هل الامير عبد القادر اسس دولة جزائرية ام هدمها ؟؟
الأمير عبد القادر لم يؤسس دولة و انما هدم الدولة الجزائرية التي كانت قبل الغزو
أن تشويه التاريخ لعبة فاشلة يمارسها البعض لان التاريخ كتب وانتهي منذ زمان ولا يمكن تغييره حتى بالكذب دوما سيأتي ذاك اليوم الذي يُنفض الغبار عن أوراق التاريخ ، و يُستخرج منها التاريخ الصحيح الذي لا يقبل التزييف
الأمير عبد القـادر بن محي الدين الجزائري قد نُسجت حوله حكايات كثيرة غريبة قريبة من الخـيال ، أو القصص المشبَعَة بالأوهَام ، أو الأسَاطير الموغلة في الإختلاق !!
أُريدت لقصصه التي نُسِجت عنه و حوله أن تحتل مكانة في نفوس العرب عموماً ، و الجزائرين خصوصا ، ليصنعوا منه البطل المِقدَام الذي اسس الدولة الجزائرية حسب زعمهم ، و الرمز المغوار ، و الشخصية التاريخية الفذة التي صنعت أحداث التاريخ في الجزائر وانه قاوم الفرنسيين من اجل تحرير الجزائر هذه هي
الصورة الوردية للامير التي صنعها ورةجها من أهالوا عليه التمجيد و التقديس لكن ما ستتعرفون عليه في هذا البحث سيصدم الكثيرين من الذين سيكتشفون بأنه إنسان كان يقاتل فرنسا ومن حالفها من اعراب الجزائر الى غاية استسلامه بعد حصاره من قبل جيش السلطان المغربي و اعراب الغرب الجزائري و جيش الفرنسيين الى هنا الامر عادي و الاستسلام ليس عيب او خيانة
لكن انقلاب الامير بعد استسلامه من عدو فرنسا الاول الى صديقها الوفي و المدافع عنها و الرافض لاي ثورة عليها فهذا ما بعاب على الامير و لهذا لا يستحق أن يُرفع في مصاف من تعتز بهم أممهم ، و تُكرمهم شعوبهم ، و تحتف بهم ذاكرة تاريخهم !!
نعم ! الامير بدئها كبطل حقيقي ثم تحول الى بطل وهمي
هذا الذي حدث مع شخصية الأمير عبد القادر بن محي الدين الجزائري
و لرفع الستار عن الحقيقة الراسخة أن الأمير عبد القادر بطل، .ومؤسس الدولة الجزائرية رغم أنها أكـذوبة تاريخية مؤكدة، كما ستصدمون من المراجع الموثقة في هذا المقال واهمها هي شهادات الامير عبد القادر نفسه من خلال كتاب سيرته الذاتية التي كتلها له (هنري تشرشل) في سوريا ومن خلال شهادة الباي احمد في مذكراته و الذي ذكر ان الامير عبد القادر امر اهالي الشرق الجزائري للاستسلام لفرنسا وهددهم بالحرب بقوات مشتركة مع الفرنسيين ان لم يقبلوا الاستسلام اضافة الى مطالبته الملك المغربي لضم غرب الجزائر الى مملكته بل وصلت به الامور بعد ان اشتد حصار الفرنسيين له ان طلب من انجلترا احتلال الجزائر
كل هذه المعطيات التاريخي سنبينها لكم في هذا الموضوع بالدليل الموثق و الذي رما سيكون صادم للبعض من الذين درس لهم تاريخ وردي عن حياة الامير عبد القادر
بعيدا عن خربشات اشباه المؤرخين الـذين يتفننون في الكـذب لطمس الحقيقة ليحتل مكان الحقيقة التاريخية المدفونة في الدواوين الممنوعة من التداول و الـذكر.
اخترنا مصدرا آخر لتقديم البرهان أن الأمير عبد القادر كان هادم للدولة الجزائرية ولم يكن صانعها
و المصدر هو كتاب شارل هنري شرشيل المعنون » حياة عبد القادر« الصادر باللغة الإنجليزية في لندن سنة 1867 و المترجم إلي الفرنسية من طرف مشال هابرت و المنشور في الجزائر سنة 1971.ومترجم الى العربية من قبل الدكتور المؤرخ ابو القاسم سعد الله
الكتاب مهم و مصدر الكاتب الإنجليزي هو الأمير عبد القادر نفسه عندما كان يعيش في دمشق بسوريا التي كانت تحت سلطة الخلافة العثمانية كما كان حال الجزائر قبل استعمارها من طرف فرنسا.
شهادة ابوا لاقاسم سعد الله ان هذا الكتاب هو اهم مرجع لمعرفة السيرة الذاتية للامير عبد القادر ويعتبر كلام مباشر من الامير
وقبل الشروع في بعض ما جاء في الكتاب، وجب تقديم كاتبه و هو عقيد في المخابرات البريطانية و تحصل على عدة مؤلفات كما تحاور مع الأمير نفسه في دمشق أثناء الشتاء 1859-1860 و ذلك كل يوم لمدة ساعة من الزمن. و يعتبر ما جاء في الكتاب أنه من مصدر موثوق و هو الأمير عبد القادر نفسه. و ليومنا هـذا لم يـكـذب الكتاب و محتواه.
