II– الملك مكوسن في النقوش الأثرية:
1- لمحة عن النقوش البونية والليبية:
تعتبر النقوش الأثرية (Epigraphie) من أهم المصادر المادية للتأريخ في مجال التاريخ الأمازيغي القديم ، وعلى غرار مناطق أخرى من العالم القديم ، تبرز بلاد تامزغا باحتوائها على عدّة نقوش خلّدت عهود ملوك الأمازيغ خاصة في الحواضر الكبرى (المدن) وسُجلت هذه الكتابات على مختلف الأحجار وخاصة الحجر الكلسي بالخط البوني إلى جانب الخط الليبي المحلي.
عثر العلماء على نقوش أثرية بونية-ليبية وبونية جديدة في جميع أرجاء البلاد المغاربية ، وبالإضافة إلى مدينة قرطاجة التي تحتوي على أكبر قدر من هذه النقوش، نجد العاصمة النوميدية ” سيرتا” حيث عثر في المعبد البوني بالحفرة (قسنطينة) على 278 نقش وذلك في سنة 1875، كما عثر في كالما (قالما) على 107 نقش وسطيف 39 نقش…الخ، وكلها مكتوبة بالبونية والليبية و البونية الجديدة.
تنقسم هذه النقوش الأثرية حسب طبيعتها إلى نوعين أساسيين:
النوع الأول:
نقوش إهدائية والتي تحمل كتابات مهداة إلى الآلهة تقربا منها ونيل رضاها والاستعانة بها في قضاء المآرب ويتصدر الإله بعل-حامون وقرينته الإلهة الأمازيغية “تانيث” هذه النقوش لكونهما الإلهان الكبيران في هذه المنطقة، كما وجدت نقوش إهدائية على شرف الأغاليد والكهنة اعترافا لهم بالفضل والريّاسة وهي ما سنتناوله في شأن الملك مكوسن.
أما النوع الثاني:
فهي نقوش تذكارية جنائزية وهي غالبا ما تكون مطولة حيث تتناول عادة اسم الميت ومكانته الاجتماعية ثم تتطرق إلى مناقبه الشخصية وتختم نصوصها بصب اللعنات على كل من يحاول النيل من البناء الجنائزي ومن أهم هذه النقوش الجنائزية :
نقش معبد دوقا أو ثوقا ونقش شرشال ونقوش معبد الحفرة.
عرفت المرحلة الاستعمارية لشمال إفريقيا العثور على الكثير من هذه النقوش، وانصب العلماء والمؤرخون على دراستها وفكّ رموزها ومن أهمهم الأب شابو (Chabot) و جيمس فيفري (J.Février) ومرسي (Mercier) وقزال (Gsell)…الخ، وألفوا المجلدات والدواوين في هذا المضمار ومن خلالها قمنا باختيار خمسة نقوش ذكرت ملكنا الإغليد مكوسن وهي : نقيشة دوقا ، نقيشة سيرتا الملكية، نقيشة الملوك السّيرتية و نقيشة شرشال الملكية. 2
- نقيشة دوقا الثانية الأثرية:
في حدود السنة العاشرة من حكم الملك مكوسن الذي يوافق سنة 139 ق.م(28)، أعطى الملك مكوسن الأمر بتشييّد معبد تذكاري تخليدا لوالده الإغليد ماسنسن ، وتجدر الإشارة إلى أنّ مدينة دوقا أو ثوقا) (Dougga ;Thugga) هي إحدى المدن الهامة في المملكة النوميدية .
بعد اكتمال بناء المعبد، عُلقت على جدرانه لوحتين من الحجر الكلسّي مزدوجتي الكتابة بونية وليبية ، تناولت اللوحة الأولى أسماء الأعيان الذين شيّدوا المعبد، في حين كُتب في اللوحة الثانية النص الإهدائي الذي ذكر أسلاف الملك ماسنسن وابنه مكوسن حيث لقبوا جميعا بلقب” إغليد”.
