لوحة الأڤليد "ماسنسن" و الحسناء القرطاجية "صوفونيسبا"
لوحة الأڤليد "ماسنسن" و الحسناء القرطاجية "صوفونيسبا" 1----450
لوحة الأڤليد "ماسنسن" و الحسناء القرطاجية "صوفونيسبا" و هي تشرب كأس السم مرسومة على جدران قصر "palazzo Pitti" في فلورنسا بإيطاليا
وإليكم القصة الكاملة التي تعبر عنها اللوحة
بعد قرنين قبل ميلاد المسيح، شاب يافع اسمه ماسينيسا لم يتجاوز السابعة عشر، ابن لحاكم إمارة بإقليم النوميديين اسمه غايا. أرسل غايا ابنه ماسينيسا إلى قرطاجة لتعلم فنون الحرب. هناك سيقع في حب صوفونيسبا هسدروبل أجمل فتاة زمانها: رقة وكبرياء وفتنه ودلال. كانت تنتمي إلى عائلة العظيم هنيبعل (هنيبال) قائد القرطاجيين المعروف. تقدم مسينيسا لخطبة صوفونيسبا التي تيمت قلبه وسحرت عقله. وإن كان أبوها القرطاجني هسدروبل يكره النوميديين، إلا أنه قبل بالأمر أمام قوة وذكاء وعبقرية وجرأة الشاب الأمازيغي. كان مسينيسا عملاقا قوي البنيان، ليس مثله من يجيد ركوب الخيل وحمل السيف والضرب بالرمح، بالإضافة إلى بزوغه وتعلمه اللغات اللاتنية والإغريقية إلى جانب لغته الأم الأمازيغية.
استفادت منطقة شمال أفريقيا، وخاصة نوميديا، من الوضع السياسي المتأزم بين الرومان والقرطاجيين حيث تحالفت بعض الممالك الأمازيغية إما مع الطرف الأول (الرومان) أو الطرف الثاني (القرطاجيين). في الأول، حارب ماسينيسا إلى جانب القائد القرطاجني هسدروبل الذي مناه بمصاهرته وانتصرا معا على ملك المازاسيلي النوميدي سيفاكس. بعد ذلك هاجر ماسينيسا إلى إسبانيا لمساندة الجنرال هانيبعل المحاصر آنذاك للجنرال الروماني شيبون الملقب بالأرشد لما حازه من علم وثقافة واسعين. خلال هذه الفترة من العام 219 قبل الميلاد، بدأ هانيبعل بعبوره جبال الألب . ، في حملة عسكرية نقل خلالها 37 فيلاً قتالياً. ولكن الفيلة ماتت، وكذلك مات الكثير من رجاله، وبقي هنيبعل ينتظر وصول الإمدادات العسكرية من قرطاجة، لكنها لم تصله. لذا فقد باءت حملته هذه بالفشل وعاد أدراجه إلى قرطاج.
خلال هذا الغياب، جمع الملك النوميدي المهزوم سيفاكس قواه وتوجه محاصرا قرطاجة. أمام ضرب الحصار، قرر القرطاجيون الصلح مع سيفاكس وزوجوه بخطيبة مسينيسا ، الجميلة صوفونيسبا ونقضوا عهدهم بماسينيسا. ما أن وصلت أخبار تزويج خطيبته صوفونيسبا لعدوه اللدود سيفاكس، حتى ثارت ثائرة مسينيسا. تجهم وحزن أمام نكران الجميل وغير تحالفه انتقاما من حليف للقرطاجيين إلى حليف للرومان،
وخلال 202 ق.م انتصر الجيش الروماني بقيادة الجنرال شيبون والجيش النوميدي بقيادة ماسينيسا على الجيش القرطاجي والجيش المازاسيلي فقتلا خلال الهجوم آلافا مؤلفة من جند القرطاجيين والنوميديين الغربيين وغنموا آلاف الخيول وعددا من الفيلة كانت تستعمل في الحروب لكن صوفونيسبا حبيبة قلب ماسينيسا أصبحت، ويا أسفاه، في عداد أسرى الرومان. طار ماسينيسا لنجدتها والزواج منها بعد أن لم يرها مدة أربعة أعوام. لكن الرومان أصروا على أخذها أسيرة إلى روما عوض التنازل عنها لحليفهم الأمازيغي. هان على صوفونيسبا الموت في بلادها بإفريقيا عوض العيش في ذل الأسر وهوانه فقررت الانتحار. تجرعت صوفونيسبا السم لتموت ويظل حبها وخزا دائما في قلب القائد مسينيسا.


المصدر : مواقع ألكترونية