ولهؤلاء نقول ان الامير عبد القادر هو نفسه صاحب الكتاب و ما تضمنه من حقائق تاريخية وفي اخر الكتاب ارفق بخط يده رسالة شكر و عرفان للكلونيل شرشل الذي كتب له مذكراته
يعدَ وفاةِ الأميرِ عبدِ القادرِ عام1883م، طلبَ أعيانُ بِلادِ الشَّامِ مِنْ نَجلِهِ الأكبر الفَرِيقِ مُحـَمـد باشَا تَدوينَ سِيرَتِه؛ لِتَبقى ذَاكِرةً لِلتَّاريخِ.
وهو النجلُ الأكبر للأمير عبد القادر ، وبيتُ سره، وساعدُه الأيمن في منفاه، والوصيُّ على الأسرة بعد وفاته .
فكتب سيرة ابه في كتاب تحفة الزائر في ماثر الامير عبد القادر حيث نجد في هذا الكتاب ان ابن الامير عبد القادر يستشهد بكتاب حياة الامير عبد القادر لمؤلفه الانجليزي شرشل و هو اعتراف صريح من ابن الامير بصحة هذا الكتاب وضمونه
فيما يلي إلى ما جاء في الكتاب ما ينسف الكلام عن تاسيس الامير لدولة الجزائر
رفض الامير عبد القادر وقبيلته بني هاشم مقاومة دخول فرنسا الى وهران
عند بداية الغزو الفرنسي للغرب الجزائري (مدينة وهران) رفضت قبيلة بني هاشم وزعيمها محي الدين و ابنه الامير عبد القادر محاربة فرنسا
جاء في الفصل الثاني من الكتاب الخاص بالمرحلة بين 1830 و 1832 أن الباي حسن، باي وهران مباشرة بعد دخول فرنسا واحتلالها للجزائر العاصمة ثارت عليه كثير من القبايل الاعرابية في الغرب الجزائري مستغلة ضروف سقود الداي حسين والدولة العثمانية فارادوا ان يقيموا الحرب على باي وهران فطلب حماية محي الدين، أبي عبد القادر من الاستعمار الفرنسي، لأنه رفض تسليم نفسه للمستعمر. و اجتمعت أسرة بني هشام التي ينتمي إليها عبد القادر لدراسة القضية، و كان عبد القادر هو من رفض الحماية بحجة أن القبائل كانت تكره ممثل الطغيان التركي.
و سمح القرار بدخول الاستعمار الفرنسي إلى وهران دون مقاومة في 4 جانفي 1831 بقيادة الجنرال دمرمون و سلم الباي نفسه و سمح له بالتوجه إلى الإسكندرية.
تم دعوة قبائل الغرب الجزائري فقط الى مبايعة الأمير عبد القادر وكانت البيعة منحصرة في الأقلية القبائل في معسكر.
ومباشرة بعد وصول الفرنسين واحتلالهم دون ادنى مقاومة لمدينة وهران فلم تنطلق أي مقاومة من الغرب الجزائري سنة 1831م لصد هذا الاحتلال وضلت المنطقة بعيدة فكريا وروحيا عن ذلك الحدث المدمر بل استغل كثير من القبائل الاعرابية في غرب الجزائر فرصة دخول فرنسا لاعلان ثورتهم على باي وهران كما سبق الاشارة اليه وهو الضرف الذي ا دفع به اعلان بيعته للفرنسيين وقبول دخولهم الى وهران دون ادنى مقاومة
وحسب شهادة المؤرخ ومستشار الداي حسين الكرغلي حمدان خوجة باي وهران قام باعلانه الاستعداد للتعاون مع السلطة الفرنسية وهذا قبل أن ترسل فرنسا قوات لاخضاعه ؟
اعلان الامير عبد القادر واعراب الغرب الجزائري الانضمام الى
المملكة المغربية مباشرة بعد دخول فرنسا الى وهران سنة 1831م
نعم اخوتي القراء العنوان صادم للبعض فلم يكن كثير من اعراب الغرب الجزائري يملكون حس الانتماء الى القطر الجزائري الذي كان مشكل من بيلك قسنطينة وبيلك وهران وبيلك التيطري وبيلك العاصمة وكلهم تحت حكم الداي حسين وبمجرد دخول الفرنسين الى وهران اعلن اعراب الغرب الجزائري وعلى راسهم الامير عبد القادر ووالده محي الدين انضمامهم الى المملكة المغربية وارسلوا الى سلطانها الوفود والهدايا و الرسل طالبين منه الانضمام الى سلطانه ومملكته ضاربين عرض الحائط انتمائهم للاقليم الجزائري وكل شيء سنة 1831م كان يحمل على التاكيد على ان الغرب الجزائري تحت قيادة الامير عبد القادر ومن معه من القبائل الاعرابية اصبحوا وبطريقة سلمية تحت الصولجان المغربي
فشل مشروع الامير عبد القادر لضم الغرب الجزائري الى الملك المغربي لان الاخير رفض عرض الامير عبد القادر انضمامهم الى المملكة المغربية خوفا من ردة فعل فرنسا
لكن رد سلطان المغرب مياشرة بعد دعوة الامير عبد القادر الانضمام الى المملكة المغربية كان احتلال تلمسان.عن طريق ابنه الامير عبد الرحمان والذي سرعان ما انضمت اليه القبائل الاعرابية في الغرب الجزائري ومنهم الامير عبد القادر وابيه محي الدين وقبيلتهم بني هاشم واعلنوا بيعتهم لسلطان المغرب الاقصى حيث اصبحت منطقة الغرب الجزائري منطقة مغربية وعندما سمعت فرنسا بهذا الانضمام لسكان الغرب الجزائري الى المملكة المغربية ارسلت تحذير رسمي الى سلطان المغرب للانسحاب من تلمسان وفك الارتباط والبيعة مع اعراب الغرب الجزائري انضر الوثيقة السابقة
و بعد هـذه تراجع سلطان المغرب عن ضم الغرب الجزائري الى مملكته الـذي لم يكن خاضعا للخلافة العثمانية،قرر زعماء القبائل الاعرابية في الغرب الجزائري الاستنجاد بمحي الدين،أبي عبد القادر واصروا عليه ان يكون سلطانا عليهم و الـذي رفض الطلب ورشح ابنه عبد القادر مكانه،وهذا بعد ما هددوه ممثلي القبائل بالقتل أو قبول لقب سلطان امام التهديد الفرنسي التي اعلنت نيتها سنة 1831م باحتلال كل الغرب الجزائري .
