من هو أكسل ؟و من هو عقبة بن نافع؟ مقارنة بسيطة
دائما ما يطفو لسطح الصراع بين الشخصيتين أكسل و عقبة و هذا عند ذكر أحدهما إما في منشور على مواقع التواصل الإجتماعي أو في التعليقات او في النقاشات أصبحت من أكثر الثنائيات إرتباطا عبر الزمن لهذا سنتطرق للمقارنة بينهما من ناحية الأفعال التي قاموا بها او من ناحية إنسانية ،
عقبة بن نافع الذي دخل لشمال إفريقيا اول مرة سنة 46ه و أعيد لها سنة 62ه و توفي 63ه في السرد التاريخي قيل العجب عن الوقائع التي حدثت في سنة واحدة لكن هذا ليس موضوعنا ،سنضع أمامكم بعض الأفعال التي قام بها عقبة و ليس كلها نبدأها بفعلته في ودان و ما ذكره البكري الأندلسي في كتابه المسالك و الممالك "" حيث دخل عقبة ودان و أخذ ملكهم و قعط أذنه فقال له الملك لماذا فعلت بي هذا و قد عاهدني المسلمون؟ فرد عليه عقبة ادبا لك إذا مسست أذنك ذكرت ذلك فلم تحارب العرب ""
والفعلة الثانية لعقبة هي "" إرسال عقبة برسالة لمدينة فزان فأجابوه بدخولهم للإسلام و خرج ملكهم لإستقبال عقبة الذي كان بعيد عن المدينة بحوالي 10 كلم لكن لم يسمح للملك بركوب خيله بل فرض عليه أن يمشي كل تلك المسافة حتى بصق الدم لكبر سنه و عند وصوله لعقبة قال له لماذا فعلت بي هذا و قد أتيتك طائعا؟ فأجابه عقبة أدبا لك إذا ذكرته لم تحارب العرب ""
اما الفعلة الثالثة لعقبة هي بعد وصوله لخوار لم يستطع دخولها بعدما حاصرها لمدة شهر كاملا و كان له موعد آخر معها قبل عودته للقيروان حيث هاجم أهلها وهم نيام و مطمئنين فأستباحهم و قتلهم و سباهم.
أما أكسل الذي حارب عقبة و هزمه و قتله في تهودة في بسكرة حكم القيروان و شمال إفريقيا لمدة خمس سنوات كاملة لم يقتل أو يحارب العرب الذين فيها أبدا ولم يمنع شعائر الإسلام و لم يهدم أي مسجد فيها فهو مسلم أسلم على يد أبو المهاجر دينار و لم يكن عنصريا ضد العرب الذين بقوا في القيروان و لم ينتقم من أتباع عقبة و عاش كل من في القيروان أمازيغ مسلمين ومسيحيون و عرب في أمان تام و هناء لم يسجل التاريخ حدوث أمور سيئة فلقد قَدم عهود للعرب أنهم في أمان تام و لم ينكث بذلك العهد و دليل ذلك هو خروجه من القيروان لمحاربة العرب عند قدومهم من برقة و مصر و هذا لكي لا ينكث عهده مع العرب الذين بقوا في القيروان و هذا أسمى معاني الإسلام و ان تكون مسلما و هناك أمر اخر هو أن اكسل ذهب للقيروان التي هي حاضنة المسلمين و الإسلام في شمال إفريقيا لم يذهب لقرطاجة أو مدينة كبيرة أخرى خصوصا و أن قرطاج تعتبر مركز ا مسيحيا فلو كان مسيحيا لذهب لقرطاجة.
