الدليل التاريخي الذي يؤكد على ان العرب اقلية مجهرية في الجزائر وشمال افريقية كما اثبته علم الجينات ، الجزء الثالث و العشرون :
اليوم نختم لكم اهم احداث المنتصف الثاني للقرن الثامن هجري الغير مذكورة في كتاب ابن خلدون بل و المسكوت عليها عمدا من طرف صناع خرافة العرق العربي الوهمي في بلادنا و سنكلمكم عن العمليات العسكرية التي إبادة العرب و شردتهم في كل من نقاوس و سفيان و مقرة و نختم بتبسة مع اعطائكم أصول و انساب سكان كامل هذه المناطق علما اننا كلمناكم عن ابادة الاعراب الهلاليين في سطيف و قسنطينة و شمال غرب الاوراس و زيبان بسكرة في المواضيع السابقة لمن يهمه الامر .
فبعد تصفية العصابات الهلالية و تحطيم جميع اوكارهم و تثقيف جميع ممتلكاتهم المسروقة في زيبان بسكرة و إعطائها للامازيغ السكان الأصليين لمنطقة زيبان بسكرة من طرف السلطان الامازيغي ابوعنان المريني , خرج هذا الأخير مع جيشه متجها الى نقاوس التي كانت تحت سيطرة الدولة الحفصية سليلة دولة الموحدين التي و لضعفها اسدلت مهمة جمع الخراج لعربي جلف كما وصفه ابن الحاج النميري و اسم هذا العربي هو محمد بن يحيى شيخ أولاد عساكر احد فرق قبيلة رياح الهلالية بل و شيطانهم كما وصفه النميري ( وثيقة 01) و هذا الهلالي الجلف مع قومه عاثوا في ارض نقاواس بالفساد عوض اصلاح شؤونها حتى كادوا ان يجعلوها ارض خالية بعدما كانت نقاوس في غابر الازمان تعد من اغنى مناطق الشرق الجزائري فامر السلطان أبو عنان مجموعة من جنده ينحدرون من شعوب بني عسكر المرينيين (بنو عسكر فيهم 14 قبيلة من ذرية محمد بن ورزير بن فجوس بن جرماط بن مرين.... وثيقة 02) للهجوم على أولاد عساكر الهلاليين حيث وصف ابن الحاج النميري ان امازيغي واحد من بنو عسكر المرينيين يغلب عدة رجال من أولاد عساكر الهلاليين ( وثيقة 01) الذين تم دحرهم و القضاء على ملتهم اللعينة و بهذا تحررت نقاوس من قبضة هؤلاء الإرهابيين اللصوص العرب الهلاليين و عادت لأهلها الأصليين أي الامازيغ و الى الابد ( وثيقة 03) و نذكر من هؤلاء السكان الأصليين لنقاوس قبيلة مكنانة احد بطون زناتة و قبيلة اوربة ( قبيلة البطل اكسل) و اللتان ذكرهما اليعقوبي في كتابه البلدان زمن امارة بنو الاغلب في القرن 09م , .
ثم امر السلطان ابوعنان فرقة من جنده للتوجه الى منطقة سفيان جنوب نقاوس لأنها كانت مرتع لعصابة من المجرمين الهلاليين المفسدين و الذين كانوا يشكلون خطر على اهل نقاوس ( وثيقة 03) و كان على راس هذه السرية من الجند وزيره الشيخ أبو علي الحسن الفودودي المنحدر من بنو فودود من شعوب ورتاجن بن مرين ( وثيقة 04) و ذلك لنسف و هدم اوكار الهلاليين في مدينة سفيان لثاني يوم من عيد الفطر لسنة 758 هجري ثم اكمل المهمة احد رجاله الثقات و حاجبه اسمه الشيخ ابوعثمان سعيد بن موسى العجيسي المنحدر من شعوب جذم عجيسة الذي اباد الهلاليين و حطم اوكارهم في مدينة سفيان ( وثيقة 05) و حينها جاءت غازية من سراق قبيلة رياح للتجسس على جيش بنومرين و لسوء حضهم هجم عليهم الحاجب ابوعثمان سعيد العجيسي مع جنده و رجال من قومه أي من جذم عجيسة فانهالوا عليهم بسيوفهم و سهامهم التي اخترقت قلوب الاعراب الهلاليين الانجاس الذين سالت دمائهم كالأمطار حسب تعبير النميري مما دفع ببقاياهم للهروب لكن الامازيغ اصطادوهم واحد تلو الاخر حتى ابادوهم جميعا فقبضت أرواح فتيانهم الاشقياء كما وصفهم ابن الحاج النميري ( وثيقة 06) .
