مملكة بوتان
مملكة بوتان 1----491
قد تكون كلمة «بوتان» مشتقة من الكلمة السنسكريتية بو-ؤوتان (भू-उत्थान؛ الأراضي المرتفعة). أو قد تكون اشتقت من بوتا-أنتا، والتي تعني (भोट-अन्त؛ عند نهاية تبت)، حيث أن بوتان توجد في الطرف الجنوبي من التبت. عرفت بوتان على مدى التاريخ بعدة أسماء مثل لو-مون والتي تعني (بلاد الجنوب المظلمة)، لو تسيندينيونغ (بلاد السند الجنوبية)، لو-مين خازي (البلاد الجنوبية ذات الأطراف المترامية) ولو-مين-يونغ والتي تعني (البلاد الجنوبية ذات الأعشاب الطبية).
بوتان مملكة صغيرة تقع في جنوب آسيا، محصورة بين الهند من الجنوب والشرق والغرب، والصين من الشمال، مما يجعلها دولة غير ساحلية. تبلغ مساحة بوتان حوالي 38,394 كيلومتر مربع، وتتميز بتضاريس جبلية وعرة ضمن سلسلة جبال الهيمالايا. العاصمة وأكبر مدينة في البلاد هي تيمفو، التي تقع في وادٍ خصب في غرب البلاد.
♦ التضاريس :
تتميز بتضاريس جبلية متنوعة ومعقدة، حيث تقع في جنوب سلسلة جبال الهيمالايا. شمال البلاد يضم أعلى القمم، مثل قمة جانغار بوينسام، بينما تنتشر الوديان العميقة بين الجبال، وهي مناطق مأهولة بالسكان حيث توجد المدن والقرى. تغطي الغابات الكثيفة معظم البلاد، مع أنهار كبيرة تتدفق عبرها، مما يضفي عليها تنوعًا طبيعيًا مذهلًا.
♦ الموارد :
غنية بالموارد الطبيعية التي تشمل المياه، والتي تعد أهم مواردها بفضل الأنهار الجليدية التي تغذيها، ما جعلها من أكبر منتجي الطاقة الكهرومائية. الغابات التي تغطي جزءًا كبيرًا من البلاد توفر الخشب والمنتجات الحرجية، بالإضافة إلى الموارد المعدنية مثل الكالسيوم الكربوني والمغنيسيوم. الزراعة التقليدية تساهم أيضًا في الاقتصاد المحلي.
♦ الحدود :
بوتان هي دولة غير ساحلية تقع في جنوب آسيا، وتحدها الهند من الجنوب والشرق والغرب، بينما تحدها الصين (التبت) من الشمال. هذا الموقع الجغرافي يجعل بوتان محصورة بين هاتين القوتين الإقليميتين.
♦ المناخ :
يتميز مناخها بتنوعه الكبير نظرًا لتباين التضاريس. المناطق الشمالية تتمتع بمناخ جبلي بارد مع شتاء قارس وصيف معتدل، في حين تتمتع المناطق الجنوبية بمناخ شبه استوائي رطب، مع أمطار غزيرة خلال موسم الرياح الموسمية.
♦ الفلاحة :
تعتمد الزراعة فيها على الوديان الخصبة، حيث تزرع المحاصيل التقليدية مثل الأرز، والشعير، والبطاطس، والفواكه. الفلاحة في بوتان تعتمد بشكل كبير على الطرق التقليدية والممارسات المستدامة، وتعد مصدرًا رئيسيًا للدخل لأغلب السكان. تعتمد الزراعة على الأمطار الطبيعية، ويُستخدم التنوع البيئي الغني للبلاد أيضًا في زراعة النباتات الطبية.
♦ عدد السكان :
يبلغ عدد سكانها حوالي 770,000 نسمة. السكان موزعون بشكل غير متساوٍ في البلاد، حيث يتركز معظمهم في الوديان والمدن الرئيسية، مثل العاصمة تيمفو. عدد السكان قليل نسبيًا مقارنة بمساحة البلاد بسبب التضاريس الجبلية الوعرة.
♦ اللغة :
اللغة الرسمية والأكثر انتشارًا في بوتان هي "الزونكا"، وهي لغة تبتية بورمية. بالإضافة إلى الزونكا، تُستخدم لغات أخرى في البلاد مثل "النيبالية" في الجنوب و"الشاتشاب" في بعض المناطق. اللغة الإنجليزية تُستخدم بشكل واسع في التعليم والإدارة.
♦ الدين :
الدين الرئيسي في بوتان هو البوذية الفاجرايانا، والتي تُعتبر جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية والثقافة البوتانية. هناك أيضًا أقلية من السكان يتبعون الهندوسية، خصوصًا في المناطق الجنوبية من البلاد.
♦ التركيبة العرقية :
التركيبة العرقية في بوتان متنوعة، حيث تتكون من ثلاث مجموعات رئيسية: الـ"نانغبا" أو البوتانيين التقليديين الذين يشكلون الأغلبية، يليهم "اللوشو"، وهم مجموعات عرقية من أصول تبتية يعيشون في الشمال، و"النيباليون" الذين يقيمون في الجنوب ويشكلون نسبة معتبرة من السكان.
♦ الأحوال الاجتماعية :
المجتمع البوتاني يتميز بالتماسك الاجتماعي القوي والقيم الثقافية التقليدية، حيث تلعب العائلة والمجتمع دورًا مهمًا في حياة الناس. التعليم والرعاية الصحية المجانية من الأمور التي تركز عليها الحكومة لتحسين الأوضاع الاجتماعية. رغم ذلك، يواجه السكان في المناطق الريفية تحديات مثل محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية وفرص العمل، مما أدى إلى هجرة البعض نحو المدن. تعزز الحكومة مفهوم "السعادة القومية الإجمالية" كبديل عن الناتج المحلي الإجمالي، لتعزيز رفاهية السكان والتركيز على التنمية المستدامة.