تحت هذه الضروف بايع اعراب الغرب الجزائري عبد القادر سلطانا عليهم و ذلك يوم 20 نوفمبر 1832، أي بعد أكثر من عامين من دخول الاستعمار الجزائر و ما يقارب السنتين منذ دخوله وهران دون ادنى مقاومة للفرنسين مدة عامين كاملين حيث كان هؤلاء الاعراب في الغرب الجزائري يعتقدون ان الاحتلال الفرنسي سوف يخص فقط المدن الساحلية مثل وهران وتلمسان.
وهكـذا أصبح عبد القادر سلطانا،الـذي أمضى إعلانه في معسكر في 22 نوفمبر 1832 يعترف فيه بالقبائل التي بايعته سلطانا عليها وكل قبيلة في الغرب الجزائري لم تقبل ببيعة الامير حاربها بالسلاح والنار وفي كثير من الاحيان بدعم من الفرنسين من خلال توفير السلاح لجيش الامير عبد القادر
وهكذا تكالبت قوى الظلم والاستبداد والقهر على الاهالي في الغرب الجزائري الذين لم يقبلوا لا بفرنسا ولا بالسلطان عبد القادر الذي اراد ان يكون مملكة خاصة به في الغرب الجزائري مع اتفاقه مع الفرنسيين على التخلي عن باقي الجزائر العاصمة ومدن الساحل الغربي مثل وهران وتلمسان و اعتبارها مناطق فرنسية وهذا ما اكدته اتفاقية او معاهدة ديميشال سنة1834م بين الفرنسيين والامير عبد القادر.
بعد ما أعلن الامير القتال ضد الاستعمارلانها ارادت ان تحتل مناطق قبائله المبايعة له و بعد مبايعته كسلطان للغرب الجزائري و حملاته للقضاء على المعارضة الداخلية من الاهالي الجزائريين ، في الغرب الجزائري أضطر السلطان عبد القادر إلى إمضاء معاهدة مع الجنرال ديميشال في 21 فبراير 1834 ، أي بعد أكثر من سنة بعد مبايعته. وتنص المادة الأولى من المعاهدة أن العداوة بين الفرنسيين و العرب تنتهي هـذا اليوم، و أن الجنرال و الأمير عبد القادر لا يسهونا على شيء لضمان الوحدة و الصداقة التي يجب أن توجد بين الشعبين،الذين قدر الله لهما أن يعيشا تحت نفس السيطرة. و الهدف من هـذه المعاهدة هو تعزير سلطة الأمير.
حيث بمجرد عزل الحكومة الفرنسية الجنرال ديميشيل عن قيادة وهران في 15 جانفي 1835، واستبداله بالجنرال تريزيل ( Trézel ) حتى قام هذا الأخير بنقض المعاهدة، وذلك بعد اقدامه على توفير الحماية لقبائل الزمالة والدوائر المتمردة على الأمير والرافضة لسلطانه و الضرائب المفروضة عليهم . ومقابل هذه الحماية اعترفت القبيلتان بسيادة فرنسا .وهكذا عادت الحرب بين فرنسا و الامير عبد القادرولم تنتهي الا سنة 1836م بهدنة انتهت بتوقيع معاهدة سلم بين الطرفين سنة 1837م
معاهدة التافنة في 30 ماي 1837 وقرار الامير هدم الكيان الجزائري.
مرت على المعاهدة الأولى ثلاث سنوات، كانت اغلب حروب الامير ضد القبائل الجزائرية في الغرب الجزائري التي رفضت الضرائب والغرامات او رفضت البيعة وليتفرغ لهذه الاضطرابات الداخلية التي تهدد نفوده ووجوده اضطر الأمير لإمضاء معاهدة أخرى مع قوات الاحتلال التي لم تحترم المعاهدة الأولى. و سميت المعاهدة الثانية بمعاهدة التفنة التي أمضيت في 30 ماي 1837 بين الأمير عبد القادر و الجنرال بيجو.
و تنص المادة الأولى على ما يلي: يعترف الأمير عبد القادر بسيادة فرنسا. و تتكون المعاهدة على 15 مادة كلها لصالح الاحتلال.
