المرأة الامازيغية ومكانتها في الحكم
كنزة الأوربية..
المرأة الامازيغية ومكانتها في الحكم 2185
 
احتلت المرأة الأمازيغية مكانة عظيمة في المجتمع شمال الافريقي ودورا هاما في الحياة السياسية، حيث أشارت جل الدراسات الانتروبولوجية والتاريخية إلى تقلد النساء الأمازيغيات أدوارا سياسية بارزة، اليوم تتحدث عن  الأميرة كنزة الأوربية ، التي لا تزال خالدة إلى يومنا هذا في الكتب والوثائق التاريخية.
تميزت الأميرة كنزة الأوربية بحكمتها ورجاحة عقلها وحنكتها التي مكنتها من الحفاظ على كرسي الحكم لجنينها حتى سن الحادية عشرة سنة بعد مقتل زوجها  إدريس الأول، مؤسس  دولة الادارسة بالمغرب الاقصى،  حيث مات مسموما من طرف طبيبه الخاص شماخ الذي في الأصل كان جاسوس ارسله هارون الرشيد لتخلص من ادريس الاول
بدأت قصتها مع نهاية القرن الثاني الهجري، عندما قدم إدريس هاربا من بطش أبناء عمومته العباسيين بعد موقعة فخ أو معركة فخ معركة وقعت بتاريخ (8 ذو الحجة 169 هـ - 11 يونيو 786م) بالقرب من مكة بمكان يسمى فخ. حدثت المعركة بين الجيش العباسي في مواجهة ثوار من العلويين بزعامة الحسين بن علي (العابد) بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب، وكان مع الحسين هذا من بني عمومته إدريس وسليمان ويحيى أبناء عبد الله الكامل  وشاركا في الثورة والحرب فهناك رواية تقول تم قتلهم جميعا ورواية  تقول نجوا من المعركة، وشارك معهم سليمان بن عبدالله الرضا وإبراهيم بن إسماعيل طباطبا و تم قتلهم ايضا.
الرواية التى تقول ان ادريس وسليمان ويحيى لم يتم قتلهم
تقول ان ادريس كان عمره انذالك 50سنة  وهربه شخص من الحجاح اسمه رشيد الاوربي  ودخل معه افريقيا وحيدا بدون اخوته او زوجاته  وادريس هذا تزوج من قبل لكن ليس له اولاد .
 عندما وصل الى القيروان مع قافلة حجاج الامازيغ بقيادة رشيد  الاوربي وجد ان حاكمها وهو تابع للخلافة العباسية  يشكل له تهديد فاكمل المسار مع قبيلة أوربة  الى مدينة طنجة التي نشر فيها دعوته للانقلاب على العباسين  وأوصل رسالته إلى عدد من القبائل الأمازيغية محققا بذلك نتائج إيجابية خاصة بعد التفاف عدة قبائل به.
تمكن إدريس من الحصول على موقف جماعي من قبائل الامازيغ بالمنطقة، خاصة من قبيلة أوربة التي اعتبرت أهم قبيلة وأشدها في المغرب، ما دفع  إدريس إلى التوجه صوب وليلي قرب جبل زرهون التي تمت بها مبايعته سنة 172 هـ من طرف قبائل زناتة زواغة وغمارة ومكناسة وغيرها.
هذا ونظرا لرجاحة عقل إدريس وشجاعته، تمكن من تحقيق انتصارات كبيرة في المنطقة لتحقيق وحدة القبائل الامازيغية، حيث فرض سيطرته في أقل من عامين على “تامسنا” و”تلمسان” و”تادلة” والأطلس المتوسط، ما جعله قائدا محنكا بامتياز.
