نبذة مختصرة عن علاقات الليبيين (الأمازيغ)بجيرانهم الشرقيين :
أطلقت المصادر الفرعونية، من نصوص هيروغليفية ومنحوتات ورسوم، على الأمازيغ أسماء عديدة حسب أسماء المجموعات البشرية التي اتصلوا بها؛ فمن هذه الأسماء التحنو أو التمحوثم المشواش أو الأمازيغ ,1914
O.BATES,The Eastem Libyans,London)
( 245-252 .p،
كما أنهم استعملوا كلمة ريبو أو ليبو للدلالة على المجموعات البشرية التي كانت تعمر المناطق الواقعة غرب مصر والممتدة إلى المحيط الأطلسي.
والجدير بالذكر، أن أقدم وثيقة أثرية مصرية تخص الليبيين (الأمازيغ) هي لوحة نعرمر، التي تعود على ما يبدو إلى الأسرة الأولى، وسميت بإسم الملك الذي وحد شطري مصر القديمة حوالي 3300 أو 3200 ق م.
وبعده جاء حجر باليرمو، الذي يشير إلى أن العلاقات بين مصر والأمازيغ ظلت مسترسلة، فنجدهم منخرطين في الجيش المصري وخاصة في عهد رمسيس الثاني(1301 - 1235 ق. م.). وفي عهد مينيفتاح (1234-1235 ق. م.)، تشير الوثائق الفرعونية إلى زحف ملك ليبي (أمازيغي) يدعى مريو أو أمرياي بجيشه على منطقة دلتا نهر النيل.وفي عهد رمسيس الثالث (1166-198 اق. م.)، هاجم الأمازيغ ضمن شعوب البحر مصر وهددوا كيانها. ورغم هزيمتهم سنة 1190 ق. م.، إلا أن المعارك المتكررة أنهكت قوى مصر، مما جعل مجموعات أمازيغية تفرض سيطرتها على بعض المناطق في مصر. وبعد أن عجز رمسيس الثالث عن مواجهتهم هادنهم وتعامل معهم، وتحمل العديد من قادتهم مسؤوليات في الجيش وتدبير الشأن الديني، وتمكن أحد زعمائهم وهو شيشونق من تأسيس الأسرة 22 التي حكمت مصر من 950 إلى 730 ق.م.
وفي عهد الهجوم الآشوري على مصر وخاصة سنة 671 ق. م.، كانت مصر تحكمها أسرة إثيوبية بقيادة طهرقة بجانب أمراء الأقاليم الذين كانوا يتنازعون أمرهم بينهم، ومن بينهم أمير منطقة سايس (صا الحجر) - التي كانت يومئذ من أشهر إمارات مصر وأظهرها - الذي حافظ على منصبه بفضل حسن تعامله مع القائد الآشوري، فعين ابنه أبسماتيك أميراً على إقليم "اتريب". وما لبث أبسماتيك (609-663 ق. م.) بمساعدة الآشوريين أن قضى على الإثيوبيين وخرب عاصمتهم طيبة سنة 663 ق.م، ثم بسط سلطانه على سائر أقاليم البلاد ، كما تعامل مع الإغريق الذين كانوا منتشرين في الدلتا، فجند منهم
الجند. وفي سنة 663 ق م.، يستقل ابسماتيك بمصر ويتخذ من سايس عاصمة لمملكته ويؤسس أسرة جديدة حكمت مصر قرنا ونيفاً من 663 إلى 525 ق م.
وكان يعتقد أنهم مصريون أصليون، وأول من أشار إلى أنهم أمازيغ هو المؤرخ الألماني ميير ( Ed.Meyer) الذي أكد أنهم يعودون إلى أسرة أمازيغية نزلت بمصر، وانتشر أفرادها في أقاليمها أواخر أيام الرعامسة. وبعد ذلك رجح نفس التوجه كل من المؤرخين شتيرن(Stem) وبيل (Piehl) وإيرمان (Erman) وهول (Hall) وسميث (Smith) ودريوطون(Drioton)
أعادت هذه الأسرة إلى مصر بعضا من مجدها وأصلحت ما فسد من أمورها، ونهضت بأحوالها الاقتصادية، واستتب الأمن وعم الرخاء المادي، فاستقامت أمور البلاد في أكثر نواحي الحياة. وعند وفاته سنة 609 ق.م. سار خلفاؤه من بعده على نفس النهج.
