصخر والمرتفعات الجبلية، ولا تزال عادات وتقاليد ولغة القرية الامازيغية القديمة تصارع من أجل البقاء في كهوف ومنازل تتداعى للسقوط وتتطلب برنامج ترميم وصيانة لموروث انساني ضارب في القدم والتاريخ.الوصول الى قرية “تمزرط”الأمازيغية يكون عبر طريق ملتوية تمتد على عشرات الكيلومترات في مناطق جبلية تتميز بمشاهد طبيعية خلابة الى أن تتوضح ملامح القرية على منحدر جبلي تحول الى منازل وكهوف حفرت في جحر ظل صامدا.
اختارت كوثر بن جمعة صاحبة مشروع في قرية “تمزرط” أن تفتح مقها أمازيغيا يكون وجهة للسائح بهدف “الحفاظ على موروث أجيال من الأمازيغ، فسكان القريةيتخاطبون باللغة الامازيغية “فتمزرط” من أقدم القرى الأمازيغية في الجنوب الشرقي لولاية قابس وقد حافظت على معمارها وموروثها في الأكل واللباس وطريقة العيش”.
أفادت كوثر بن جمعة بأن سكان القرية يحاولون التعريف بها فقد اخذ كل واحد منهم على عاتقه ترميم جزء ولو صغير يمتلكه في القرية التي تتميز بنقاء هوائها والهدوء والسكون العميقين .
ونبهت كوثر بن جمعة الى أن عملية الترميم لن يقدر عليها أبناء المنطقة لوحدهم ولا بد من توفير دعم مادي ولوجستي لترميمها حتى تبقى وجهة سياحية متميزة ..ووصفت القرية ب “التحفة الفنية التي تعانق الجبل فكل ركن منها يروي حكاية الانسان على مر السنين وبكل كهف فيها أو منزل توجد كنوز من التراث المادي واللامادي التي يجب الحفاظ عليها والعمل الجدي على أن تكون وجهة سياحية عالمية لتوفر كل المقومات التي من شأنها أن تجعلها اكتشافا لكل زائر يقصدها”.
وأشار منجي بوراس أصيل قرية “تمزرط” وصاحب “متحف بربري”، الى أن القرية تتميز بثقافة تونسية امازيغية غير معروفة وهو ما دفعه للسعي للتعريف بها وبتقاليدها للسائح الأجنبي وللتونسيين.
وذكر أن الثقافة الامازيغية تحمل عدة معان من حقوق الانسان وتحتفي بالمرأة وتبجلها في عدة مجالات وتمنحها مكانة كبيرة في المجتمع.
ونبه الى أن القرية مهددة بالسقوط منذ سنوات الا أن الدولة تعمل عادة على تحسين الوضع دون ايجاد حلول جذرية وعملية للمشاكل الحقيقة التي بما يسهم في النهوض بالمنطقة وهو ما حدث مع قرية “تمزرط” التي يتوفر لها طريق جيد ضمن مسلك سياحي معتمد ولكن في الحقيقة القرية مهددة بالسقوط ولابد من ترميمها وصيانتها حتى لا تتحول الى أكوام من الحجارة كما يتوجب على الدولة انجاز مشاريع التنوير العمومي والالتزام بالنظافة في القرية.
ولفت منجي بوراس الى ضرورة التعريف بالقرية لتفردها بهندسة معمارية مختلفة وبتقاليد وعادات وموروث مميز ونادر يشد السائح الأجنبي والتونسي وهي نفائس لا بد من توثيقها والتعريف بها بشكل يليق بقيمة موروث انساني يحكي قصص الانسان.
وبين أن أطرافا من المجتمع المدني بقابس حاليا بصدد العمل على مشغل ترميم القرية للمحافظة على ثرائها وقيمتها الثقافية.
وأشار الى أن وزارة السياحة تتدخل من خلال تقديم منح مالية تسند كل سنة للبلدية السياحية ويمكن أيضا اعداد برنامج تشاركي للعناية بالقرية وترميمها.
وذكر أن القرية تحظى بعناية مستمرة من طرف السلطات في الجهة حيت تم مؤخرا تنظيم يوم تحسيسي بالاشتراك مع الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات حول رفع النفايات البلاستيكية للعناية بجمالية القرية.
المصدر:مواقع ألكترونية