يعد "أكسل" أو "كسيلة" من أبرز الشخصيات الأمازيغية التي لم تنصفها المقررات الدراسية في الدول المغاربية، رغم أنه من الرجالات التي تركت أثرها في تاريخ المنطقة، وذلك بشهادة عدد من الباحثين في مجال الثقافة الأمازيغية.
أهمية "كسيلة" في تاريخ المنطقة المغاربية، تنطلق من كونه أحد أبرز الشخصيات الأمازيغية التي تصدت لدخول الدولة الأموية للمنطقة، إذ خاض معارك طاحنة ضد عقبة بن نافع خلال القرن السادس الميلادي، ودافع عن الهوية الأمازيغية أمام الدولة الأموية.
تختلف الروايات التاريخية بين من يقول إن "أكسل" مات مسلما أو غير ذلك، إلا أن الثابت في كتب التاريخ أنه كان عاملا مباشرا في مقتل عقبة بن نافع وجزء كبير من أفراد جيش هذا الأخير.
فماذا يقول الباحثون في الثقافة الأمازيغية عن "كسيلة"؟
"أكسل وليس كسيلة"
يؤكد الباحث في الثقافة الأمازيغية، أحمد عصيد، أن الاسم الحقيقي لـ"كسيلة" هو "أكسل"، التي تعني في اللغة الأمازيغية "النمر"، في حين يورد أن "أصل التسمية الأولى عربي، وجاء من أجل الاستهزاء به، بعد أن كشف حقيقة عدد من الشخصيات القادمة من الشرق".
وقال عصيد، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إن "أكسل انهزم في البداية أمام عقبة، وأصبح من حاشيته، لكنه تعرض للإهانة والتحقير"، واستطرد عصيد بالقول: " في خضم ذلك حافظ الزعيم الأمازيغي على تواصله مع قومه وأتباعه، وقاموا بعد ذلك بحملة ضد الأمويين قتل على إثرها بن نافع، وعاد كسيلة إلى القيروان كملك لمدة خمس سنوات".
شاهد أيضا: رائد الأمازيغية في ليبيا: هذا ما قدمته لأبناء جلدتي
وشدد المتحدث ذاته، أن قصة "إسلام كسيلة" غير صحيحة، مستشهدا في ذلك باتحاده مع الملكة ديهيا "التي يصفها عدد من العرب بـالكاهنة، لأنهم لم يتقبلوا هزيمتهم أمامها وقالوا إنها ساحرة"، على حد تعبير عصيد، الذي أوضح أن "الانتصارات التي تحققت في عهد ديهيا وكسيلة، حافظت على استقلال شمال أفريقيا لفترة، قبل أن تشن حملة على المنطقة وتقتل ديهيا".
وأكد عصيد أن المناهج الدراسية في الدول المغاربية "ترسم صورة مثالية عن عقبة بن نافع مقابل تغييب كامل لأكسل".
إقرأ أيضا: ديهيا الأمازيغية.. حاكمة أم كاهنة؟
كسيلة مسلم؟
في الوقت الذي أكد الباحث أحمد عصيد أن مسألة إسلام "كسيلة" ليست إلا "أسطورة"، نفى أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة وهران الجزائرية، رابح لونيسي، ذلك و مؤكدا أن "قبيلة هذا الزعيم الأمازيغي أسلمت قبل الدخول الأموي لمنطقة شمال أفريقيا".
وأضاف لونيسي، في تصريحه لـ"أصوات مغاربية"، أن "قبيلة كسيلة اعتنقت إسلام العدالة، لكن الأمويين كانوا غزاة بغطاء ديني"، مشيرا إلى أن عقبة بن نافع "قام بإهانته واحتقاره، وبعد ذلك أصبح الصراع سياسيا وليس دينيا".
وللبرهنة على "إسلام كسيلة" قال الباحث الجزائري إنه "بعد القضاء على عقبة بن نافع، لم يرتد كسيلة عن الإسلام، وعندما دخل إلى لقيروان حمى المسلمين".
وعن مذهب "كسيلة"، أوضح أستاذ التاريخ، أنه كان يتبع "المذهب الصفري"، الذي يعد أحد مذاهب الخوارج، والقريب من المذهب الإباضي، مشيرا إلى كون الأمويين كانوا "يمارسون عنصرية ضد الأمازيغ، كما كان غزوهم لشمال أفريقيا بغطاء ديني"، في حين أن "عددا من سكان المنطقة كانوا مسلمين قبل ذلك".



"أكسل" أو "كسيلة" Eaa10