( أنظر الشكل رقم01).
الشكل (01): صورة للوحتين على جدران المعبد ، اللوحة الأولى إلى اليمين والثانية على اليسار وهما مكتوبتان باللغتين البونية والليبية
يعود أول اكتشاف لنقيشة دوقا الأولى إلى سنة 1631 م إلى ما قام به الرّحالة توماس داكروس الذي أخذ نسخة طبق الأصل (Un calque) للنقيشة وقدّمها إلى أحد مواطنيه وهو العالم بيراز (Peirese) الذي انكّب على دراستها ، وبعد ذلك بحوالي قرنين من الزمن عمل السّير توماس ريد (Thomas Read) قنصل بريطانيا في تونس، على اقتطاع اللوحة الحجرية التي تحمل النص الجنائزي وحملها إلى بريطانيا ، وبعد وفاة القنصل وضعت اللوحة في المتحف البريطاني بلندن تحت رقم (494- 495) ولا تزال هناك إلى يومنا هذا. أما النقيشة الثانية فقد اكتشفتها مصلحة الآثار القديمة للإدارة الاستعمارية سنة 1905 ، ووضعت بعد ذلك في متحف باردو بتونس العاصمة.
بعد ذلك نشطت وكثرت أعمال البحث والتنقيب والدراسة للنقوش اللّيبية والبونية، وتعد الدراسة التي قام بها الباحث الفرنسي شابو (Chabot) من أهم الدراسات في هذا المجال وأصدر كتابه سنة 1940 بعنوان
: (Recueil des inscriptions libyques) وهو مجلد كبير جمع فيه حوالي 1120 نقشًا ليبيًا وبونيًا ومنها حوالي 20 نقشًا مزدوج اللغة بونية – ليبية ثم ليبية ولاتينية(32). ومنها النقيشة الثانية التي درسها في هذا الكتاب ، وسنركز عليها من خلال ما ورد فيها من أسماء الملوك الأوائل لبلاد الأمازيغ.
نص نقيشة دوقا الثانية:
السّطرين الأولين من النّقيشة بالحرف البوني والليبي :
ترجمة إلى الحرف العربي من الكتابة الليبية :
ص ك ن / ت ب ج ج / ب ن ي / ف ش ن / م س ن س ن/ غ ل د ت / و ج ي ي / غ ل د ت/ و ز ل ل س ن/ ش ف ط ص ب س ن د هـ / غ ل د ت / س ي س ح / غ ل د / م ك و س ن
الترجمة العربية:
“شيّد سكان دوقا من بني فشن هذا المعبد للملك ماسنسن بن الملك قايا بن السوفيت زيلالسن، في السنة العاشرة من حكم الملك مكوسن”.
ملاحظة:
قمنا بوضع سطر تحت أسماء الملوك النوميديون مكتوبة بالخط البوني والليبي.
الأهمية التاريخية للنقيشة:
تبرز أهمية هذه النقيشة في عدة مجالات تاريخية وحضارية وذلك من خلال تأكيدها لعدة حقائق تاريخية وردت في الكتابات الكلاسيكية ومنها:
جاء في النقيشة أنّ الأسرة النوميدية كانت أسرة أبوية وذلك لكونها ذكرت نسب الملك مكوسن إلى أجداده كقايا وزلا لسن الذين تداولوا على الحكم سواء بلقب ملك أو سوفيت التي تعني القاضي.
يمكن أن نستشف من النقيشة السابقة، أن النّظام البلدي لمدينة دوقا في عهد مكوسن كان دقيقا ومنظّما ومراعيا لأصول الحكم النوميدي العتيق، وكان فيها مجلس للأعيان يقوده أشفاط ومختلف على التنظيم الاجتماعي القرطاجي في كثير من التفاصيل مما يسمح بالقول أنّ الـتأثير البوني كان شكليا والتنظيم الليبي كان هو الأصل.