ثم يذكر لنا ابن الحاج النميري ان وفدا من السكان الأصليين لمدينة مقرة جاء شاكيا للسلطان ابوعنان من جور و ظلم العرب ( وثيقة 07) , فبعد عزل ولاتها القدامى المنحدرين من امازيغ بنوتوجين الذين حكموا مقرة و عمروها اقطاعا من طرف الدولة الموحدية جاءت الدولة الحفصية سليلة الدولة الموحدية ( الحفصيين يطلق عليهم الموحدين المتاخرين) لعزلهم و هي من أدخلت العرب الى مدينة مقرة جاعلتا من هؤلاء الحثالة ولاة على أهلها الذين تعبوا كثيرا من ظلمهم و طغيانهم و سوء تسييرهم للشؤون العامة زد على ذلك تعرضهم حتى للطرد من موطنهم حتى كادت ان تصبح مدينة مقرة خالية بعدما خربها العرب ( وثيقة 07) علما انها كانت من اجمل و اغنى مدن الحضنة قبل مجيء هؤلاء العرب المفسدين , و هنا يشبه ابن الحاج النميري استعانة اهل مقرة ببنو مرين مثل استعانة اهل القدس بصلاح الدين الايوبي لتخليصهم من الظلم و الاحتلال ( وثيقة 08) فاستجاب لهم السلطان الامازيغي ابوعنان مرسلا جيوشه للقضاء على العرب في مقرة الذين عالجهم امازيغ بنومرين بسيوفهم و رماحهم فأراحوا اهل مقرة من هؤلاء الاوغاد و تم تثقيف أموال و ممتلكات العرب في مقرة بعد القضاء عليهم ( وثيقة 08) بحيث أصبحت ملك للمرينيين و السكان الأصليين لتلك المدينة ثم ارسل السلطان من نقاوس قائدا مغوار اسمه حامد هو ابن الوزير بن ابي زيد رحو بن يعقوب المريني على راس جيش من اسود بنومرين و غيرهم من قبائل الامازيغ لكي يصبح قائد لمقرة ثم أضيفت اليه ولاية جبل عياض لتطهيرها من بقايا الاعراب اهل الفساد ( وثيقة 09) و تثبيت حامية من الجيش المريني مع اصدار مرسوم يقضي بتمليكهم للأراضي في منطقة مقرة و جبل عياض كجزاء و تشجيع لهم لكي يستقروا في المنطقة و الى الابد و هنا الفت انتباه الباحثين لوجود بطون من بنو مرين الذين احتلوا شرق الحضنة و ابادوا العرب منها و هذه البطون المرينية نجد فيها بطون تحمل اسم بنو عدي و بنو خلوف , أولاد كباب و حتى بنو زيان ( وثيقة 10) و غيرهم من شعوب بنو ينجاسن بن ورزير أي أبناء عم شعوب بنو عسكر الذين ابادوا العرب من أولاد عساكر الرياحيين في نقاوس , و ارجح .ان تكون النواة الأولى لحلف أولاد عدي القبالة و الظهارة مثلا شرق المسيلة من بنومرين لان الكذابين الذين ادعوا انهم من بنو عدي الهلاليين اخفوا حقيقة كون بنو عدي الهلاليين انتقلوا للغرب الجزائري و سكنوا مع بنو توجين ثم اندثروا و تلاشوا و اختفوا تماما كما اكد على ذلك ابن خلدون ( وثيقة 11) , اما أولاد خلوف الموجودين في جبل عياض و غيره فمن غير المستبعد ان تكون اصولهم من بنومرين و أولاد كباب جنوب ميلة كذلك من غير المستبعد انهم من بنومرين و ليس من كتامة و الله اعلم لكن ما هو ثابت و معلوم هو كون أولاد عدي لقبالة و الظهارة شرق المسيلة ليسوا من بنوعدي الهلاليين المندثرين قبل زمن ابن خلدون الذي لم يجد لهم ولو حي واحد فقط ( وثيقة 11) اما أولاد خلوف فجميع الروايات تقول انهم جاؤوا من الغرب و هذا ما يعزز احتمال كونهم من المرينيين الذين استولوا على منطقة جبل عياض زمن السلطان ابوعنان زد على ذلك وجود قبيلة بنو خلوف من شعوب بني ينجاسن المرينيين ( وثيقة 10) اما أولاد زيان غرب الاوراس فان لم يكونوا من بنو زيان المرينيين ( وثيقة 10) فهم حتما من بنو زيان العبد واديين ( مؤسسي الدولة الزيانية) اما ذوي زيان الهلاليين فأقول للكذابين من أعداء الجزائر لا تجهدوا أنفسكم
فهم موجودين بتيارت و ليس غرب الاوراس ( وثيقة 12) .
و بهذا تخلصت منطقة الحضنة الشرقية من نقاوس الى سفيان الى مقرة من شر المجموعات الإرهابية العربية الهلالية للابد.
