تاريخ إفريقيا الشمالية .. شارل أندري جوليان .. مقتطفات مهمة
تاريخ إفريقيا الشمالية .. شارل أندري جوليان .. مقتطفات مهمة
واليوم لا يعرف عامة الناس أن المغرب الأقصى والجزائر وتونس آهلة بالأمازيغ ويعمدون إلى تسميتهم بالعرب ، أما الأهالي فكثيرا ما كانوا يسمّون أنفسهم أمازيغ ومعناه الرجال الأحرار أو النبلاء ، وقد أطلق هذا الإسم على قبائل عديدة قبيل الإحتلال الروماني
شارل أندري جوليان ....... من كتاب تاريخ إفريقيا الشمالية .......الصفحة 08.
إن تضاريس بلاد الأمازيغ أثرت بخاصيتين جوهريتين على مصير البلاد تأثيرا حاسما في أكثر الأحيان ، فتجزؤ البلاد إلى أقسام مستقلة الواحد عن الآخر لم يكن خطرا على الوحدة السياسية خلال العصور فقط ، بل إنه ساعد في بلاد القبائل أو الأوراس مثلا على تكوين مجموعات بشرية لها خصائصها الذاتية ، ولا تزال إلى اليوم سائدة أمام اكتساح التاريخ .
شارل أندري جوليان ....... من كتاب تاريخ إفريقيا الشمالية .......الصفحة 09
وقد وفق الأمازيغ المعتصمون بالجبال في مقاومتهم لعزم سكان السهول على تعريبهم منذ أن شرع في ذلك إدريس الأول في القرن الثامن ، وعاشوا دائما في حالة حصار ، ولم يمنعهم ذلك من أن ينزلوا من حين لآخر كتلا بشرية لا سبيل إلى صدها يقودها مؤسسوا الإمبراطوريات
شارل أندري جوليان ....... من كتاب تاريخ إفريقيا الشمالية .......الصفحة 21
والحال أن الأهالي كانوا يعلمون أنهم شعب واحد بما أنهم يطلقون على أنفسهم اسما واحد
.........شارل أندري جوليان .....من كتاب تاريخ الشمال الإفريقي ......ص 25
"فالمدنيات المتتابعة التي طرأت من الخارج لم تكن بالنسبة إلى الأمازيغي إلا ثيابا متنوعة تستر جسدا وروحا لا يتغيران"
شارل أندري جوليان ....... من كتاب تاريخ إفريقيا الشمالية .......الصفحة 53
فليس هناك خطأ أكبر من الإعتقاد ـ كما فعله البعض في كثير من الأحيان ـ في أن التقسيم بين الناطقين بالعربية والناطقين بالأمازيغية يعكس تقابلا بين جنس عربي وآخر أمازيغي ، إن الأمر لا يدل إلا على أن اللهجات الأمازيغية استقرت في جهات جبلية أصعب منالا على الغزاة بينما استسلمت في جهات أخرى إلى لغة أكثر مسايرة للضرورات الإجتماعية
.........شارل أندري جوليان .....من كتاب تاريخ الشمال الإفريقي ......ص 54
قال الكاتب شارل أندري جوليان في كتابه تاريخ الشمال الإفريقي ص 60 ، بعد أن إعتلى
الملك شيشناق الأمازيغي لمصر الفرعونية :
" ويصور لنا الفن الشعبي لأول مرة مجتمعا شغوفا بالمعارك مخالفا تمام المخالفة للشعب المصري " .
وقال أيضا :
" لقد كانوا فرسانا متحمسين لجيادهم لا سائقي عربات كالفراعنة"
أما بلاد المغرب فقد بقيت هي هي غيورة على شخصيتها ، وخضعت إلى السيطرة المادية لشعوب أجنبية من دون أن تتأثر بروحها
.........شارل أندري جوليان .....من كتاب تاريخ الشمال الإفريقي ......ص 70
.فإننا نلاحظ استيطان الساميين ( الفينيقيين والعرب ) والهندوأوروبيين ( اللاتين والوندال والإغريق ) والأتراك والزنوج ، غير أن هذه العناصر المختلفة ، وإن هي امتزجت بالسكان المستقرين ، فقد أتت بعدد ضئيل جدا بحيث تعذر عليها تغيير المقومات الجنسية بإفريقيا الشمالية ، فالواندال كانوا 80 ألفا ، وكذلك العرب المستوطنون فعددهم لم يكن كبيرا جدا ، فالجيوش المرسلة من الشرق إلى إفريقيا طوال قرنين السابع والثامن بلغ مجموعهم 150 ألف رجل تقريبا ، وكما قال ويليام مارسي " يجب أن نعتبر الخسائر في الآرواح في ساحات القتال مدة الغزو الطويلة والثورات الأمازيغية ، غير أنه من الواجب أن نزيد على هذه المجموعة النساء والأطفال والموظفين والتجار والمبشرين الذين كلفوا بنشر تعاليم الإسلام بين الأمازيغ ، ومجموع هؤلاء لا يتجاوز 200 ألف أو 300 ألف من الدخلاء على أكثر تقدير ، أما فيما يخص العناصر الأخرى المستوطنة فليس لدينا أرقام ولو تقريبية ، ولكن ليس هنالك ما يدعو للإعتقاد بأنها كانت كبيرة العدد ، وفي الجملة لا نرى أن واحدا منها أمكن أن يكون له مفعول قوي فيما يخص واقع البلاد الجنسي ، خاصة نحن إذا لم ننس أن المستوطنين كانوا يتعاقبون في الزمان وينتشرون في المكان .
فهذه الملاحظات تدعونا إلى التفكير في أن السكان الذين يعمرون بلاد الأمازيغ اليوم ـ مع اعتبار بعض عمليات التوليد ـ هم أنفسهم من كانوا يعمرونها في أوائل عصور التاريخ
.........شارل أندري جوليان .....من كتاب تاريخ الشمال الإفريقي ......ص 54 + 55
. أما ما رواه بروكوب "procope" عن غزو العبرانيين لليبيا ( يقصد بلاد الأمازيغ كلها وليس دولة ليبيا الحالية فقط ) ـ مما نجد له صدى في مؤلفات العرب ـ فيبدوا أنه صادر عن بيئة يهودية متأثرة باليونان وليس له أي قيمة تاريخية
.........شارل أندري جوليان .....من كتاب تاريخ الشمال الإفريقي ......ص 59
.للمزيد زوروا موقعنا : www.historicodz.blogspot.com
كتاب تاريخ إفريقيا الشمالية شارل أندري جوليان