وفي عهد نخاو الثاني، الذي تعاون عسكريا مع الإثيوبيين ضد البابليين إلا أنه انهزم سنة 605 ق.م. عند نهر الفرات، فعاد إلى مصر ليهتم بشؤونها، وخلفه على العرش أبسماتيك الثاني ومن وراء أبسماتك، "أبريس" (حسب سفر الملوك II ,24 ,7). وكان
كلاهما يفضل الإغريق ويختصهم بعطفه. إلا أن هذا الأخير بالغ في ذلك إلى الحد الذي فجر ثورة حمل لواءها شخص إسمه أمازيس (أمازيغ) تمكن أن يصبح ملكا لمصر بجانب أبريس إلى أن مات هذا الأخير سنة 568 ق.م. فاستقل أمازيس، الذي سيصبح يحمل إسم أحموسي الثاني، بعرش مصر. كان عهده أشبه شيء بما يسمونه «صحوة الموت»، في حياة مصر التي أصبحت مزدهرة في عهده من جميع النواحي. كان أمازيس كما صوره هيرودوت صاحب لهو وشراب وزير نساء، وصاحب فطنة وذكاء وسياسة رشيدة. وقد أعانه كل ذلك على تهيئة
جو الهدوء الكامل. ويبدو أن جذوره الأمازيغية دفعته إلى أن يتزوج من قُرَيْنة بليبيا(Cyrene) بإمرأة إسمها (ladyke) ( هيرودوت II،181).
بموت أمازيس (أحموسي الثاني) دقت ساعة الخطر، وأصبحت مصر مهددة من جديد من طرف الفرس الذي استولوا عليها وحاولوا الاستيلاء على واحة أمون مهد الرب الأمازيغي أمون، إلا أن الجيش الذي كان متجها إلى الواحة لم يعثر له على أثر.
وبدخول مصر تحت الاحتلال الفارسي بدأت مرحلة جديدة من العلاقات بين مصر والأمازيغ، إذ تعاونا من أجل تحرير مصر من الفرس. ولعب زعماء أمازيغ في هذا التعاون دوراً كبيراً، إذ نظموا المقاومة وقادوها ضد الفرس بل وتمكن أحدهم وهو المسمى إينارو من تحرير مصر منهم وأصبح فرعونا لها. لكن رغبة الفرس في السيطرة على مصر جعلتهم يعيدون الكرة ليحتلوا مصر فقضوا على المقاومة الأمازيغية المصرية، وأسروا الفرعون الأمازيغي إينارو وأخذوه إلى فارس ثم قتلوه. وقد تمكن إبنه من الاستقلال بأحد أقاليم مصر، ومنه بدأ المقاومة إلى أن تمكن المصريون من التخلص من الفرس. وبعد هذه المرحلة العصيبة من تاريخ مصر ودور الأمازيغ في تحريرها، ستتعرض مصر للإحتلال الإغريقي وتأسيس الأسرة البطلمية ذات الأصل الإغريقي، التي حكمت مصر من أواخر
القرن الرابع قبل الميلاد إلى بداية القرن الأول قبل الميلاد، حين انتصرت روما على كليوباترة ملكة مصر في معركة أكتيوم (31 ق. م.)، وأصبحت مصر تابعة لروما.
وخلال المرحلة الهيلينستية في مصر وجه الأمازيغ، وخاصة الذين يقطنون الشواطئ والذين يتحكمون في الطرق التجارية كالموريين والنوميديين والإيفريين والكرامنيين والنسامونيين والإثيوبيين والجيتوليين، علاقاتهم التجارية نحو الفينيقيين والقرطاجيين.
وفي أواخر الثلث الأخير من القرن الأول قبل الميلاد برزت علاقة جديدة بين الأمازيغ ومصر تمثلت في زواج الأكليد يوبا الثاني من كيليوباترا سيليني بنت كيليوباترا المصرية الكبرى.
