ثامغارث .... لعجوزة .... أسطورة شعب !!
ثامغارث .... لعجوزة .... أسطورة شعب !! 1---601
من أساطير و حكايات و الأمازيغ ، التي يرويها أجدادنا في كل مناطق شمال إفريقيا تقريباً مع تفاصيل تختلف من منطقة لأخرى ، أسطورة ثامغارث ذ اوعثروس ( العجوزة و التيس) ، وهي أسطورة مرتبطة ب يناير رأس السنة الأمازيغية ، وقد تكون un mythe fondateur ، أي أسطورة مؤسسة للمجتمع الأمازيغي ، لأنها تربط بين المرأة رمز الأرض والخصوبة ، العجوز المتسلطة المتعجرفة رمز البيت والمجتمع ، الحيوان رمز الخير والفلاحة والاقتصاد ، تقلبات المناخ رمز المحن والظروف الصعبة ، ملاحظة الطبيعة وخصوصيات مناخ شهر جانفي في منطقتنا ، المعروف بتقلباته وتعاقب أيام مشمسة مع ايام جد باردة و يسقط فيها الثلج في الجبال بصفة مفاجئة ..... إلخ ، و تفسر بطريقة جميلة جدا سبب تواجد 28 أو 29 يوما في شهر فورار ( فيفري ) ، و هو أحد الأدلة في تقديري ، أن التقويم اليولياني ولد هنا ... في شمال إفريقيا .....
مختصر الأسطورة أن عجوزا كانت تملك تيس، فخرجت في إحدى أيام شهر نّاير ( جانفي ) المشمسة ( مثل هذه الايام ) مع ماشيتها ، و هي تسخر من نّاير قائلة : يزعمون أنك شهر الأمطار و الثلوج ، و أنا أرى الشمس ساطعة و الجو جميلا ، أخيرا انتهى الشتاء و ذهب البرد .... وقالت له : نّاير رجع حايل ( يعني جافا وفقد ألوانه ) ....
فغضب نّاير من استهزاء العجوز ، و طلب من فورار ( فبراير ) أن يقرضه يومين قائلا له : يا فورار سلفلي ليلة و نهار باش نسكّت لعجوزة فم العار ( يا فورار أقرضني ليلة و يوما كي أسكت العجوز فاحشة اللسان ) .. أقرض فورار يومين لينّاير ، فهبت عاصفة شديدة الأمطار و الرياح أخذت العجوز و التيس ، و تساقطت الثلوج بقوة وردمت العجوز أو جمدتها في مكانها ، و في رواية أخرى تروى بالوريدة ، أن العجوز لما هبت العاصفة لجأت إلى كوخ ، أشعلت النار و غرزت وتدا في الأرض لتربط به معزتها ، لكنها غرزت الوتد في طرف ملحفتها ( اللباس التقليدي الأمازيغي ) و نامت ، فأحرقتها النار هي و التيس....
تروى نفس الأسطورة بمختلف مناطق شمال إفريقيا، وهذا نص الحوار بين ناير و العجوز و التيس باللهجات المحلية :
التيس : قمار فيك ا ينّار ماسردتني حتى نهار
ينار : ماعليهش ، نسلفلك هاذ النهار من عند خويا فورار ، يقعدو قرونيك يلعبو بيهم الصغار من فوق الدار لتحت الدار ...
سردتني = شمختني
ينّار = ناير .... يعني قال التيس ليناير : ماشمختني حتى نهار ، أي لم تسقط فيك الأمطار ...
و من هنا أصبح لدى فورار " فبراير " 28 يوم فقط.
أسطورة و حكاية جميلة ، تلخص لوحدها هوية شعب .... و هي تدل على قدم استعمال الأمازيغ لتقويمهم ، إذ أنّ أجدادنا كانوا أميين ، لكنهم كانوا يعلمون أن فورار ( فيفري ) به 28 يوما فقط ، خلافا لكل أشهر السنة ... إبتكارهم لهذه الأسطورة لتفسير عدد أيام شهر فيفري ، يدل ربما على أن هذه الرزنامة التي يستعملها العالم بأسره اليوم ..... ولدت هنا .... بأرض شمال إفريقيا ..... أرض الأساطير !!
أسڨّاس أمڨّاز إ قع إيمازيغن ماندا لّان.


المصدر:مواقع ألكترونية