أكدّ نص النقيشة أسماء الملوك الأمازيغيون بالنطق الليبي الأصليّ (مكيبسا :
مكوسن، ماسينيسا: ماسنسن، زلاسيس: زلالسن) وذلك بوجود اللاحقة اللّيبية حرف النون.
3- نقيشة مكوسن السّيرتية:
اكتشفت هذه النقيشة سنة 1950 بمعبد الحفرة البوني بسيرتا (قسنطينة حاليا)، وتم حفظها في متحف سيرتا الوطني ولا تزال موجودة فيه إلى يومنا هذا، وقد صنفها المؤرخان شارلي وبرتيي (Charlier et Berthier)
في كتابهما المعنون: (Le Sanctuaire d’Elhofra) تحت رقم :64 ، لوحة 8 ، وقد كتب هذا النقش بالخط البوني على حجر كلسي أسود طوله 5 ,12 سم وسمكه 8 سم وارتفاعه 10 سم ، وقد شوّه السطر الأول منه ممّا صعّب قراءته(35).
صورة النقيشة الملكية على الحجر الكلسي الأسود :
نص النقيشة بالخط العربي:
1-…………………….( ل ا )
2- د ن/ ل ب ع ل / هـ ق د ش/ ب ح
م ش ل ي ر ح / م ف ع / ل ف ن ى3-
ب ع س ر/ و ا ح د/ ل م ل ك م / م ك و ا
4- س ن.
قراءة النص بأكمله:
1-…………………( إلى المو)
2- لى إلى بعل المقدس في
الخامس من شهر مفع السابق (أو الأول)3-
4- في السنة الحادية عشر للملك مكوا
سن.5-
الفائدة التاريخية لنص هذه النقيشة:
تكمن أهمية هذه النقيشة الأثرية التي عثر عليها في العاصمة سيرتا ، كونها:
ذكرت النّقيشة أن الإله بعل البوني قد تمت عبادته في سيرتا بمعبد الحفرة ووصفته بالمقدس وهذا ما يدل على مكانته بين الآلهة البونية .
كذلك أكد نص النقيشة حكم الملك مكواسن في سيرتا ،كونها نُقشت في السّنة الحادية عشر لحكمه وهو ما يصادف سنة 138 ق.م، أي بعد تاريخ نقش دوقا السالف الذكر بسنة واحدة.
4- نقيشة الملوك السّيرتية :
فك رموز النقيشة بالحرف العربي:
م ت ن ت / ا ش / ت ن ا / ب ع ل1-
ى ت ن / ب ن/ ش ن ك/ ل ب ع ل2-
3- ر/ ش م ا/ ق ل ا/ ب ع ش ر/ و ع م
ش/ ل ى ر ح/ب ع ل ت/ ب ش ش ت/ ح م ش م4-
5- م ت/ ل م ل ك ن م/ م ك و س ن/ و غ ل س ن/ و
م س ت ن ع ب ا/ ا م م ل ك ت6-
قراءة النص بأكمله:
“نصب تذكاري شيّده بعلياتون بن شيناك لبعل ادير لأنه استجاب لدعائه، وكان ذلك في الخامس عشر من شهر بعلوات؟ من السنة السادسة والخمسين قبل بداية حكم الأمراء مكوسن وغلسن ومستنبعل”.
التعليق على النص وفائدته التاريخية:
النص أن تاريخ نقشه يرجع إلى ما قبل وفاة ماسنسن بـ 56 سنة أي إلى سنة 204 ق.م وهو التاريخ الذي إعتلى فيه ماسنسن عرش نوميديا، كما أكد النص التسمية الحقيقية باللغة الليبية للأمراء الأمازيغ ( أبناء ماسنسن) وهم كالآتي:
” م ك و س ن ” وهو اسم الملك ميسيبسا أكبر أبناء الملك ماسنسن. ” غلسن” وهو اسم الملك غولوسا.
