رمزية الحيوان في الأمثال الأمازيغية: الأطلس المتوسط نموذجا
المثل من أكثر الأشكال التعبيرية الشعبية انتشارا وشيوعًا، ولا تخلو منه ثقافة، فهو مرآة تعكس مشاعر الشعوب على اختلاف طبقاتهم وانتماءاتهم، و “لا يختلف المثل الأمازيغي عن المثل في الثقافات الأخرى، محلية أم عالمية، سواء من حيث شكله وبنيته أو من حيث مدلولاته وأبعاده ووظائفه…”1، فهو يُجسد أفكارهم وتصوراتهم، وعاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم، ومعظم مظاهر حياتهم، في صورة حية وفي دلالة إنسانية شاملة، فهو، بعبارة أخرى، عصارة حكمة الشعوب وذاكرتها.
الحيوان حاضر حضورا قويا في مختلف الاجناس الأدبية، وهو الشيء الذي لفت انتباه الدارسين والباحثين، لأنها من أبرز مكونات الأمثال، وباعتبارها عنصرا مهما من عناصر تكوين الوجدان الشعبي، “الحيوان من أبرز موجودات الحياة التي يحتك بها الإنسان في بيئته، وقد جمعته به علاقة متميزة فريدة، فمنه ما استأنسه ومنه ما ظل وحشياً يخافه ويخشاه، وينسج القصص عنه، ويستمد منه تجاربه وتصوراته، ويحيك معتقداته عليها وكل نوع منها يمثل جزءًا مهمًا في الطبيعة الفريدة، يساعد على بناء الحياة، وهو الحامي للطبيعة، وجدارها الواقي الذي يحفظها. والإنسان قد لا يستطيع العيش دون مساعدة الحيوان؛ لأن الدور الذي يؤديه غير تقليدي، فهو يمد الإنسان بعدد من الأغذية المختلفة…”2
رشيد بوصاد – استاذ اللغة الإسبانية ودكتور في الترجمة والتواصل
https://amadalamazigh.press.ma/%D8%B1%D9%85%D8%B2%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%AB%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%BA%D9%8A%D8%A9-%D8%A7/?fbclid=IwAR1G7WjN0QjaPVpaPqbJrLxr7UztjWNQmdpHlw7WKivf8oP2nQORQ3Dv59Y