منظومة التزييف والأمجاد المسروقة
في الإبتدائية كنا نغني قبل خروجنا مساء من المدرسة أنشودة " أمجاد يا عرب أمجاد"٠٠كان صوتي يرتفع بحماس متسابقا مع أصوات زملائي الصغار، كنا أبرياء ولانعرف أننا في مختبر التعريب الممنهج، كنا أيضا قد تعلمنا أن الصفر هو ٱختراع عربي، والمعلم قال لنا أن كليلة ودمنة قصص عربية، وأن العرب لهم مجد في العلوم الطبية فٱبن سينا طبيب عربي٠٠٠طيلة سنوات ٱعتبرت ذلك مسلمات قبل أن أكتشف أن الصفر ٱختراع هندي ولم يعد بالإمكان لأي معلم أن يكذب على تلاميذه بعد أن حصلت الهند على براءة ٱختراع للصفر وتكريما عالميا لها، بل وصارت هي المشرفة على تتويج علماء الرياضيات في العالم، وكليلة ودمنة حكايات هندية ترجمت إلى الفارسية ونقلها ٱبن المقفع الفارسي إلى العربية، وٱبن سينا طبيب من أوزبكستان، فصارت كل فكرة مسلمة درستها في المدرسة هي موضع تشكيك وتزييف حتى يتبث العكس، وكل علماء العجم أصبحوا عربا غصبا عن الخالق هذا هو حال المنظومة التربوية إذا لم أقل المنظومة التخريبية الفاسدة في الجزائر تحت رعاية التيار العروبي المتعصب والإخوة الدراويش أسست لشعار صنم العروبة واحتقار الذات وحتى تلك الأنشودة صارت تعني لي كهف علي بابا والأمجاد المسروقة.