” مستنبعل” أو مستن – بعل وهو اسم الملك مصتنبعل.
5- نقيشة شرشال الملكية :
تقديم النقيشة :
هي عبارة عن حجر رخامي أبيض علوّه 30 سم وعرضه 23 سم ، وقد نقش عليه النص الجنائزي بالخط البوني الجديد (Néo punique) ويتألف من إحدى عشر سطر، وقد أصاب النقيشة كسر في الأسطر السّبعة الأخيرة ، مما أدى إلى اكتناف الغموض في أجزائها الأخيرة.
صورة للنقيشة :
قصة العثور على النقيشة :
كانت النقيشة ضمن ممتلكات معمر اسباني يدعى ماركدال (Marcadal) الذي كان يملك مزرعة عنب على بعد 2 كم غرب مدينة شرشال ( يول قديما)، وكانت هذه المزرعة موجودة في موقع مقبرة لم يتم حفرها بشكل معمق ، فكثيرا ما يعثر عمال هذا المعمر أثار قديمة ويتم بيعها إلى صانع ساعات في المدينة و كان من بينها هذه اللوحة الحجرية ، وعرضها هذا الصانع للبيع ، وقد اشتراها السيّد شميتر (Chmiter) وأصبحت ملكا له، إلاّ أنّه قرر فيما بعد تسليمها لتحف اللوفر وهي موجودة فيه إلى يومنا هذا.
قام فيليب بيرجي (Philipe Berger) بدراستها فيما بين سنتي 1887 و1888 ووجد صعوبة كبيرة في فكّ رموزها وقراءتها.
قراءة النص كاملا باللغة العربية :
1-معبد ” كنام” حياة الأحياء Vie des vivants مكيبسا ملك الماسيليين
المجيد أو المجد المهيمن على بلاد عديدة الملك المتسامح 2-
3-هو الذي نصّب هذا التمثال من أجل….. قبر إزم
4- ابن جاكوكتان ابن بوغوت ابن ماسينيسا، المكلف أو المنوط به أشياء مقدمة.
5-……………………………………………………………….
6-………………………………………..الذي هو على قيد الحياة
7-……………………………………………………………….
8-……………………………………………………………….
9-………………………الذين هم له إبان طول عمر فلان هذه البلدان التي تنتمي 10-….. النقيشة قام بوضعها أريس، ابن ن………
قراءة النص كما بينّه المؤرخ كامبس (Camps.G ) :
” مقدس جنائزي لأعظم الأحياء مكوسن ملك الماسيليين …” والمهدي إزم Y’ZEM يعلن نفسه ” خادم الإله” يهدي تمثالا ومعلما جنائزيا وأدوات عبادة للذكرى المجيدة لرعية الجلالة المرموقة والكمال الأسمى” ،”وهو إزم بن جاكوكتان بن بوغوت بن ماسينيسا….” أهمية النقيشة :
يكتسي هذا النص الجنائزي أهمية قصوى ، فهو يقدم لنا معلومات وحقائق تاريخية على عهد الملك مكوسن ومدينة شرشال الملكية ومن جملتها:
تبرز هذه الصفات شيئا من الطابع الألوهي باعتبار أن إزم خادم الإله غير مسمى الذي هو احتمالا الملك مكوسن المتوفى ذاته ، فالعبارة “أعضم الأحياء” واضح أنّها تنطبق على المتوفى وتكتسي طابعا ألوهيا حقيقيا. كذلك يرى المؤرخ كامبس (G) أنّه من غير المستبعد أن تكون مدينة شرشال( يول) عاصمة للملك مكوسن ، وذلك استنادا إلى اهتمام هذا الأخير بهذه المدينة ، وعلاوة عن ذلك وجود ظاهرة تعدد العواصم لدى الملوك الأمازيغييون حيث كان للملك سيفاكس عاصمتين ( سيرتا و سيقا) ونفس الشيء للملك يوقرثن ويوبا الأول، فمن المحتمل أن تكون يول عاصمة ثانية للملك مكوسن بعد سيرتا.