أطلقت المصادر الفرعونية، من نصوص هيروغليفية ومنحوتات ورسوم، على الأمازيغ أسماء عديدة حسب أسماء المجموعات البشرية التي اتصلوا بها؛ فمن هذه الأسماء التحنو أو التمحوثم المشواش أو الأمازيغ ,1914
O.BATES,The Eastem Libyans,London)
( 245-252 .p،
كما أنهم استعملوا كلمة ريبو أو ليبو للدلالة على المجموعات البشرية التي كانت تعمر المناطق الواقعة غرب مصر والممتدة إلى المحيط الأطلسي.
والجدير بالذكر، أن أقدم وثيقة أثرية مصرية تخص الليبيين (الأمازيغ) هي لوحة نعرمر، التي تعود على ما يبدو إلى الأسرة الأولى، وسميت بإسم الملك الذي وحد شطري مصر القديمة حوالي 3300 أو 3200 ق م.
وبعده جاء حجر باليرمو، الذي يشير إلى أن العلاقات بين مصر والأمازيغ ظلت مسترسلة، فنجدهم منخرطين في الجيش المصري وخاصة في عهد رمسيس الثاني(1301 - 1235 ق. م.). وفي عهد مينيفتاح (1234-1235 ق. م.)، تشير الوثائق الفرعونية إلى زحف ملك ليبي (أمازيغي) يدعى مريو أو أمرياي بجيشه على منطقة دلتا نهر النيل.وفي عهد رمسيس الثالث (1166-198 اق. م.)، هاجم الأمازيغ ضمن شعوب البحر مصر وهددوا كيانها. ورغم هزيمتهم سنة 1190 ق. م.، إلا أن المعارك المتكررة أنهكت قوى مصر، مما جعل مجموعات أمازيغية تفرض سيطرتها على بعض المناطق في مصر. وبعد أن عجز رمسيس الثالث عن مواجهتهم هادنهم وتعامل معهم، وتحمل العديد من قادتهم مسؤوليات في الجيش وتدبير الشأن الديني، وتمكن أحد زعمائهم وهو شيشونق من تأسيس الأسرة 22 التي حكمت مصر من 950 إلى 730 ق.م.
وفي عهد الهجوم الآشوري على مصر وخاصة سنة 671 ق. م.، كانت مصر تحكمها أسرة إثيوبية بقيادة طهرقة بجانب أمراء الأقاليم الذين كانوا يتنازعون أمرهم بينهم، ومن بينهم أمير منطقة سايس (صا الحجر) - التي كانت يومئذ من أشهر إمارات مصر وأظهرها - الذي حافظ على منصبه بفضل حسن تعامله مع القائد الآشوري، فعين ابنه أبسماتيك أميراً على إقليم "اتريب". وما لبث أبسماتيك (609-663 ق. م.) بمساعدة الآشوريين أن قضى على الإثيوبيين وخرب عاصمتهم طيبة سنة 663 ق.م، ثم بسط سلطانه على سائر أقاليم البلاد ، كما تعامل مع الإغريق الذين كانوا منتشرين في الدلتا، فجند منهم
الجند. وفي سنة 663 ق م.، يستقل ابسماتيك بمصر ويتخذ من سايس عاصمة لمملكته ويؤسس أسرة جديدة حكمت مصر قرنا ونيفاً من 663 إلى 525 ق م.
وكان يعتقد أنهم مصريون أصليون، وأول من أشار إلى أنهم أمازيغ هو المؤرخ الألماني ميير ( Ed.Meyer) الذي أكد أنهم يعودون إلى أسرة أمازيغية نزلت بمصر، وانتشر أفرادها في أقاليمها أواخر أيام الرعامسة. وبعد ذلك رجح نفس التوجه كل من المؤرخين شتيرن(Stem) وبيل (Piehl) وإيرمان (Erman) وهول (Hall) وسميث (Smith) ودريوطون(Drioton)
أعادت هذه الأسرة إلى مصر بعضا من مجدها وأصلحت ما فسد من أمورها، ونهضت بأحوالها الاقتصادية، واستتب الأمن وعم الرخاء المادي، فاستقامت أمور البلاد في أكثر نواحي الحياة. وعند وفاته سنة 609 ق.م. سار خلفاؤه من بعده على نفس النهج.