من جهة الاحتلال الفرنسي جاءت هـذه المعاهدة لتهدئة الجبهة الغربية و تعزيز قوات الاحتلال في الجبهة الشرقية التي تعرف مقاومة قوية بقيادة الباي أحمد الذي رفض الاستسلام حتى هزيمته.
و يشهد التاريخ أن قبل سقوط قسنطينة في يد الاحتلال في أكتوبر 1837، أي بعد الهدنة التي أمضى عليها الأمير عبد القادر مع المحتل، تم قتل كل من الجنرال دمرمون و بيريغو. و قتل في الغزو الفاشل الفرنسي ضد قسنطينة سنة 1836 ألف جندي.
في حين كان الامير عبد القادر يتمنى هزيمة عدوه القديم باي قسنطينة وكان يعتقد ان هزيمة فرنسا في قسنطينة او هزيمة الباي احمد كلا النتيجتين ستخدم مصالحه بالتخلص من احد الطرفين او اضعافه
وهنا نتساءل كم قتل الأمير من جند فرنسا و ما هي المحاولات التي قام بها لتحرير وهران؟ و حتى معسكر التي أحتلها الاستعمار سنة 1835 من طرف الجنرال كلوزيل؟
بل المصيبة الكبرى ان الامير عبد القادر اتفق مع الفرنسيين ان يترك لهم مناطق الساحل الغربي الجزائري مثل مدينة وهران ومستغانم وكل المناطق الواقعة بين البريدية والمقطع والاكثر من ذلك اتفق معهم على الاعتراف بسلطتهم على مدينة الجزائر العاصمة و قبل لهم احتلال منطقة المتيجة في البليدة وهذا التصرفات المخزية تجعلنا جميعا نتسائل هل الامير حقيقة اسس لدولة جزائرية ام كان يعمل على تاسيس مملكة خاصة به على حساب هدم الكيان الجزائري الذي كان موجود ببيالكه العثمانية قبل الغزو الفرنسي
هذه المعاهدة (التافنة) عقدها الامير مع الجنرال بيجوا تعتبر اعتراف نهائي للامير بالاحتلال الفرنسي و اتفاق على تقسيم الجزائر مع الفرنسيين وكل هذا هو فقط رغبة الامير في تاسيس مملكة او سلطنة في الغرب الجزائري دون أي حس او شعور بالاقاليم الجزائرية الاخرى في وسط وشرق الجزائر التي لم تكن في حسبان الامير بل تعاون مع الفرنسيين على اسقاط المقاومة في الشرق الجزائري واسقاط مقاومة الباي احمد كما ستتاكدون من ذلك خلال هذا الموضوع
وليس فرنسا من عرضت على الامير تقسيم الجزائر بل المبادرة كانت من عند الامير بنفسه و اقترح الفكرة على الجنرال الفرنسي بيجو
بالله عليكم هل تتصورون جزائري يطلب من الاحتلال اقتسام الارض الجزائرية وهل هذا مقبول في شريعة الاسلام او في اعراف الامم هل الامير حقا يصلح فيه اسم مؤسس الدولة الجزائرية ام هادم الدولة الجزائرية ؟
الجواب ستستنتجونه مباشرة ودون عناء عند اطلاعكم على الاقتراحات التي قدمها الامير لانشاء بنود اتفاقية التافنة
وبعد عدة مشاورات بين الامير والفرنسيين (الجنرال بيجو) اتفق معهم على التخلي نهائيا على عدة مناطق في وسط وغرب الجزائر مثل وهران ومارزيو ومستغانم و مزغنان و الاعتراف بالاحتلال الفرنسي
يتضح جليا من بنود معاهدة التفنة ان الامير لم يكن يحمل في ذهنه اي مشروع لتاسيس دولة جزائرية بكل مناطقها المعروفة حاليا فعن اي دولة جزائرية اسسها الامير يتكلم المزيفون وان كان قصدهم مملكته في غرب الجزائر فهذه لا تمثل الكيان الجزائري من شرقه الى غربه وهي تعتبر طموح شخصي للامير على حساب باقي القطر الجزائري
من جدهة اخرى نذكر ان هـذه المعاهدة ساعدتالأمير عبد القادر لمواصلة كفاحه ضد القبائل الجزائرية التي رفضت مبايعته، أي ضد المعارضة الجزائرية و ليس ضد الاحتلال.
و استغل الأمير هـذا الهدنة مع الفرنسيين لضرب مقاومة باي التيطري و التغلب عليه بسكوت الاحتلال عن طريق المعاهدة. و تغلب الأمير و فتح الباب للاستعمار و تعبيد الطريق له، حيث تغلب الأمير على المقاومة في جنوب الجزائر التي قادها الحاج محمد بن سالم التيجاني و مقره عين الماضي. و منها الزاوية التيجانية المعروفة اليوم. و ساعدته فرنسا على ذلك بتزويده بالذخيرة و السلاح. و أمضى عبد القادر معاهدة للخروج من عين الماضي في مدة ثمانية أيام، لكنه بعد الموعد، هدم المدينة.