كذلك أهميتها كونها أشارت إلى البعد الجغرافي (حدود المملكة النوميدية)، وأنّ هذه المناطق كانت بصفة قطعية تابعة للتاج النوميدي ودحضت تأويلات المؤرخين المحدثين الذين حصروا المملكة في الجهة الشرقية للجزائر حاليا وغرب البلاد التونسية ، ولم تكن هذه الجهة تابعة لمملكة موريتانيا كما ذهب إلى ذلك أندري بيرتي(Andrée Berthier) في مقالته (Nouvelle Recherche sue le Bellum Jugurthinium).
III – استنتاجات عامة:
تعد النقوش الأثرية من أهم المصادر الموثوقة للتأريخ في مجال تاريخ وحضارة المغرب القديم ، لاسيما عهود الملوك الأمازيغيون وانجازاتهم في حقل الحضارة الإنسانية ، وقد أعطت بعض هذه النقوش المكتشفة بصفة تلقائية ! معلومات تاريخية مهمة جدا وقد توصلنا في دراستنا هذه إلى البعض منها :
تأكيد بعض النقوش الأثرية بصفة قطعية تواريخ حكم الملوك المغاربة كماسنسن و مكواسن.
أعطت هذه النقوش التسمية الحقيقية لبعض الملوك
(م.س.ن.س.ن / م.ك.و.ا.س.ن/ غ.ل.س.ن)، وكذلك الألقاب الحكومية (غ.ل.د / ش.ف.ط) وأسماء المدن والقبائل.
الإشارة إلى الأنظمة الإدارية التي تسير المدن النوميدية مثل دوقا ومكثر وذلك بوجود مجالس للأعيان على رأسها أشفاط (Suffètes) أي القضاة ، وهو نظام قديم ومنه استمّد نظام ” تاجماعث” في منطقة القبائل.
إبرز المعالم الجغرافية كالحدود الجغرافية للمملكة النوميدية الموحدة ومجالها ( نقش شرشال).
الإشارة إلى الجانب الاقتصادي للمملكة وخاصة الأراضي الفلاحية والمنتوجات الزراعية المتنوعة.
خاتمة : لا يزال الكثير من الغموض يكتنف العديد من هذه النقوش الليبية- البونية الموجودة سواء في متاحفنا أو مدننا الأثرية، وهي تحتاج إلى دراسة علمية معمقة قصد الوقوف على مضامينها التاريخية والحضارية ، ولاسيما أنها شواهد تثبت الحقيقة التاريخية بصفة قطعية على عهود ملوك الأمازيغ الحاكمين لبلاد تامزغا وانجازاتهم الحضارية .
وفي الأخير أدعوا كل المهتّمين بالأصول الأمازيغية من مختصّين ومؤرخين الإقدام على دراسة هذا الموروث التاريخي لأجدادنا والرجوع إلى مادته في مختلف الدراسات التاريخية والاثنوغرافية المعمقة من أجل وضع حدّ للشكوك التي تساورنا فيما يخص هويتنا وأصالتنا في هذه المنطقة من العالم القديم.
أ.تيغرمين المجيد | باحث في التاريخ
الهوامش :
([1] ) محمد الصغير غانم ، ” نقيشة مسيبسا السيرتية ، دراسة لغوية تاريخية “، حولية المؤرخ ، العدد 3- 4 ، مركز البحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر1954 ،الجزائر 2005.ص: 15.
(2) Charl André Julien, Histoire de l’Afrique du Nord, Ed.Payot, Paris.1968.P :125.
(3)Haddadou M.A, Guide de la culture Berbère, Ed. TALANTIKIT, Bejaïa.2010.P.323.
