خلود الروح وليس خلود الجسم
خلود الروح وليس خلود الجسم 1--298
وتبدأ رحلة جلجامش الى جده (اوتو- نبشتم) والتي يطلب فيها الخلود خلود الروح وليس خلود الجسم
تستمر رحلة جلجامش ويمر بصاحبة الحانة وكأنها رمز لسكر الناس بحب الدنيا فتدعوه صاحبة الحانة الى الدنيا والاهتمام بنفسه وترك هذا السفر المتعب في طلب الخلود
فاجابت صاحبة الحانة جلجامش قائلة له :
ان الحياة التي تبغي لن تجد
اذا لم خلقت الالهة البشر ولم فرضت وقدرت الموت على البشرية
واستاثرت هي بالحياة
اما انت ياجلجامش فاجعل كرشك مملوءة
وكن فرحا مبتهجا ليلا نهارا
واقم الافراح في كل يوم من ايامك
وارقص والعب ليلا نهارا
واجعل ثيابك نظيفة زاهية
واغسل رأسك واستحم في الماء
ودلل الطفل الذي يمسك بيدك
وافرح الزوجة التي بين احضانك
وهذا هو نصيب البشر،
ولكن جلجامش اردف مخاطبا لصاحبة الحانة :
ياصاحبة الحانة اين الطريق الى اوتو – نبشتم
دليني كيف اتجه اليه ؟
فاذا امكنني الوصول اليه فانني حتى البحار ساعبرها،
واذا تعذر الوصول اليه فسأهيم على وجهي في البراري
وتستمر رحلة جلجامش حتى يصل الى جده اوتو – نبشتم ويروي له جده قصة الطوفان ويعرف جلجامش من جده سر الحياة :
خلود الروح وليس خلود الجسم 1--299
قال اوتو – نبشتم لجلجامش :
ان الموت قاس لايرحم
متى بنينا بيتا يقوم الى الابد؟
متى ختمنا عقدا يدوم الى الابد؟
وهل يقتسم الاخوة ميراثهم ليبقى الى اخر الدهر؟
وهل تبقى البغضاء في الارض الى الابد؟
وهل يرتفع النهر وياتي بالفيضان على الدوام؟
والفراشة لاتكاد تخرج من شرنقتها فتبصر وجه الشمس حتى يحل اجلها
ولم يكن دوام وخلود منذ القدم
وياما اعظم الشبه بين النائم والميت!
الا تبدو عليهما هيئة الموت؟
من ذا الذي يستطيع ان يميز بين العبد والسيد اذا جاء اجلهما
الملاحم والقصص السومرية والقصائد تثبت ان قصة الدين الالهي موجودة ومكتملة عند السومريين بكل جزئياتها وشخصياتها ورموزها فنجد في الرقم الطينية السومرية الاله الحقيقي الواحد المهيمن على كل شيء ونجد عندهم العقائد والقيم الاخلاقية والنواميس المقدسة والعبادة وطرقها وسبل الانتصار على الشيطان وعلى الدنيا وعلى وحب الذات اذن فهو الدين كله عند السومريين فمن اين اتوا به؟ من اين جاءوا بهذه المنظومة المعقدة التي ظهرت مكتملة فجأة في تاريخ بلاد مابين النهرين؟ الحقيقة التي يراها كل عاقل ظاهرة كالشمس ان هناك قفزة ثقافية وحضارية اظهرتها لنا الثقافة والحضارة السومرية
ابوادم


المصدر : مواقع ألكترونية