السلطان باديس_بن_حبوس الصنهاجي

السلطان باديس_بن_حبوس الصنهاجي  196

يعتبر السلطان باديس_بن_حبوس الصنهاجي من السلاطين الذين عرفو بالنزعة القومية البربرية الأمازيغية و ربما حتى بالعصبية للأمازيغ و كان يستعمل اللغة الأمازيغية حتى في بلاطه بغرناطة عاصمة مملكته بالأندلس.
ولد السلطان باديس بن حبوس بالأندلس سنة 1002م و هو من أمازيغ صنهاجة من سلالة الزيريين الذين حكموا أغلب شمال إفريقيا و جنوب الأندلس في القرن العاشر و الحادي عشر ميلادي و يعود أصلهم إلى منطقة التيطري ولاية المدية في الجزائر حاليا، ورث الحكم عن أبيه #حبوس_بن_ماكسن على رأس مملكة غرناطة و شكّل حكمه فترة ازدهار هذه المملكة فعاشت غرناطة في وفرة و نعيم و تبحّر عمرانها و ازدهرت قصورها و حماماتها.

السلطان باديس_بن_حبوس الصنهاجي  121

أهم ما ميّز حكم باديس بن حبوس هو صراعه الدائم مع إمارة بني_عباد اللخمية العربية في إشبيلية أيام حكم المعتضد بن عباد و ابنه المعتمد ابن عباد اللذان كانا يكنّان عنصرية كبيرة للأمازيغ و لا يفوتان فرصة لحربهم و التوسّع على حساب أراضيهم، خاصة إمارات جنوب الأندلس مثل بني_برزال و قد وقف باديس بن حبوس حجر عثرة في طريق آل عباد ضد أي محاولة لاستئصال الإمارات الأمازيغية و قد بسط نفوذه على أغلب الإمارات الجنوبية كما استولى على مالقة و انتزعها من آل عباد و احتدمت المعارك بين الطرفين حيث كانت إمارة غرناطة و إمارة آل عباد أقوى الطوائف في الأندلس آن ذالك.أوّل اشتباك بين الطرفين كان في أستجة سنة 1039م إذ زحف باديس بن حبوس و إدريس الحمودي لنجدة بني برزال من الأمازيغ ضد أبو القاسم بن عباد و استطاعو هزيمة الجيش العبادي و اقتلاع رأس أبي القاسم نفسه و لكن بني عباد أعادوا الكرّة فيما بعد بالإستيلاء على الإمارات الصغيرة الضعيفة و هي قرمونة و رندة و مورور كما استنجد صاحب أركش بباديس مقابل إعطائه حصن أركش غير أن المعتضد أقام لهم كمينا مزّق فيه الأمازيغ كلّ ممزّق و في المقابل استطاع باديس من انتزاع مالقة من بني عباد و هي من كبرى مدن الجنوب.
اشتّدت العنصرية و العداء بين بني عباد في إشبيلية و بني زيري في غرناطة و اتّسمت صراعاتهم بالطائفية و هذا ما يتضح في الأعمال الإنتقامية التي كانو يقومون بها فنحن نعلم أن باديس بن حبوس حاول في عدة مرّات تشكيل حلف أمازيغي من الممالك الأمازيغية للتصدّي لبني عباد و أنه لم يتوانى في نجدة الممالك الأمازيغية ضد خصومهم من بني عباد مهما كانت خطورة الموقف و فداحة الخسائر التي سيتكبّدها من جهته كان المعتضد و ابنه المعتمد لا يفوتان فرصة في الإستيلاء على أراضي الأمازيغ محاولين استئصال شأفتهم من الأندلس، حتى أن المعتمد ابن عباد تواطئ مع ألفونسو السادس ملك قشتالة للإطاحة بإمارة طليطلة التي كان يحكمها الأمازيغ من بني ذي النون و يُذكر أن أباه المعتضد دعى إليه ثلاثة من أمراء الأمازيغ و حضّر لهم وليمة و مأدبة فاخرة غير أنه غدر بهم في الحمام و أغلق عليهم منافذه موقدا النار حتى يموت ضيوفه اختناقاً.

السلطان باديس_بن_حبوس الصنهاجي  197

من جهة أخرى في سنة 1065م قام أحد الفرسان ويُسَمَّى ابن يعقوب باغتيال أبي نصر بن أبي نور أمير رُنْدة الأمازيغية بتدبيرٍ من المعتضد بن عباد، فلما سمع باديس بن حبوس بالخبر قام للحادثة وقعد، و اهتاج غضباً وشقَّ أثوابه وفكر في قتل رعاياه الأندلسيين من العرب في غرناطة، وأخذ قراره بقتلهم جميعًا في المسجد الجامع بغرناطة يوم الجمعة، وشاور وزيره يوسف بن إسماعيل بن نرغيلة، فحذَّره الوزير من العواقب الوخيمة لذلك الأمر، إلا أنه لم يستمع لنُصح وزيره، وحشد جنده، ولكنَّ الوزير أرسل بعض النساء خفية إلى دور الأندلسيين العرب وحذَّرهم من الحضور إلى المسجد يوم الجمعة، وهكذا فشل تدبيره، ثم عدل عن قراره بعد أن اقتنع بنصح وزرائه من صنهاجة الأمازيغ.توفي باديس بن حبوس حوالي سنة 1073م و خلفه على الحكم حفيده عبد_الله_ابن_بلقين الذي هدأت الأمور مع بني عباد في عهده إذ عقد صلحاً مع المعتمد ابن عباد سويت فيه أغلب الخلافات بين الإماراتيين و ما هي إلا فترة وجيزة حتى سقطت طليطلة عام 1085م و أصبح ألفونسو يهدد إشبيلية فاظطر ملوك الطوائف على الإتحاد و طلبو النجدة من #يوسف_بن_تاشفين_اللمتوني سلطان المرابطين الذي زحف على عدوة الأندلس في معركة
الزلاقة الشهيرة سنة 1086م ثم أنهى حكم ملوك الطوائف نهائيا بعد ذالك.


وفاة الملك المظفر باديس بن حبوس الصنهاجي



المراجع:
_ابن خلدون، كتاب العبر الجزء السادس و السابع
_ابن عذاري، البيان المغرب في تاريخ الأندلس و المغرب
_عبد الواحد المراكشي، المعجب في تاريخ المغرب
_ابن الخطيب، أعمال الأعلام