(4)
سيفاكس : لا نعرف تاريخ ميلاده إلاّ أن تاريخ وفاته كان بروما سنة 201 ق، عندما تم شنقه من طرف الرومان في مدينة تيبور الإيطالية وقد ورد اسمه بالبونية في عملته التي سكّها في عاصمته سيقا كما يلي:” سفك همملكت” أي سيفاكس الملك ، ولم تذكر المصادر تاريخ اعتلائه العرش الماصيصلي ، وقد وحّد بلاد تامزغا تحت زعامته واستمر حكمه لها حوالي 20 سنة ( 220 – 201 ق.م) حيث جعل كل من سيقا وسيرتا عاصمتين ملكيتين ، وطبق نظام اللامركزية في التسيير الإداري ، كما تجلى دوره أيضا في الوساطة بين طرفي النزاع الدولي (الرومان والقرطاجيين) في المؤتمر الدولي بسيقا لسنة 206 ق.م وتصفه المصادر أنّه من أقوى ملوك شمال إفريقيا في تلك الفترة ،أنظر:
السليماني أحمد، تاريخ ملوك البربر في الجزائر القديمة، دار القصبة للنشر والتوزيع، الجزائر، 2007 ، ص: 87 – 88.
(5) Polybe, Histoire général, XXXVI, 16, collection de la Plèake, Paris, 1970, pp.1169 – 1170.
(6) محمد البشير شنيتي، “قضية السيّادة النوميدية من خلال المصادر القديمة”، مجلة التاريخ، معهد التاريخ (جامعة الجزائر)، العدد:5، الجزائر،1988 ص:38.
(7)محمد الصغير غانم ، المملكة النوميدية والحضارة البونية ، ط1، دار الأمة للنشر، الجزائر: 1998 (8)Polybe, XXXVI, 16.18.
(9)محمد الصغير غانم، معالم التواجد الفينيقي البوني في الجزائر، دار الهدى للنشر ، الجزائر ، 2003 ، ص: 131 (10) Salluste, la Guerre du Jugurtha, Trad. Par : Charl Durosoir, Ed. Librairie Garnier, Paris. (s.d), V, p.5.
(11) شعبان علي أحمد، السياسة الخارجية لمملكتي نوميديا وموريتانيا من القرن 3 ق.إلى 40 م ، رسالة ماجيستر في تاريخ المغرب القديم، جامعة الجزائر : 2009 – 2010 ، ص: 50. (12 )Gsell Stéphane, Histoire Ancienne de l’Afrique du Nord, Ed. Hachette, paris.1913- 1928, VII, P.139.
(13 )Charl André Julien, Op.cit., p.125.
(14) Salluste, XLVII, p.54
(15) Camps (G.), Aux origines de la berberie, Massinissa ou les débuts de l’histoire, Libyca.Alger, 1960 p.240.
(16)هشام الصفدي ، تاريخ الرومان ( في العصور الملكية – الجمهورية – الإمبراطورية حتى عهد الإمبراطور قسطنطين) دار الفكر الحديث، ط1، لبنان ،1967 ، ص: 227. (17)كتاب حرب يوغرطه للمؤلف الروماني غايوس كريسبوس سالوستيوس ، تناول فيه أحداث الحرب النوميدية – الرومانية بزعامة الملك يوغرطه وكتبه حوالي سنة 40 ق.م ، وهو الكتاب الوحيد في هذا المجال ، لكن رغم ذلك لا يخلوا من أحكام كسبقة شأنه شأن المصادر اللاتينية الأخرى التي تتميز بتطاولها على تاريخ المنطقة المغاربية. (18 )Camps (G.) et Chaker(S.), « Jugurtha », in encyclopédie berbère, Aix – en – provence, Edisud, 2004, p.3975.
(19 )Sahli(M.Ch), Le message de Youghourtha, éd. En-Nahda, Alger, 1968, p.43.
