كيف تم تعريب المغرب الأوسط؟
سنتحدث في هذا المنشور على الأسباب الرئيسية التي سهمت في تعريب المغرب الأوسط بالدليل، على رغم ان ظهرت إحدى من أوال الممالك الإسلامية أعجمية في شمال إفريقيا بعد "الثورة البربرية" لكن أكثرية سكان تلك المنطقة في وقت الحالي هم ناطقين بالعربية و يعتبرون نفسهم كعرب.
تم التعريب في المغرب الأوسط على مرحلتين:
-اللهجات الماقبل-هلالية التي نجدهم في المدن الكبرى بالمغرب الأوسط هم نتيجة هجرة الاندلسيين إلى شمال إفريقيا في موجات متتالية، ويتميز بنطق حرف القاف بشكل صحيح أو بنطق حرف القاف بالكاف(كلبي) أو بهمزة(ألبي)
يذكر المؤرخ لمين_سواق أن الزيريين هم الذين أسسوا العديد من المدن في المغرب الأوسط مثل دلّس ، الجزائر ، المدية ، بجاية ، ومليانة. وقد ذكر أيضًا أن تلك المدن ربما تعربوا بسبب التأثير الأندلسي وأن, هذا التأثير على منطقة دلّس بدأت في سنة 1102 م عندما أعطيت قطع أرض لأمير اندلسي
"وقدم عليه معز الدولة بن صمادح من المرية فارا أمام المرابطين لما ملكوا الأندلس فنزل على المنصور وأقطعه تدلس وأنزله بها"
بعد سقوط غرناطة كثرة هذه الظهيرة بشكل خاص خلال الفترة العثمانية، حيث الأندلسيين هاجروا الي شمال افريقيا واستقروا في المدن الكبرى و في قطع أراضي بالجزائر حول المناطق الساحلية، لذلك أصبحوا الأندلسيين سادة الأرض بدعم ملوك الأمازيغ وبدأ أهل المنطقة(مزارعون،حرفيون،إلخ) يتعلمون العربية لغة أسياد قطعة الأرض.
-اللهجة الهلالية أو اللهجات البدوية موجودة في المناطق الداخلية في #الجزائر بالخصوص في الهضاب العليا التي ظهرت بعد الهجرة الهلالية في خلال القرن الحادي عشر، و تتميز بنطق حرف القاف كالجيم المصري مثل ما نرى في اللهجات البدوية
يذكر ابن خلدون أن بعد هزيمة بني هلال في معركة سطيف أصبحوا العرب يعملون في الجيش حمادين و ثما بعد ذالك الحفصيون، الزيانيون و المرنيون، لكن في هذا المنشور سنركز على علاقة الزيانيون في نشر العربية بالمغرب الأوسط و كيف حصل تعريب المناطق الداخلية:
وعلى أولئك العرب الذين تأصلوا في هذه النواحي، كان عماد أمراء بني زيان الذين كانوا يعطون العرب الأراضي إقطاعيات ، ويجعلون لهم الحق في جباية أموالها، أي أنهم كانوا يملكونهم إياها ويسودونهم على سكانها من البربر ومعظمهم زناتية. وقد استفحل أمر العرب نتيجة لذلك وغلبوا على زناتة في معظم نواحي المغرب الأوسط، والغالب هنا ثقافي أكثر مما هو سياسي أو عسكري، فإن الزناتيين ظلوا دئماً أقوياء ولكن الذين استقروا منهم تحولوا إلى حضر وزراع وهؤلاء يتغلب عليهم العرب البدو
ونفس الشيء حصل مع العرب الهلاليين حينما أصبحوا سادة الأرض بدعم ملوك الأمازيغ وبدأ أهل المنطقة(مزارعون،حرفيون،إلخ) يتعلمون العربية لغة حكام قطعة الأرض. و بالنسبة لي هذا هو السبب الرئيسي الذي ساهم في تعريب المناطق الداخلية… يبدو أن النظرية " السيد الأرض الذي يفرض لغته عن جميع الناس تحته" أقرب الى الحقيقة لأننا نجد أن حتى بعض العرب مثل قبيلة أولاد سيدي سليمان بدأو يتبربروا(يتعلموا الأمازيغية) عندما الأمازيغ كانوا أسياد الأرض كما نرى أدنى:
كانت مطماطة (قبيلة أمازيغية) و أولاد سيدي سليمان (قبيلة عربية) من ثنية الحد في صراع دائم مع بعضهم البعض قبل دخول الفرنسيين الجزائر. كانت قبيلة مطماطة تتحدث الأمازيغية فقط ، وكانوا فخورين و لم يكونوا قابلين للتنازل عندما كان يتعلق الأمر بتقاليدهم وثقافتهم. بسبب هذا الموقف ، بدأ أولاد سيدي سليمان في تعلم الأمازيغية. ولكن ، عندما جاء الفرنسيون فرضوا السلام في المنطقة ، وبالتالي أحدث تغيرفي النظام الهرمي الإقليمي السابق. وتخلت مطماطة الأقل عددا عن كبريائها وبدأت في تعلم اللغة العربية. لهذا السبب ، فقد أولاد سيدي سليمان الاهتمام بالتحدث بالأمازيغية كلغة ثانية وعادوا إلى التحدث باللغة العربية فقط. هذا مثال رائع على الدور الكبير الذي يلعبه الكبرياء العرقي في التغيرات اللغوية. في هذه الحالة نرى أن مجموعة ناطقة بالعربية اعتمدت الأمازيغية كلغة ثانية.
ننتهي بفقرة قصيرة من كتاب حسن الوزان:
وأكثر الأفارقة قربا من العرب ، والذين لهم علاقات معهم اكثر من سواهم ، هم الذين يستعملون أكبر نسبة من الكلمات العربية في لهجتهم. ويتكلم بالعربية كل افراد قبيلة غمارة تقريبا ، ولكن عربيتهم عربية محرفة غير سليمة. كما ان كثيرا من عشائر الهوارة يتكلمون ايضا عربية من هذا القبيل ، ويرجع السبب في ذلك إلى ان هذه العشائر كانت منذ حقب طويلة على علاقة لغوية بالعشائر العربية.
التعريب فعل همجي لا يمارسه سوى رعاع لا يعرفون شيئا عن الإنسانية ولا يفقهون شيئا في اللسانيات ..هدفهم تغيير خلق الله غصبا عن الخالق بتبرير ديني ...
العربية لغة القرآن الكريم لا أكثر ولا أقل فالله عز وجل قال لنا إقتدوا بالقرآن وليس تقديس و عبادة لغة القرآن . أما العروبة فهي مشروع حقير يقوده المرضى نفسيا بالعروبة المقيتة وهدفهم هو تهميش الشعوب وإقصائها وتعريب الأخضر واليابس.
اللغة العربية الفصحى لغة دخيلة على مجتمعنا، وهي غير صالحة للتّعامل والتواصل اليومي، وتعتبر لغة كلاسيكية مثقلة بكلّ ما هو ديني مقدّس، ولغة الجزائريين الفعلية هي العامية الدارجة (هل هناك عامية واحدة في الجزائر؟) واللغة الفرنسية، لغة الانفتاح الحضاري، أما الأمازيغية فهي لغة الجزائريين الأصلية وليست العربية الفصحى لغة الغزاة العرب، الذين فرضوها بالقوة على السّكان الأصليين
أما فيما يخص أن العربية هي لغة الجنة فذلك لم يذكر لا في القرآن الكريم ولا في صحيح السنة إذن لا داعي يا أيها العروبيون القوميون الحثالة للكذب ونسب أحاديث مفبركة لرسولنا الكريم .كما أرجوا من كل عروبي حقير أن يطلعنا على لغة أهل النار
و في الأخير كل هذا يدل أن السكان الأصلين في دزاير كانو معضمهم يتكلمون اللغة البربرية و قد تعلمو لغات الغزات رغما عنهم تارت الرومانية، تارة العربية تارة الفرنسية و لاكن هذا ما إلا دليل على اللغة التي تكلم بها أجدادنا و لازلنا نحن نتكلمها و هي الأمازيغية