دعوة الامير عبد القادر للمرة الثانية لضم الغرب الجزائري الى المملكة المغربية
بعد ان سيطر الامير عبد القادر على اغلب مناطق الغرب الجزائري واتفاقه مع الجنرال بيجوا (اتفاقية التفنة) على اقتسام الجزائر اعتبر الامير ان الجهاد ضد فرنسا طوي وانتهى الى الابد ومن ثم عاد الامير مرة اخرى الى الدعوة لالحاق الغرب الجزائري بالمملكة المغربية متجاهلا كل الحملات التي تقوم بها فرنسا في وسط وشرق الجزائر لتمديد احتلالها وهذا يدل على ان الامير لم يكن له أي حس قومي او وطني بما يسمى القطر الجزائري ولم يكن همه ما يقع له باقي المناطق من احتلال غاشم وخير دليل على ذلك اعلانه انتهاء القتال او الجهاد ضد فرنسا بعد اتفاقية التافنة
تعاون الامير عبد القادر مع الفرنسيين لمحاربة مقاومة الباي احمد و قسنطينة
بعد ان احتلت فرنسا مدينة قسنطينة سنة 1837م بعد مقاومة بطولية من اهل قسنطينة بقيادة الباي احمد لجا هذا الاخير الى منطقة الاوراس التي احتضنته و ساندته لمواصلة المقاومة وبدا الباي احمد في اثارة قبائل الزاب ناحية بسكرة ضد الاحتلال الفرنسي وهذه المنطقة كانت تحت نفود الخائن وعميل فرنسا شيخ العرب فرحات بن سعيد الذي كان اول من تقدم لمبايعة فرنسا بعد دخولها الى العاصمة سنة 1830م وهذا فرحات بن سعيد اصبح لاحقا حليف للامير عبد القادر و للفرنسين و ثاروا ضد القبائل المساندة لثورة الباي احمد
الذي اعتبر عدوا مشترك لفرنسا وللامير عبد القادر وحلفائه في منطقة الزاب
حيث اتصل فرحات بالامير عبد القادر واتفق وبايعه واتفق معه على محاربة الباي احمد و التعاون مع الاحتلال الفرنسي للقضاء على المقاومة في الشرق الجزائري و بسط الاحتلال الفرنسي وفي هذا الخصوص نقدم لكم شهادة حية من ذلك الزمن عن تامر الامير وفرحات بن سعيد وتعاونهم مع فرنسا لاحتلال الشرق الجزائري ماكدا اتصال فرحات بن سعيد بالفرنسيين وبالامير ليطلب التعاون لهزيمة الباي احمد
لهذا قرر الامير عبد القادر التدخل في منطقة الزاب لصالح حليفه فرحات بن سعيد وباتفاق مع فرنسا للقضاء على المعارضة التابعة لباي احمد
حيث ارسل الامير الى الحاكم الفرنسي في قسنطينة رسالة توضيح الاهداف من ادخله في الزاب لمساندة حليفه فرحات بن سعيد و اكد الامير ان ذلك التدخل يصب في مصلحة فرنسا
وبعد هذه المراسلة مع الحاكم الفرنسي ارسل الامير عبد القادر خليفته على منطقة مليانة المدعوا ابن البركاني ليجمع قواته ويزحف على بسكرة والزاب وينضم الى قوات الخائن فرحات بن سعيد وهاجما معا جيش احمد باي الذي اضطر الى الانسحاب الى الصحراء
تهديد الامير عبد القادر قبائل الشرق الجزائري بالحرب ان لم يستسلموا لفرنسا
اكد الباي احمد في مذكراته ان الامير عبد القادر قبل مدة قصيرة من احتلال فرنسا لمدينة قسنطينة كتب الى قبايل الشرق الجزائري مطالبا لهم بالاستسلام للفرنسيين وان لم يفعلوا ذلك سيعلن عليهم الحرب بالتعاون مع القوات الفرنسية وانه يسحقهم (انظر كتاب مذكرات احمد باي)
مساندة فرنسا للامير عبد القادر بالاسلحة ضد الجزائريين
كما سبق الاشارة اليه فيما يخص معاهدة التافنة هي كانت تخدم الأمير عبد القادر ومشروعه لاقامة مملكة في الغرب الجزائري ،من خلال هذه المعاهدة ضمن سلامته و أهله و سلم الوطن و أحمد باي مجانا ويذكر لنا التاريخ ان الامير عبد القادر بعد اتفاقه مع الاحتلال الفرنسي على اقتسام الجزائر استغل فترة السلم لمحاربة القبايل الجزائرية التي رفضت الضرائب والغرامات التي سلطها عليها واصبحت حليفته فرنسا تعينه على ذلك وتمده بالسلاح ضد الجزائريين كمثال محاربة الامير لقبيلة اولاد ماضي فقد ساندت فرنسا الامير بالاسلحة والمواد الحربية لتمكينه من القضاء على ثورة اولاد ماضي
وبعد زمن قصير من السلم بين الامير و الفرنسيين من خلال معاهدة التفنة والتي لم تكن سوى خدعة فرنسية لربح الوقت من اجل التفرغ للقضاء اولا على الثورة في الشرق الجزائري عادت الحرب بين الفرنسيين والامير حيث مباشرة بعد سقوط قسنطينة واغلب الشرق الجزائري تحولت الانضار الفرنسية الى الغرب الجزائري الذي اعتقد الامير واتباعه انهم اصبحوا اصدقاء فرنسا وان باقتسامهم الارض الجزائرية مع الفرنسيين قد طوى الخلاف وانهى القتال معهم