(20) Salluste, IX, p.8.
(21) Ibid., X, p.9.
(22) المجيد تيغرمين ، إستراتيجية الملك يوغرطه في حربه ضد الرومان ( 111 – 104 ق.م)، رسالة الماستر في تخصص دراسات إفريقية، جامعة خميس مليانة ، الجزائر: 2012 – 2013. ص: 51.
(23) علي أحمد، مرجع سبق ذكره، ص: 51.
(24) أطلق الباحثون في مجال اللسلنيات على اللغة الليبية ذلك الكلام الذي تداوله المجتمع المغاربي القديم منذ الألف الأولى ق.م، أي منذ أيام القبائل الليبية القديمة كالتحنو والتمحو ثم المشوش والليبو…واستمرت في التداول بين أفراد قبائل الماصيل والماصيصل والمور، أنظر: العيساوي مها، المجتمع اللوبي في بلاد المغرب القديم ، أطروحة الدكتوراه في تاريخ المغرب القديم ، جامعة منتوري بقسنطينة ، الجزائر: 2009-2010 .
(25) البونية الجديدة : هي عبارة عن كتابة متطورة من البونية القديمة خاصة بعد سقوط قرطاجة سنة 146 ق.م وتختلف عن هذه الأخيرة في رسم بعض الحروف ، وقد تم نقش نصب شرشال بالخط البوني الجديد الذي سوف نتطرق إليه لاحقا. أنظر: غانم، معالم التواجد الفينيقي البوني في الجزائر، دار الهدى للنشر، الجزائر 2007، ص: 126.
(26) غانم ، معالم التواجد الفينيقي البوني في الجزائر، مرجع سابق،ص: 128
(27) نفسه، ص: 131
(28)محمد الصغير غانم،” الرموز الكتابية الليبية في شمال إفريقيا” ، مجلة التراث، العدد:10 ، الجزائر، 1999 ، ص:20
(29) دوقا أو ثوقا : هي من أقدم المدن الأمازيغية ، وتعود إلى القرن 4 ق.م وبها مباني كثيرة ومجلس للأعيان وكانت مهد أجداد الملك ماسنسن، وفيها ضريح على شرف ماسنسن ويوجد بها إلى الأن .أنظر: Gsell, (S.),A.A.N, T.VII, p.228 (30)
غانم، الرموز الكتابية الليبية في شمال إفريقيا، مرجع سبق ذكره، ص: 11- 12 (31) نفسه، ص : 13
(32) نفسه.
(33) J.b.Chabot, Recueil des inscriptions Libyques, imprimerie nationale, Paris.1940.p : 3.
(34) مها العيساوي، المجتمع اللوبي من عصور ما قبل التاريخ إلى عشية الفتح الإسلامي، أطروحة الدكتوراه في تاريخ المغرب القديم، نوقشت بجامعة منتوري- قسنطينة- الجزائر 2010 وبإشراف الدكتور محمد الصغير غانم، ص: 292.
(35) غانم ، ” نقيشة ميسيبسا السّيرتية” مرجع سبق ذكره ، ص:15.
(36) نفسه، ص: 14.
(37) غانم،” نقيشة ميسبسا السيرتية ( دراسة لغوية تاريخية) “، مرجع سبق ذكره، ص: 17.
(38) غانم ، معالم التواجد الفينيقي البوني في الجزائر، مرجع سبق ذكره، ص: 132. (39) نفسه،ص: 133
(40) نفسه.
(41) أحمد مولاي السليماني، المكنون الحضاري الفينيقي القرطاجي في الجزائر، منشورات مركز البحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، الجزائر.2007 ،ص.ص: 215- 216.
