(مدن وقرى أمازيغية / ڨفصة )
مدن وقرى أمازيغية / ڨفصة  1-735
تقع ڨفصة ببلاد الجريد جنوب غرب تونس على الحدود مع ولاية تبسّة (ثابست) الجزائرية وأشتقّ إسمها  من كلمة كبصة الأمازيغيّة التي سكنها الانسان البدائي "(القبصيين بين 10 الاف و 6 الاف سنة قبل الميلاد وهم أسلاف الأمازيغ اليوم )" ، ويعود تاريخ تأسيس هذه المدينة إلى الإله الأمازيغي ’’ هرقل ’’ الذي أثبته علماء الحفريات ، و تعتبر ڨفصة الموطن الاصلي للأمازيغ بشمال إفريقيا ومنشأ الحضارة القبصية حيث نجد جبل عرباط أين إستقرّ أغلب السكّان الأمازيغ . ( السند ، الڨطار ، بوعمران ، بوسعّد ، طافرطاست ، تماجورث ، بياضة ... إلخ .
يقول المؤرّخ الفرنسي ’’ ستيفان غزال Stiphane Gzell ’’ : كان يوجد بڨفصة عدّة طرقات مؤدّية إلى كل واحات الشّطوط ( تڨابس - مكتريم - تبسّة ... ) وهي مدينة إستقرّ بها الأمازيغ أو البربر وهو ما أهّلها بأن تكون مدينة تابعة إلى مملكة يوغرطة ’’ يوغرثن ’’ حيث كان يوغرطة يحابي أهلها لما رآه فيهم من شجاعة و بسالة للذّود عن مملكته من الغزو الرّوماني و كان يعفيهم من الضّرائب حفاظا على ولائهم ، و في سنة 107 ق م تمّ إحراق مدينة قفصة من طرف القائد الروماني ’’ كاريوس ماريوس ’’ لإخضاعها و يسهل السيطرة على أهلها ، لكنّها سرعان ما نفضت رماد النّيران و ذلك بشجاعة أبنائها و إيمانهم بعدم الرّضوخ للغزات ، و في السّنوات الأولى للميلاد خاضت ڨفصة و بعض القبائل الأمازيغيّة المجاورة لها عديد الحروب ضد الرّومان بقياد القائد المتمرّد ’’ تاكفريناس موسلاميس ’’ ممّا تسبّب في تعطيل و تأخير البرنامج الإستعماري للرّومان لشمال إفريقيا لأكثر من عقد ، لكن الرّومان كانوا مصرّين على غزو هذه المدينة الثّائرة معتبرينها بوّابة شمال إفريقيا و تمّ إخضاعها للحكم الرّوماني لأكثر من قرن و نصف قرن و ذلك في عهد الإمبراطور الرّوماني ’’ ديو قليسيانوس ’’ و بعد أن إستشاط الأمازيغ من الظلم و الإضطهاد من طرف الرومان ثارت ثائرتهم و خاضوا حروب عصابات عديدة ممّا جعل روما تظطرّ إلى التراجع عن هذه المدية و في سنة 477 م أصبحت قفصة عاصمة لمملكة أمازيغيّة ، حيث يقول المؤرّخ الإدريسي : أن سكّان قفصة هم أمازيغ ، و كانوا يتخاطبون باللهجة الأمازيغية الزناتيّة ، و قد كتب في هذا السياق الباحث ’’ ليفيسكي ’’ كتاب تحت عنوان ( لغة بربريّة أمازيغيّة ) .
مدن وقرى أمازيغية / ڨفصة  13-156
و بعد غزو العرب لشمال إفريقيا سنة 27 هـ لم ترضخ قفصة للحكم العربي و بقيت مستميتة في الدفاع عن أرضها و هويّتها لمدّة تجاوزت الرّبع قرن إلى أن أعاد غزوها من جديد القائد العربي ’’ حسّان بن النعمان ’’ سنة 78 هـ ، و كانت قفصة عامرة بالأمازيغ من قبائل ( لواته - زواغة - مكناسة - ...الخ ) و في سنة 224 هـ شاركت ڨفصة في الثورة التي هزّت كامل الجنوب التونسي و المعروفة ب ( ثورة القسطيليّة ) التي قضى عليها الأمير الأغلبي ’’ أبو عقال ’’ .


المصدر : مواقع ألكترونية