أن غياب اللغة الأمازيغية عن الميدان الصحفي والمكتوب، ونتيجة لإحجام نشطاء ومثقفي الأمازيغية عن الكتابة بها في مواضيع الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي جمعياتهم الثقافية الأمازيغية .
. فحتى الجمعيات الأمازيغية لا تصدر بياناتها الصحفية باللغة الأمازيغية أبدا، وإنما تصدرها دائما بالعربية الفصحى وما دام الامازيغ المتعلمون والمثقفون الناطقون بالأمازيغية قد أقصوا أنفسهم بأنفسهم من هذه السوق اللغوية عبر إحجامهم التام عن الإنتاج الكتابي والصحفي بالأمازيغية فلا يلومن إلا أنفسهم خصوصا في عصر الإنترنيت هذا الذي بدأ منذ أواخر التسعينات والذي لا تستطيع فيه الدولة أن تتحكم بالمواقع الإلكترونية وما ينشر فيها كما كانت تتحكم سابقا بالجرائد الورقية وما ينشر فيهاهناك تهرب عجيب من طرف المثقفين والمتعلمين والنشطاء الأمازيغ من الكتابة باللغة الأمازيغية لا يمكن تفسيره ربما إلا بواحد من هذه الأسباب ربما أن هؤلاء النشطاء والمثقفين الذين يسمون أنفسهم بـنشطاء الأمازيغية مسجونون في مادة الدرس اللغوي العربي والفرنسي والانجليزي التي تعلموها في المدرسة وتعودوا عليها في الإعلام ولا يريدون تطوير سلوكهم اللغوي فيتكاسلون عن بذل مجهود ولو صغير في كتابة مقال صغير باللغة الأمازيغية من صفحة واحدة كل أسبوع أو كل شهر أو كل ثلاثة أشهر ويتكاسلون عن البحث في القواميس الأمازيغية من حين لآخر عن كلمات أمازيغية لاستخدامها في مقالاتهم فالمتعلم والمثقف الناطق بالأمازيغية كلغة أم يستطيع بسهولة توسيع رصيده اللغوي الأمازيغي وتطوير مهاراته الكتابية الأمازيغية لأنه يملك الأساس الأمازيغي اللغوي أصلا ألا وهو لغته الأمازيغية اليومية بنظامها النحوي والصرفي الموحد طبيعيا بين مختلف لهجات الأمازيغية وما عليه إلا أن يعود نفسه على مراجعة بضعة قواميس أمازيغية من حين لآخر والقواميس الأمازيغية كما قلنا متوفرة بالمجان على الإنترنيت وهي غزيرة الثروة اللغوية الأمازيغية أمام الغرباء فيتعمد الامازيغيي أن يتكلم بالدارجة حتى يبرهن لهم بأنه متحضر وغير بدوي وغير أمي وأنه ليس في كلامه بساذج او ربما أن هؤلاء النشطاء الأمازيغ يختبئون وراء مبرر انتظار صدور وانتشار لغة وهمية يسمونها الأمازيغية المعيار يصدرها العباقر المثقفون طبعا لا يوجد شيء اسمه أمازيغية معيار هناك فقط لغة أمازيغية بتنوعاتها والتي يمكن دمجها بسهولة وسلاسة في الكتابة بدون معيرة ولا يحزنون وربما أن هؤلاء النشطاء الأمازيغيين قد وضعوا أنفسهم في فخ حرف ثيفيناغ حين أعلنوا أن الأمازيغية يجب أن تكتب بحرف تيفيناغ لوحده ولكنهم وجدوا أنفسهم الآن أمام حقيقة واقعية وهي أن لا أحد يقرأ الأمازيغية بحرف ثيفيناغ وأن هذا الحرف لا ينفع الأمازيغية بل يفرملها ويعطلها ويؤجل دورها الوظيفي الإداري والمجتمعي بعشرات السنين في الوقت الحالي وبالتالي فإذا كتبوا مقالا أمازيغيا بحرف ثيفيناغ فسيكون كمقال بالحرف من الصعب أن يقرأه او يفهمه أحد وسيكون مجرد ديكور مثل تلك اللافتات التيفيناغية (المملوءة بالأغلاط) على أبواب بعض الإدارات والمدارس مجرد ديكور لا يقرأه أحد ولا يفهمه أحد وبما أن هؤلاء النشطاء قد قرروا وحسموا أمرهم بأن الأمازيغية يجب أن تكتب بحرف تيفيناغ لوحده ربما يصعب عليهم أن يتراجعوا عن موقفهم المبدئي المتصلب ويصعب عليهم أن يبدأوا الآن في 2021 بكتابة المقالات بالأمازيغية بالحرف اللاتيني او العربية أو باللاتيني والعربية وثيفيناغ معا على الجرائد ومواقع الإنترنيت حيث أن تغيير أو تعديل قناعاتهم الحرفية سيبدو كتمرد وقد تكون له عواقب وخيمة على فرص بعضهم في الظفر بالمناصب والوظائف لدى المجلس اللغوي وهكذا قرروا على ما يبدو أن لا يغيروا موقفهم من الحرف وأن لا يكتبوا باللغة الأمازيغية بحرف ثيفيناغ أي أنهم قرروا أن يمسكوا العصا من الوسط فقرروا أن يسكتوا عن الموضوع ويصوموا صياما دائما عن الكتابة باللغة الأمازيغية ويهربوا إلى الأمام عبر الاقتصار على كتابة الإنشائيات بالعربية الفصحى يطالبون فيها الدولة بتنزيل القانون الفلاني والمجلس الفلاني وبعضهم يضع عينه ربما على المناصب والتوظيفات والرواتب السمينة في المجلس اللغوي الرائدة..