(42) السليماني، مرجع سبق ذكره، ص: 216(42)
(43) نفسه، ص: 218
(44) كامبس غابريال، مرجع سبق ذكره، ص:347
(45) السليماني، المرجع السابق،ص: 218
المصادر والمراجع :
الكتب : بالعربية :
1 – غانم محمد الصغير، المملكة النوميدية والحضارة البونية ، ط1، دار الأمة للنشر، الجزائر: 1998
2 – غانم محمد الصغير، معالم التواجد الفينيقي البوني في الجزائر، دار الهدى للنشر، الجزائر ، 2003
3 – الصفدي هشام ، تاريخ الرومان ( في العصور الملكية – الجمهورية – الإمبراطورية حتى عهد الإمبراطور قسطنطين) دار الفكر الحديث، ط1، لبنان ،1967
4 – السليماني أحمد ، المكنون الحضاري الفينيقي القرطاجي في الجزائر، منشورات مركز البحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، الجزائر.2007
5 – السليماني أحمد، تاريخ ملوك البربر في الجزائر القديمة، دار القصبة للنشر والتوزيع، الجزائر، 2007. بالفرنسية :
6- Camps (G.), Aux origines de la berberie, Massinissa ou les débuts de l’histoire, Libyca.Alger, 1960
7- Chabot) J.b), Recueil des inscriptions Libyques, imprimerie nationale, Paris.1940
8- Charl André Julien, Histoire de l’Afrique du Nord, Ed. Payot, Paris.1968
9- Gsell Stéphane, Histoire Ancienne de l’Afrique du Nord, Ed. Hachette, paris.1913- 1928
10- Haddadou M.A, Guide de la culture Berbère, Ed. TALANTIKIT, Bejaïa.2010
11- Salluste, la Guerre du Jugurtha, Trad. Par : Charl Durosoir, Ed.Librairie Garnier, Paris. (s.d(
12- Sahli(M.Ch), Le message de Youghourtha, éd. En-Nahda, Alger, 1968
13- Polybe, Histoire général, XXXVI, 16, collection de la Plèake, Paris, 1970 المقالات :
14 – غانم محمد الصغير، ” نقيشة مسيبسا السيرتية ، دراسة لغوية تاريخية “، حولية المؤرخ ، العدد 3- 4 ، مركز البحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر1954 ،الجزائر 2005.
15 – غانم محمد الصغير،” الرموز الكتابية الليبية في شمال إفريقيا” ، مجلة التراث، العدد:10 ، الجزائر، 1999.
16 – شنيتي محمد البشير، “قضيةالسيّادة النوميدية من خلال المصادر القديمة”، مجلة التاريخ، معهد التاريخ (جامعة الجزائر)، العدد:5، الجزائر،1988
17- Camps (G.) et Chaker(S.), «Jugurtha », in encyclopédie berbère, Aix – en – Provence, Edisud, 2004, p.3975. الرسائل الجامعية :
18 – علي أحمد شعبان، الساسة الخارجية لمملكتي نوميديا وموريتانيا من القرن 3 ق.إلى 40 م ، رسالة ماجيستر في تاريخ المغرب القديم، جامعة الجزائر : 2009 – 2010
19- تيغرمين المجيد ، إستراتيجية الملك يوغرطه في حربه ضد الرومان ( 111 – 104 ق.م)، رسالة الماستر في تخصص دراسات إفريقية، جامعة خميس مليانة ، الجزائر: 2012 – 2013
20 – العيساوي مها، المجتمع اللوبي من عصور ما قبل التاريخ إلى عشية الفتح الإسلامي، أطروحة الدكتوراه في تاريخ المغرب القديم، نوقشت بجامعة منتوري- قسنطينة- الجزائر 2010
https://www.inumiden.com/ar/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83-%D9%85%D9%83%D9%88%D8%B3%D9%86-micipsa-%D9%85%D9%86-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D9%88%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%8A%D8%A9/?fbclid=IwAR1720JDOzlaSQDoggBmZTqFZoEwlVExFNmHG86loaQFY6cBJ8DdkVobzsw