♦ الاقتصاد :
يتميز اقتصاد بوتان بكونه اقتصادًا ناميًا يعتمد بشكل كبير على الزراعة والغابات والطاقة الكهرومائية. الزراعة تشكل مصدر رزق لنسبة كبيرة من السكان، حيث تزرع المحاصيل مثل الأرز والبطاطس والفواكه. يعتبر تصدير الطاقة الكهرومائية إلى الهند المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية، مما يجعل بوتان من أكبر منتجي الطاقة الكهرومائية في المنطقة. كما أن السياحة، خاصة السياحة البيئية والثقافية، تسهم بشكل كبير في الاقتصاد، حيث تجذب الزوار لمشاهدة مناظر الهيمالايا الخلابة والمعابد البوذية. ومع ذلك، تعتمد بوتان على المساعدات الخارجية والاستثمارات، خاصة من الهند، لدعم نموها الاقتصادي.
♦ العملة :
العملة الرسمية هي "نولتوم Ngultrum" ويرمز لها بالرمز (BTN). النولتوم مرتبط بشكل ثابت بالروبية الهندية (INR) التي تُستخدم أيضًا في التعاملات التجارية داخل البلاد. هذه العلاقة الاقتصادية الوثيقة مع الهند تجعل النولتوم والروبية الهندية متداولة بحرية في الأسواق المحلية.

♦ السياسة :
بوتان هي مملكة دستورية، حيث يمتلك الملك دورًا كبيرًا في الحكم ولكن تحت إطار دستوري ديمقراطي. في عام 2008، تحولت بوتان من ملكية مطلقة إلى ملكية دستورية، وتم إجراء أول انتخابات ديمقراطية. الملك الحالي، جيغمه خيسار نامغيال وانغشوك، يشارك في توجيه السياسات الوطنية، لكن الحكومة تُدار بواسطة رئيس الوزراء والبرلمان المنتخبين. البرلمان البوتاني يتكون من مجلسين: الجمعية الوطنية (المجلس الأدنى) ومجلس الدولة (المجلس الأعلى). تركز السياسة في بوتان على الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للبلاد مع تعزيز التنمية المستدامة والرفاهية الاجتماعية عبر سياسة "السعادة القومية الإجمالية"، وهي فلسفة تنموية تهدف إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية والحفاظ على البيئة.
♦ التاريخ :
تاريخ بوتان غني ومتشابك، حيث يرجع تأسيسها كدولة مستقلة إلى القرن السابع عشر عندما وحد الزعيم الديني البوذي شابدرونغ نغاوانغ نامغيال البلاد وصدّ هجمات التبت. خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر، حافظت بوتان على استقلالها عن القوى الاستعمارية المحيطة، خصوصًا البريطانيين في الهند، من خلال سلسلة من المعاهدات. في أوائل القرن العشرين، أصبحت بوتان دولة محمية تحت النفوذ البريطاني، ولاحقًا الهندي، لكنها احتفظت بسيادتها. في عام 1907، تأسست الملكية الوراثية في بوتان مع تتويج أول ملك من سلالة وانغشوك. تحولت بوتان إلى الملكية الدستورية في عام 2008، مع إجراء أول انتخابات ديمقراطية، ومنذ ذلك الحين تُدار البلاد ضمن إطار ديمقراطي، مع الاستمرار في التركيز على الحفاظ على تقاليدها وثقافتها البوذية الفريدة.
♦ السياحة :
تعتبر السياحة أحد أهم القطاعات الاقتصادية في بوتان، حيث تجذب البلاد الزوار بطبيعتها الخلابة، جبال الهيمالايا، والمعابد البوذية القديمة. تتبنى بوتان نموذج "السياحة ذات القيمة العالية والتأثير المنخفض"، حيث تفرض رسومًا يومية عالية على السياح الأجانب، مما يحد من أعدادهم ويضمن حماية البيئة والتراث الثقافي. تُعد رياضة المشي لمسافات طويلة في الجبال، وزيارة الأديرة والمعابد، والمشاركة في المهرجانات التقليدية من أبرز الأنشطة التي يقبل عليها السياح. هذا النهج في السياحة يعزز اقتصاد البلاد ويؤمن موارد لدعم مشاريع التنمية المستدامة.
♦ القطاعات الاجتماعية :
تركز الحكومة البوتانية على تعزيز القطاعات الاجتماعية مثل التعليم والصحة من خلال سياسات تضمن توفير هذه الخدمات مجانًا للمواطنين. التعليم في بوتان متاح بشكل مجاني، وتسعى الحكومة إلى تحقيق نسب عالية من الالتحاق بالمدارس مع التركيز على دمج التعليم الحديث مع القيم الثقافية التقليدية. قطاع الصحة أيضًا شهد تحسنًا كبيرًا، حيث يتم تقديم الرعاية الصحية الأساسية مجانًا للسكان. بالرغم من ذلك، تواجه البلاد تحديات مثل توفير فرص العمل للشباب والحد من الفقر في المناطق الريفية. الجهود الحكومية موجهة نحو تحقيق "السعادة القومية الإجمالية" التي تشمل تعزيز الرفاهية الاجتماعية. والاقتصادية، مع الحفاظ على التراث الثقافي والبيئة الطبيعية.


المصدر : مواقع إلكترونية