ولعل قبيلة أوربة لم تكتفي فقط بتقديم البيعة لهذا القائد ، بل قررت مصاهرته بتزويجه ابنة زعيم القبيلة كنزة الأوربية في 174 هـ بمهر حدد في 600 دينار حينها. اي بعد اربعة سنوات من دخول المغرب
تميزت الأميرة كنزة بالجمال والحياء ورجاحة العقل والدين، حيث كانت خير السند لزوجها الذي توفي متسمما بعد فترة قصيرة حولي خمسة  سنوات من  زواجهما نتيجة تمدد سيطرته في المغرب، الأمر الذي شكل مصدر تهديد لهارون الرشيد الذي أرسل إليه عبد الله بن جرير الذي لقب بـ “الشماخ” من أجل التحايل عليه في هيئة طبيب قبل تسميمه.
ظنت الدولة العباسية أن القضاء على المولى إدريس أنهى نسل الأدارسة من المغرب، إلا أن الأميرة كنزة حملت حينها في شهورها الأولى،
وفي رواية  اخرى زعيم قبيلة اوربة لفق حكاية حمل كنزة لكي لا تتفرق القبائل وبشكل بهم دولة  نواتها هي قبيلة اوربة
 ما دفعها إلى البروز إلى الواجهة من أجل الحفاظ على ملك جنينها. ادريس  عاش في مكة مدة 50سنة وتزوج باكثر من إمرأة لم يولد له ولد  ودخل المغرب الاقصى وعاش مدة 8او10سنوات تزوج ايضا كنزة الاوربية لمدة أربعة او خمس سنوات لم يكن له ولد منها لكن عند قتله من طرف هارون الرشيد
اصبحت زوجته حامل وهذا كان احد الاسباب التى جعلت بقية القبائل الامازيغية  تنفصل عن أوربة لانهم لم يصدقوا حكاية الحمل هذه .
انتظرت البقية من القبائل الأمازيغية التي بايعت  إدريس، والدولة العباسية أيضا تسعة أشهر لمعرفة جنس الوليد،وفي رواية اخرى  احد عشر شهرا لكي تلد كنزة و الذي جاء ذكرا ليحافظ على ملك أبيه ويكمل الرسالة التي بدأها هذا الأخير برعاية من والدته.
تحلت الأميرة كنزة بعد وفاة زوجها بالقوة والشجاعة واستحضرت رجاحة عقلها من أجل الحفاظ على حقوق ولدها كاملة، حيث عملت على تدبير انتقال الحكم إلى ابنها إدريس الثاني وإعداده لتحمل عبء المسؤولية، إلا أنه وبعد مقتل والدها ورفيق زوجها، سارعت الأميرة الأوربية إلى أخذ البيعة من القبائل الأمازيغية التي نصبت إدريس الثاني مكان والده وهو في سن إحدى عشرة سنة. وزوجه باربعة نساء وهو في سن الرابعة عشر
لكي ينجب اولاد ولا يقعون في نفس الخطاء
عمل  إدريس الثاني بإرشاد من والدته، على إكمال رسالة والده إتمام بناء عاصمة دولته مدينة فاس، متجاوزا الحدود التي وصلها والده، ما جعله مصدر قلق وتهديد للدولة العباسية، التي كانت تترصد خطاه لاغتياله.
مات  إدريس الثاني بشكل مفاجئ سنة 213 هـ وهو في سن ستة وثلاثين سنة فقط، ما دفع بوالدته الأميرة كنزة إلى الإشارة لحفيدها البكر بتعيين إخوته الثمانية عمالا على المناطق التي سيطرت عليها دولة ابنها حفاظا على حدودها.
تشهد الوثائق التاريخية على الدور الكبير الذي لعبته الأميرة كنزة الأوربية في إقامة دولة بالمغرب الأقصى، ما يجعلها من أعظم النساء في “التاريخ شمال افريقيا عموما وقبيلتها خصوصا.
كل من في شمال افريقيا ويعتبر نفسه من ال البيت عن طريق الادارسة فهو متوهم  ويعيش في حلم قبيلة أوربة البربرية.
بقلم Lwiz-nneɣ Tamazɣa



كنزة الأوربية، الأميرة المغربية اللِّي كيرجع ليها الفضل فاستمرار سلالة الأدارسة