الملاحظ هنا للقارئ لهذه الأسطر من التاريخ يمكن وحده المقارنة بين هاتين الشخصيتين فعقبة الذي يدعي الكثير من الأشخاص أنه مثال المسلم الحقيقي و التقي و الذي أراد نشر الإسلام هو بعيد كل البعد عن أخلاق الإسلام
، فقد قال تعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ...سورة النحل : 125
و قال أيضا عز و جل : وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ....سورة آل عمران159
قال تعالى:وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ....191 سورة البقرة
و قال أيضا عز و جل : فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ... 194 سورة البقرة
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوا الناس للإسلام بالتي هي أحسن و لم يكن قط فظا غليظ القلب مع الناس و إلا لانفضوا من حوله و تركوا دين الأسلام ، فعقبة بعيد عن هذا الأمر و له صفة الغدر و الخديعة و المكر ففعلته التي هي قطع أذن ملك ودان و الذي له معاهدة مع المسلمين على السلم و الأمان لخير دليل و أيضا في فعلته مع ملك فزان الذين قبلوا اعتناق الإسلام و اقبل عليه طائعا لكن منعه من ركوب خيله و أدى به لبصق الدم لكبر سنه و فعلته الكبيرة هي هجومه على أناس نيام مطمئنين فهذه صفة الغدر في أقصى معانيها إعتدى على ناس أمنين و الله له آية عن هذا الأمر و لكن عقبة كما هو مبين انه من جهة و الإسلام من جهة أخرى لا يلتقيان، عقبة عنصري للنخاع فهو في كل مرة يذكر العرب عند فعلته أي هو أتى للمحاربة من أجل غنى و قوة العرب لا الإسلام أو نشره و هذه هي الحقيقة فأفعاله هاته لا علاقة لها بالإسلام بتاتا فهي أفعال أشخاص بعيدين عن الدين الإسلامي متشبعين بالعنصرية و الكره و البغظ و حب الدم و الماديات و الإستغلال و الإستعداد و الغدر بالناس فعقبة الصفات المتعارفة عليه هي العنصرية و التعصب للعرب و الحقد و البغظ و سواد القلب غدار فكل هاته الصفات ليست صفات المسلم خصوصا عندما يكون قائدا,اما أكسل الذي يحاول الكثير تكفيره لسبب أنه قتل عقبة او انه تحالف حسبهم مع الروم ضد عقبة المسلم فهم ينطلقون من ان أكسل غير مسلم او ان تحالفه هذا أفقده إسلامه فهم لا يرجعون للوراء ليفهموا لماذا قتل أكسل عقبة فهي تتالي أسباب عدة منها الإهانة التي تعرض لها و أفعال عقبة الشنيعة المعروفة عليها و صفاته الغير حميدة وايضا لاعتقاله و تصفيده لصديق أكسل أبو المهاجر دينار أي هي أسباب منطقية و لا تكفر صاحبها أما مسألة التحالف مع الروم هذا يدخل في الخيال فلا وجود لمثل هذا التحالف بتاتا فكيف يتحالف و أغلب البيزنطيين رحلو عن شمال إفريقيا بسبب الثورات الأمازيغية و تحرير أغلب أراضيهم بنفسهم قبل وصول العرب و لا يمكن للبيزنطيين التواجد في الصحراء او التحالف في تلك الظروف كما هو معروف و ان تحالف كما يزعمون لنذكركم أن الأمويين تحالفو مع البيزنطيين ضد العباسيين و أن معاوية هادن الروم لقتل و محاربة المشاكل الداخلية و غيرها من الاقتتال بين المسلمين في ذلك الوقت هل هؤلاء ستكفرونهم أيضا؟ أم حلال عليهم و حرام على أكسل ؟ أي في الأخير أكسل إنسان مسلم حقيقي مسامح غير عنصري يحترم العهود حاكم عادل هاته هي صفات المسلم الحقيقي.
هذا ماقدمناه ما هو إلا مقارنة بسيطة جدا يمكن لأي كان القيام بها بالمقارنة بين أفعال هاتين الشخصيتين (أكسل و عقبة) بالدين الإسلامي و بالشخص الإنساني و سيتضح من هو المسلم الحقيقي و من هو الذي يتلون به بل يتم فضح من حاول تأليه و تعظيم هته الشخصية أي عقبة فهم لا يذكرون أفعاله لأن ذكرها سيؤدي للإشمئزاز من طرف الناس.
المصدر :
المسالك و الممالك للبكري الأندلسي الجزء الثاني صفحة 185-186
موسى لقبال عقبة بن نافع صفحة 76-77-78-79-80-81-82