يمّاس نـ واوراس، أيقونة الأوراس الجزائر


يماس ن لوراس “أم الأوراس” 2166


مناضلة، شاعرة وباحثة في اللغة الأمازيغية
هي إحدى حرائر الأوراس الأشم التي أعطت نضالها وحبها العميق اللامنتهي المتشبع بكل ما هو أوراسي، وكل ما يحط رحاله بالأصالة والتراث والهوية، حيث يقبع بداخلها النضال نحو توثيق الماضي العريق، ابنة الأوراس الأشم ولدت في مدينة أريس معقل الثورة.
فتحت عيناها على نور الحرية، وترعرعت بين أحضان أسرة شاوية بأتم معنى الكلمة، وبعباراتها الصادقة العميقة المتأتية عن حنين وانتماء كبير لكل ما هو شاوي، حدثتنا عن حياتها البسيطة الهادئة كونها استمدت شخصيتها من بيئتها الريفية الراقية، بجانب أمها التي كانت تطحن القمح وتحلب الماشية وتنسج الألبسة والأفرشة لأفراد الأسرة، كما تعلمت من والدها الشجاعة والحب والتفاخر بهويتها الضاربة في أعماق هذا الوطن الحبيب، فطيلة حديثها معنا، أطلعتنا على أسرار مثيرة في خضم الذكريات الكثيرة الجميلة التي ترعرعت بينها، وعن والدها الذي أفنى حياته وهو في عمر 90 سنة ولم ينطق بكلمة باللغة العربية بالمنزل، إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى، كل هذا جعلها تتشبع بهذه المبادئ وكل ما يتعلق بالشاوية، فعاهدت نفسها على السير على هذا الطريق الذي عبده لها والداها، وعلى هذا الجسر المليء بالأحداث والتراث والكتب المملوءة بالحكايا المنسوجة بأنامل المناضلة والشاعرة يماسن لوراس، التي فتحت قلبها للأوراس نيوز عبر هذا الحوار:
يماس ن لوراس “أم الأوراس”، ما السر وراء هذه التسمية؟
ببساطة، لدي ابن سميته ” أوراس “، وأي شيء أسمى من اسم أوراس، فأنا ببساطة يماس ن واوراس.
أنا مناضلة قبل أن أكون شاعرة، بدأت النضال في بيتي.

يماس ن لوراس “أم الأوراس” 3115


زواجي بمناضل فذ ومدافع شرس على الهوية الأمازيغية ساعدني كثيرا، حيث بدأت النضال في بداية عام 2000، وكان ذلك من خلال حضوري لبعض النشاطات التي كانت تقام هنا وهناك، وطبعا كانت هذه النشاطات تعنى بالهوية والتاريخ الأمازيغي، وفي هذه الفترة كان الحصار لا يزال مضروبا على كل ما هو أمازيغي.
بداياتي في كتابة الشعر كانت في عام 2002، حيث كنت من بين القلائل اللواتي كن يلقين الشعر بالشاوية، بل وكثيرا ما كنت الوحيدة في القاعة في وسط الرجال.
لا أبدا أنا لم أشعر يوما أنني النصف بل  كنت ولا أزال أؤمن أنني مثلي مثل الرجل (الشاعر)، ولم أجد يوما استخفاف أو تقليلا من قيمتي كشاعرة (امرأة)، بل كثيرا ما وقف الرجال وصفقوا لي بحرارة عند سماعهم لشعري وهذا ما أعتز به كثيرا.
تكريم يمّاس نـ واوراس من طرف دكتور اللغة الأمازيغية مالك بوجلال، خلال إختتام فعاليات "يوم الشعر الأمازيغي النسوي" بخنشلا، مطلع ماي 2015.
أول قصيدة لي كانت “يليس ن واوراس” وهي قصيدة وصفت فيها الشاوية، ثم قصيدة “غوفي” والتي قرأتها في حصة ثامورث التي كان يعدها الشريف معمري التلفزيون الناطق بالأمازيغية.
كل كياني وأنا لا أشعر بالراحة والسعادة إلا بين أحضان اوراسي الحبيب، ومن حبي الشديد له كما ذكرت سميت ابني اوراس.
كتبت الشعر لأصرخ عاليا هموم الشاوي وكل ما يعانيه من تهميش وطمس لهويته ولسانه وتاريخيه بل ولوجوده، ألفت أكثر من 70 قصيدة في الكثير من المجالات العروشية، الأخوة، اللسان، المرأة، الحصار المضروب على الهوية، وباختصار معاناة الشاوي اليومية. ولم أصدر أي ديوان لحد الآن وكل شعري هو شفوي.
قدمت قصيدة للفنان الراقي هشام بومعراف ولي عدد من القصائد القصيرة التي تصلح الغناء، وأنا مستعدة لتقديمها لمن يريد أداءها.
بل الشعر الشاوي هو من يخدم الأغنية الشاوية، لأن الشعر الشاوي راقي وجميل للغاية.
يعجبني سماع شعر بشير عجرود والشاعر بزاله، كذلك الشاعر المتميز عادل سلطاني
أما عن العنصر النسوي فلا يزال يعاني القيود.
حضرت الكثير من اللقاءات واستمعت إلى الكثير من القصائد الأمازيغية، من تارقية ومزابية وقابلية، وكلما سمعت قصيدة إلا وأحسست أنها تأخذني إلى بعيد، لأن لغة التواصل هي واحدة هموم الشعراء الناطقين الأمازيغية هي هموم مشتركة.
إن ما يشهده الأوراس من حراك في جميع المجالات المتعلقة بالأمازيغية ليبشر بالخير، فترسيم أيام المسرح الأمازيغي بباتنة  فتح قسم اللغة الامازيغية وكذا منح الاعتماد للكثير من الجمعيات الثقافية الشاوية، ساهم ويساهم في نشر الوعي بين كل فئات المجتمع الاوراسي للحفاظ على لغته وعاداته والعمل على ترقية هذه اللغة وتدوين كل ما هو شفوي من أجل إيصاله للأجيال القادمة.
أنا بصدد إعداد أموال ولقد قطعت شوطا معتبرا في جمع الكلمات وتنظيمها، ولقد اتجهت في المدة الأخيرة إلى مجال الطفل لأننا نفتقر إلى إنتاج شاوي يهتم بهذا الأخير.


يماس ن لوراس “أم الأوراس” 498


وفي الأخير أشكر جريدة الأوراس نيوز على هذه الالتفاتة الطيبة، وتحية مفعمة بالحب إلى كل من شجعني ووقف بجانبي لأستمر في نضالي، تحية شكر وعرفان لأمي التي أرضعتني الشاوية لغة، وإلى زوجي الذي ذلل الصعاب أمامي، شكرا لكل من أحب يماس ن واوراس  وأختم قولي بما قالته يما ذايا ذات يوم :”هيكلي غر زاث،هامتانت… تيشت نتاث”، ثانميرث
شكرا للاهتمام! اذا اعجبتك المقالة احرص على تقييمها ومشاركتها مع اصدقائك ولا تنسى التسجيل في المنتدى