لكن هيهات لمن اعتقد ذلك ففرنسا لم تاتي الى الجزائر من اجل اقتسام الاراضي بل اعلنت بوضوح عن نيتها للحتلال الكامل للقطر الجزائري من اليوم الاول لدخولها وان اتفاقياتها الهدنة مع الامير كانت فقط خطة استراتيجية لعزل المقاومة في الغرب الجزائري وإطفائها للتفرغ لاحتلال الشرق الجزائري وهكذا انقلت السحر على الساحر و انقلبت فرنسا على الامير و اعلنت عليه الحرب بكل قواتها التي تفرغت لملاحقته في الغرب الجزائري مما دفع بالامير الى تشكيل شبه مدينة متنقلة سميت بالزمالة تنتقل من مكان لاخر تتكون من عائلات قادة جيش الامير و عائلات الجنود مصحوبين بكل اموالهم واولادهم وهذا حتى لا يقعوا اسرى في يد الفرنسيين وقد شاع ان الزمالة فيها كنوز وخيرات لا مثيل لها وهو الشيء الذي حمس كثير من قادة الجيوش الفرنسية للبحث عنها وملاحقتها في كل مكان
اعرابي من الغرب الجزائري يكشف يكشف مكان الزمالة ويسقط دولة الامير عبد القادر هذا الاعرابي الذي وشى بزمالة الامير اسمه عمر بن فراح الذي ينتمي الى عرش او قبيلة بني عياد وهكذا انطلقت كتيبة فرنسية سنة 1843 م من المدية بقيادة الدوق دومال للبحث عن زمالة الامير في المنطقة والتي استطاعت الهروب قبل مجيء الفرنسيين
لكن مرة اخرى عاد شيخ العرب عمر بن فراح الذي ينتمي الى عرش او قبيلة بني عياد بالخبر السعيد للفرنسيين واخبرهم عن تواجد الزمالة الامير في ناحية طاقين وهكذا استطاع الفرنسيين الهجوم عليها ومفاجئتها وتم اسر اغلب نساء واولاد كبار قادة جيش الامير و نهب كل اموالهم ولم ينجوا منهم الا القليل وكانت ضربة قاسية على الامير وجيشه خاصة ان عائلاتهم اصبحوا تحت يد الفرنسيين
فرقة اعراب الصباحية الفرنسية تقبض علة زمالة الامير عبد القادر
ويجدر الاشارة ان الفرنسيين بقيادة الدوق دومال استعملوا فرقة اعراب الصباحية التابعة للجيش الفرنسي لمهاجمة زمالة الامير عبد القادر ومباغتتهم ليلا حيث عند بداية هجومهم عليها استقبلهم اهل الزمالة ونسائها بالترحاب والزغاريد معتقدين انهم جيش الامير او احد قادته لكن ذلك انقلب حزنا وقتلا و ليلا اسود على الزمالة
انقلاب اعراب غرب الجزائر على الامير والتحاقهم بفرنسا
وهكذا كانت نتيجة مشروع الامير عبد القادر لتكوين مملكة في الغرب الجزائري الفشل والنتيجة كانت متوقعة لانها اعتمدت على قهر ومحاربة الاهالي الجزائريين اكثر من محاربتها لفرنسا بل الخطا الفادح في مشروع الامير الجهوي هو تنازله عن عندة مناطق من ارض الجزائر للفرنسيين و مساهمته في اضعاف واسقاط المقاومة في الشرق الجزائري كل هذا فقط من اجل ضمان مملكة خاصة بالامير عبد القادر
لكن ضعف الامير خاصة بعد سقوط الزمالة جعل من جيش الامير هارب وتائه في كل المناطق الشبه صحراوية في الغرب الجزائري خاصة ان اهم القبائل التي دعت الى بيعته ومساندته انقلبت عليه وانضمت الى الفرنسيين لمحاربته و هنا نتكلم على قبيلة بني عامر الاعرابية التي تعود اصولها الى بقايا بني هلال هؤلاء انضموا الى فرنسا وحاربوا الامير مما جعله ينتقم منهم ويهاجمهم في عدة مرات وهكذا اصبح المشهد في الغرب الجزائري عبارة عن حرب بين الجزائريين اكثر منه حربا على فرنسا
ضاقت الدنيا سنة 1843م على الامير عبد القادر وجيشه الذي قل عدده وعدته واصبح هاربا في الصحاري من ملاحقة الفرنسيين وفي هذه الضروف لم يجد الامير امامه سوى فكرة عرض اقتسام الجزائر مع اعداء الفرنسيين (الانجليز) هؤلاء الذين كانوا في شبه حرب باردة مع الفرنسيين فعرض عليهم احتلال كل المدن الساحلية الجزائرية مقابل ترك المدن الداخلية لسلطانه
وهنا يجدر التنبيه ان هذه المشاريع التي عرضها الامير عبد القادر تدل بما لا يدع مجالا للشك انه كان لا يفكر في أي مشروع لانشاء دولة جزائرية وتوحيد البيالك التي خلفها العثمانيين و التي تشكل ما يسمى القطر الجزائري وهذا ينسف كلام كل من يدعي ان الامير مؤسس الدولة الجزائرية
استسلام الأمير عبد القادر المخزي للفرنسيين
إن كان الأمير بطل، فـﺈ نه لا يستسلم، بل يموت شهيدا في المعركة. كما مات الابطال في كل بلدان العام و لكن الواقع يدلنا و الشهادة التاريخية تثبت أن البطل المزعوم سلم نفسه للاحتلال في 22 ديسمبر 1847، وبمحض ارادته بعد ان حاصرته فرنسا و اعراب الغرب الجزائري وايضا حاصره جيش ملك المغرب وضاقت عليه الدنيا فاقترح على ما تبقى من اتباعه الاستسلام للفرنسين مقابل سلامته وسلامة عشيرته واهله و الانتقال الى بلد اخر في المشرق وهكذا دخل الامير في مشاورات مع الفرنسيين والتودد لهم من اجل ان يقبلوا استسلامه وفي الرسالة التي بعث بها بطل الجزائر المزعوم في مارس 1848 و هي ملحقة بالكتاب الاصلي المكتوب بالانجليزية .