وفي عهد نخاو الثاني، الذي تعاون عسكريا مع الإثيوبيين ضد البابليين إلا أنه انهزم سنة 605 ق.م. عند نهر الفرات، فعاد إلى مصر ليهتم بشؤونها، وخلفه على العرش أبسماتيك الثاني ومن وراء أبسماتك، "أبريس" (حسب سفر الملوك II ,24 ,7). وكان
كلاهما يفضل الإغريق ويختصهم بعطفه. إلا أن هذا الأخير بالغ في ذلك إلى الحد الذي فجر ثورة حمل لواءها شخص إسمه أمازيس (أمازيغ) تمكن أن يصبح ملكا لمصر بجانب أبريس إلى أن مات هذا الأخير سنة 568 ق.م. فاستقل أمازيس، الذي سيصبح يحمل إسم أحموسي الثاني، بعرش مصر. كان عهده أشبه شيء بما يسمونه «صحوة الموت»، في حياة مصر التي أصبحت مزدهرة في عهده من جميع النواحي. كان أمازيس كما صوره هيرودوت صاحب لهو وشراب وزير نساء، وصاحب فطنة وذكاء وسياسة رشيدة. وقد أعانه كل ذلك على تهيئة
جو الهدوء الكامل. ويبدو أن جذوره الأمازيغية دفعته إلى أن يتزوج من قُرَيْنة بليبيا(Cyrene) بإمرأة إسمها (ladyke) ( هيرودوت II،181).
بموت أمازيس (أحموسي الثاني) دقت ساعة الخطر، وأصبحت مصر مهددة من جديد من طرف الفرس الذي استولوا عليها وحاولوا الاستيلاء على واحة أمون مهد الرب الأمازيغي أمون، إلا أن الجيش الذي كان متجها إلى الواحة لم يعثر له على أثر.
وبدخول مصر تحت الاحتلال الفارسي بدأت مرحلة جديدة من العلاقات بين مصر والأمازيغ، إذ تعاونا من أجل تحرير مصر من الفرس. ولعب زعماء أمازيغ في هذا التعاون دوراً كبيراً، إذ نظموا المقاومة وقادوها ضد الفرس بل وتمكن أحدهم وهو المسمى إينارو من تحرير مصر منهم وأصبح فرعونا لها. لكن رغبة الفرس في السيطرة على مصر جعلتهم يعيدون الكرة ليحتلوا مصر فقضوا على المقاومة الأمازيغية المصرية، وأسروا الفرعون الأمازيغي إينارو وأخذوه إلى فارس ثم قتلوه. وقد تمكن إبنه من الاستقلال بأحد أقاليم مصر، ومنه بدأ المقاومة إلى أن تمكن المصريون من التخلص من الفرس. وبعد هذه المرحلة العصيبة من تاريخ مصر ودور الأمازيغ في تحريرها، ستتعرض مصر للإحتلال الإغريقي وتأسيس الأسرة البطلمية ذات الأصل الإغريقي، التي حكمت مصر من أواخر
القرن الرابع قبل الميلاد إلى بداية القرن الأول قبل الميلاد، حين انتصرت روما على كليوباترة ملكة مصر في معركة أكتيوم (31 ق. م.)، وأصبحت مصر تابعة لروما.
وخلال المرحلة الهيلينستية في مصر وجه الأمازيغ، وخاصة الذين يقطنون الشواطئ والذين يتحكمون في الطرق التجارية كالموريين والنوميديين والإيفريين والكرامنيين والنسامونيين والإثيوبيين والجيتوليين، علاقاتهم التجارية نحو الفينيقيين والقرطاجيين.
وفي أواخر الثلث الأخير من القرن الأول قبل الميلاد برزت علاقة جديدة بين الأمازيغ ومصر تمثلت في زواج الأكليد يوبا الثاني من كيليوباترا سيليني بنت كيليوباترا المصرية الكبرى.