ثم ينتقل بنا ابن الحاج النميري لأقصى الشرق بالضبط الى تبسة اين يؤكد لنا محاولة حصار تبسة من طرف بقايا الحلف الهلالي السليمي أي الحلف الذي قام بين بنو رياح الهلاليين و أولاد ابي اليل من بنو سليم و الذين حاولوا الاستيلاء على أراضي سطيف لكنهم تعرضوا للقتل و التشريد من طرف اسود بنو وطاس المرينيين الامازيغ اما من تبقى منهم ففروا الى منطقة تبسة عساهم السيطرة على المدينة ( وثيقة 13) و هنا ارسل صاحب تبسة رسالة للسلطان ابوعنان يخبره فيها بتواجد هذه العصابات الإرهابية من بنوهلال و سليم فارسل لهم السلطان جنوده الاشاوس لكن من شدة الرعب و الخوف الذي تملك العرب من اسيادهم الامازيغ فروا من تبسة التي ارتاح أهلها و اطمأنت قلوبهم بعد طرد بقايا هؤلاء الأشرار اللصوص الذين وصفهم النميري بمرضى القلوب و ما زاد في رعب هؤلاء الاعراب هو خوفهم من السقوط بين شوكتي الدولة الحفصية في تونس و الدولة المرينية في ارض الجزائر مما دفع بهم للتوغل في الصحراء المقفرة كعادتهم و هنا استنكف السلطان ابوعنان من ملاحقتهم بسبب ضخامة جيشه لأنه يعلم ان التوغل في الصحراء ضار بهم و حتى لا معنى له , و بهذا لم يبقى ولو عربي جلف واحد فقط في ارض تبسة كما اخبرنا به النميري ( وثيقة 13 و 14) .
و في النهاية تمت تصفية الأغلبية الساحقة للعرق او الجنس العربي في كامل الشرق الجزائري من زيبان بسكرة الى تبسة و الاوراس و الحضنة لسطيف و قسنطينة اما السواحل الشرقية فكانت خالية من هؤلاء العربان الذين لا يتحملون العيش فيها بسبب الرطوبة و الامتناع عنهم و لعدم ملائمتها لنمط عيشهم .
اما اليوم فسكان كل المناطق التي ذكرناها أي نقاوس و سفيان و مقرة و تبسة لا علاقة لهم لا بالهلاليين و لا بالعرب و هنا انتهز الفرصة لذكرهم بالتفصيل
فسكان منطقة و مدينة نقاوس ينحدرون أساسا من القبيلة الامازيغية أولاد سلطان المحافظة أي الناطقة بالامازيغية و اشهر بطونها في نقاوس هم أولاد رحاب و أولاد طالب و أولاد علي و أولاد سيدي سليمان ( وثيقة 15)و قبيلة أولاد سلطان كانت محافظة لغاية القرن 19م على لغة اجدادها الامازيغ بنسبة 100 % بل و لغاية أيامنا هذه ( وثيقة 16 ), اما المستعربين منهم فينحدرون كلهم من قبيلة بنو يفرن الزناتية الامازيغية و اذا عرفنا ان السكان الأصليين هم أساسا قبيلة بنو مكنانة الزناتيين البتر و قبيلة اوربة البرنسية ( وثيقة 17) فمن غير المستبعد ان تكون بطون أولاد سلطان من هؤلاء اما بنويفرن فهم من زناتة و اغنياء عن كل تعريف هاجروا من نواحي تلمسان و لا نعرف بالضبط في أي فترة زمنية و من فرقهم أولاد لمدابيس و أولاد علي بن محمد و أولاد احمد و أولاد الهادي ( وثيقة 15) و لاحظوا كيف تكون القبيلة الامازيغية مستعربة ( يتكلمون الدارجة) بشكل تام حتى ولو عاشت وسط قبائل امازيغية أخرى بسبب كونها من مؤسسي الدول سابقا فدولة بنويفرن في تلمسان غنية عن كل تعريف و هذا ما يؤكد دون ادنى شك ان عامل الدولة هو اقوى عامل لتعريب لسان الجزائريين ( و نقصد الكلام الدارج الخليط بين العربية و الامازيغية و غيرها) .
اما سكان سفيان فهم أساسا من قبيلة أولاد سلطان الامازيغية المحافظة ( وثيقة 15) و من قبيلة لخضر حلفاوية او الخضران الامازيغية المستعربة ( مركزهم سقانة جنوب سفيان) المنحدرين من قبيلة بنوتوجين الزناتية الامازيغية ( وثيقة 18) .
و بين سفيان و نقاوس توجد مدينة بومقر التي ينحدر سكانها من أولاد طالب احد بطون قبيلة أولاد سلطان الامازيغية ( وثيقة 15) اي كل سكان نقاوس و بومقر و سفيان هم امازيغ بنسبة 100 %.