و هـذه بعض ما جاء فيها:« هل سأكون هنا إن لم أريد تسليم نفسي؟ إني جئت عندكم بكل حرية و إرادة. هـذا الضمان يساوي كل الضمانات الأخرى..«
فلما سؤلوه عن الضمانات التي يمكن ان يقدمها وهل سيوقع على وثيقة الاستسلام بيده اجابهم انه مستعد للتوقيع بيديه وان لم يكفي ذلك يوقع بعينيه وهذا لياكد للفرنسيين عن رغبته الكبيرة في الاستسلام
واعلن للفرنسيين انه يفضل الاحتماء واللجوء الى فرنسا رغم انه ممكن ان يجد ملجئ عند الابربر ( الامازيغ) او عند قبائل الصحراء
و هذا الكلام يدل على ان الامير ضاقت عليه الدنيا بسبب خيانة اقرب القبايل الاعرابية له وفقد الثقة بهم حتى وهو يستسلم لفرنسا ولم يرى كملجى له سوى منطقة البربر (امازيغ القبايل في جرجرة) وهذا يدل على ان هذه المنطقة لم تكن ابدا معادية للامير كما يروج له بعض مزوري التاريخ المغرضين
وهكذا استسلم الامير واتباعه الى فرنسا التي حملتهم الى ارض فرنسا و أصبح سجين فرنسا هناك بعد ان كان يعتقد انه سيترك وشانه ويهاجر الى المشرق
و كتب عبد القادر وهو تحت الاقامة الجبرية في فرنسا رسالة للحكومة المؤقتة بعد الإطاحة بالملكية وهـذه بعض ما جاء فيها: رضيت أن أضع نفسي في أيدي الفرنسيين…لم أكن سجينا. و سلمت نفسي بـﺈ رادتي الحرة…أعلن أنني لم أشجع على الفوضى ضد الفرنسيين…. هـذه هي شروط استسلام البطل.
وفي الاخير وبعد مدة طويلة من حجز الامير عبد القادر وعائلته واتباعه قرر الملك الفرنسي تسريحهم والسماح لهم بالخروج من فرنسا وهذا بعد زيارتهم في القصر المجتجزين فيه وهو الخبر الذي افرح عائلة الامير عبد القادر مما حمس ام الامير الى طلب ملاقات وتحية الملك الفرنسي صورة من الارشيف الفرنسي تخليدا لتلك الواقعة
وبعد قبول الملك الفرنسي مغادرة الامير من فرنسا الى المشرق تقدم الامير برسالة شكر وامتنان للملك اقسم فيها بالله العلي العضيم و بكل الانبياء والرسل انه لن يعود ابدا الى الجزائر وانه سيكون صديق ومحب للملك الفرنسي وعدو لاعدائه
الأمير عبد القادر يتقاضى منحة من الخزينة الفرنسية.
جاء في الفصل الثالث و العشرين من الكتاب الخاص بالمدة ما بين 1853 و 1860 أن الإمبراطور نابليون الثالث منح للأمير منحة مالية قدرها 4000 ليرة سنويا. و يقول الكاتب أن بهـذه المنحة، يمكن للأمير أن يعيش أميرا حقا.
الامير عبد القادر اصبح صديق وفي لامبراطور فرنسا و مواطن في
ارضها يطالب بالانتخاب
فيما يخص حصول الامير على اجرة ومنح من فرنسا السؤال المطروح لماذا منح نابليون منحة للأمير إن لم يكن فرنسيا و خادما لها؟
و يذهب عبد الحميد بن باديس، أول رئيس لجمعية العلماء المسلمين إلى أبعد من ذلك، حيث يؤكد في مكتوب له في «الشهاب» رقم 11 غرة ذي القعدة 1354 الموافق لفبراير 1936 أن السلطة الاستعمارية التزمت مع الأمير لمنح نسله منحة أيضا. و يؤكد في المكتوب الخاص بالأمير خالد ما يلي:
فتم الأمر على أن تدفع الحكومة عن الأمير الخالد سائر كانت نحو 85 ألفا. و أن توصله للقطر السوري حيث يقم أعمامه و بنو عمومته. و تترك له جرايته التي يتقاضها عن تقاعده العسكري و الجراية التي يتقاضها بصفته من ذرية الأمير عبد القادر.
و هـذا الجزاء الدائم لورثة الأمير دليل أخر على خدمته لمصالحها في الجزائر و في المشرق. إنه سخاء الخزينة الفرنسية لكل من يخدمها و يبقى وفيا لها.
وهكذا اصبح الامير مواطن فرنسي اصبح الامير من اشد المعجبين والمحبين لفرنسا ولامبراطورها وقد نضمت على شرفه عدت مهرجانات واستعراضات في قلب مدينة باريس و شارك الأمير عبد القادر في انتخابات فرنسية يوم 21 نوفمبر 1852. و كان من بين قادة الدولة الـذين قدموا التهاني للإمبراطور. ، وتم قبول نفيه فيما بعد الى المشرق تركيا ثم الى سوريا
نداء الأمير عبد القادر إلى سكان الجزائر حول ابنه محي الدين ورفض الثورة على فرنسا وتخوين من يحاربها
يقول المثل سبحان الذي يخلق الحي من الميت و يخلق الميت من الحي عاد احد ابناء الامير عبد القادر الى الجزائر (محي الدين) من المشرق ولم يرضى بالعيش هناك حسب رغبة ابيه عبد القادر وبمجرد وصوله التف حوله كثير من زعماء القبائل الجزائرية في الغرب واعتقدوا انه مبعوث من الامير عبد القادر نفسه الا ان الحقيقة عكس ذلك فمحي الدين اختار العودة من المشرق دون رغبة عبد القادر واراد محي الدين اعادة الثورات ضد فرنسا لكن والده عبد القادر تبرا منه و خذله وحرم عليه وعلى الجزائريين محاربة فرنسا وقال في رسالة له بعثها لفرنسا مايلي:
إن ولدنا التعيس محي الدين قد تجاسر من مدة وذهب ضد إرادتنا إلى نواحي المغرب و بمقتضى ما بلغنا أنه اتحد مع بعض الأشقياء و شرعوا في زرع الفساد وعمل الحركات في جهات حكومية قسنطينة التي من شأنها سلب راحة الأهالي وبما ان هذا التصرف هو مخالف لرضاء الله تعالى ولإرادتنا أيضا فنحكم على ولدنا المذكور ونأمره بحال اطلاعه على إعلاننا أن يترك البغي وسبل العدوان ويرجع عاجلا وإذا أبطأ عن الرجوع لا يستحق أن ندعيه ولدنا ويستحق غضب الله وغضبنا و عليكم يا معشر العقلاء أن تطردوه من بينكم لآنه يجلب عليكم وعلى عيالكم وأولادكم البلاء العظيم ويكون سبب الخراب في بلادكم و عليكم ايضا أن تردعوا جهالكم من موافقته وعدم المداخلة في عمل أو في هيجان وأن تحرضوهم على الخضوع لأوامر الحكومة الفرنساوية التي تحسب سيادتها قد وطدت الراحة التامة في بلادكم و كثرت ثروتكم ورفعتكم إلى أعلى درجة من المجد والشرف محترمة شرائعكم الدينية و عظمة نبيكم وكتابكم و الذين يتجاسرون على المساعدة في سلب الراحة وإلقاء البلاء بل يستحقون غضب الله لأنه يكره الشر ويحب الخير هذه نصيحتي وهذا أمري ومن خالف يندم فلا يلوم إلا نفسه
امضاء أوخر المحرم 1288 هجري عبد القادر بن محي الدين
المرجع : المبشر عدد 754 بتاريخ 8 جوان 1871
هي جريدة عربية أصدرتها الإدارة الفرنسية في الجزائر باللغة العربية بقرار من الملك لويس فيليب . وقد صدر عددها الأول يوم 15 سبتمبر/أيلول 1847
تعليق على الموضوع
ذلك هوتاريخ البطل الجزائري الرسمي الـذي يقتدي به اليوم و يعتبر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وربما يقصد من ذلك المستعمرة من قبل فرنسا.
خلاصة الكلام هو أن الأمير ليس ذلك البطل كما تصفه الدعاية الرسمية بل شخصية جزائرية حاولت صنع مملكة في غرب الجزائر بعيدة جدا عن مشروع تاسيس دولة جزائرية تشمل غرب وشرق ووسط القطر الجزائري الذي كان تحت يد العثمانيين
و الموضوع حساس وصادم لكثير من الذين لا يعرفون حقائق التاريخ الجزائري المطموس عمدا وجهلا و نذكر ان فترت بداية الاحتلال كانت فترة تهافت فيها كثير من شيوخ اعراب الجزائر و قبائلهم لمبايعة فرنسا ومحاباتها ومن بينهم الامير عبد القادر و بلغت خيانة الاعراب والكراغلة الجزائريين و جهادهم في سبيل فرنسا اعلى المستويات والتضحيات حتى كتبت عنهم اشهر جريدة فرنسية (LE PETIT JOURNAL)
تحت عنوان (اوفياء فرنسا الاخرى)
وفي اسفل المقال كتبت شيوخ العرب يعرفون كيف يحافظوا على عهدهم لفرنسا
اذا عبد القادر لم يؤسس ابدا لدولة الجزائر وهذا ﺇ اذا ما صدقنا ما جاء في كتاب شارل هنري شرشيل الذي هو لسان الامير عبد القادر وشهادة الباي احمد واخرين من الذين عاشوا تلك الفترة . و يبقى ما جاء في الكتب والمراجع المذكورة صواب حتى يأتي النفي أو التكذيب بالأدلة و البرهان و ليس بملتقى يجتمع فيه الكذابون لتكذيب الحقيقة و الرد عليها بأكاذيب أخرى.
https://amazighrevolutions.blogspot.com/2019/11/blog-post_21.html?fbclid=IwAR3HCgqA9QJIOnn7lGe3XUq7JC_qq_-D7EwPez9dnovzNCtd1EejGq7X-mM