اما سكان مقرة اليوم فهم أساسا من السكان الأصليين أي بنوزنداج المغراويين ( وثيقة 19) ذكرهم اليعقوبي في القرن 09م اما العرب الذين جاوروهم تمت ابادتهم من قبل كتامة و الدليل عدم ذكرهم من طرف ياقوت الحموي في القرن 12م , ثم بنو توجين الذين جاؤوا زمن دولة الموحدين ( وثيقة 20) و الذين ذابوا في قبيلة جديدة التكوين اسمها أولاد عمر بن دراج المنحدر من مليانية و الذي جاء في القرن 16م مع مجموعة من أصدقائه للاستيطان بمقرة ( وثيقة 21) و ان لم يكن صنهاجي النسب ( قبيلة مليانة من صنهاجة) فهو مغراوي الأصل لان ضواحي مليانة كانت لقبيلة بنو ورسيفان البدوية المغراوية ( وثيقة 22) اي اصول سكان مقرة هم امازيغ بالاغلبية الساحقة .
اما سكان بلدية تبسة و حسب الدراسة التي قام بها الجنرال عبد السلام بوشارب ( مكلف بالإعلام و التوجيه في وزارة الدفاع سابقا) في كتابه تبسة معالم و مآثر فينقسمون الى ( وثيقة 23)
قبيلة اللمامشة الامازيغية الهوارية بنسبة 50 % ممثلة ببطن البرارشة و العلاونة و اغلبهم مستعربين ( اكثر شعوب هوارة استعربوا قبل زمن ابن خلدون ) و هم كلهم امازيغ اقحاح ( وثيقة 24 و 25) اما أولاد رشاش هم اكثر من حافظ على لسان اجدادهم الامازيغ عكس العلاونة و البرارشة ( وثيقة 25) , و أولاد رشاش هؤلاء لا علاقة لهم بأعراب بنو هلال و لقد وضحنا ذلك سابقا بدقة .
قبيلة أولاد سيدي يحيى بن طالب بنسبة 20 % و المنحدرة في غالبيتها من بطن ونيفن من شعوب هوارة و هم اخوة قبيلة الحنانشة بسوق اهراس و أبناء عم مع قبيلة لحراكتة و اللمامشة و اغلب بطونهم من امازيغ شعوب هوارة ( وثيقة 26) العظيمة المترامية البطون من المغرب الأقصى لغاية مصر و الشام .
أولاد دراج بنسبة 5 % و فيهم بطن يسمى بالعواوطة و اخر بالنوايل و اصولهم من الحضنة الشرقية بالنسبة للعواوطة و من أولاد نايل بالنسبة للنوايل فاسم أولاد دراج يقصد به غالبا اهل الحضنة حتى و لو كانوا من غير نسب جد القبيلة المباشر اي دراج المنحدر من مليانة.
قبيلة سيدي عبيد بنسبة 4 % و هم ينحدرون أساسا من قبيلة الزغالمة التونسية التي يعود اصلها لقبيلة ونيفن الهوارية ( وثيقة 27) بحيث كانوا محافظين على لسان اجدادهم الامازيغ بنسبة 60 % في بداية القرن 19م ( وثيقة 25) اما اليوم اكثرهم " دارجيين" أي من نسميهم خطاء مستعربين .
السوافة بنسبة 4 % و هم خليط من الامازيغ الهواريين و الزناتيين و بعض العرب .
قبيلة الفراشيش الامازيغية التاريخية بنسبة 3 % و هم ينحدرون من منطقة القصرين التونسية اول ذكر لهم كان عهد الحروب الامازيغية ضد الوندال ثم البيزنطيين حيث كان قائدهم البطل انطاليس قاهر الوندال و ذكرهم المؤرخين الرومانيين بسم " الفراكسيس" و اصلهم من شعوب لواتة
قبيلة الحراكتة بنسبة 3 % ينحدرون من شمال الاوراس الشرقي و اصولهم من شعب هوارة من نسل حركات من بيت بني مومن من بطن ونيفن الهواريين ( و ثيقة 28 ) بل كانوا محافظين على لسان اجدادهم الامازيغ بنسبة 100% في القرن 19م ( وثيقة 16)
امازيغ بني مزاب من غرداية بنسبة 3 % ينحدرون من زناتة في غالبيتهم اغنياء عن كل تعريف.
امازيغ منطقة القبائل بنسبة 3 % ينحدرون في غالبيتهم من صنهاجة و كتامة و قلة من عجيسة و لواتة و زناتة و هم اغنياء عن كل تعريف.
أي ان أصول سكان بلدية تبسة ينحدرون من شعوب هوارة بنسبة 78 % تقريبا و امازيغ بنسبة 98 % تقريبا .
..... يتبع .
منقول
مشروع الجزائر الجيني - Algerian DNA Project