ذكرى وفاة السلطان المملوكي البطل قلاوون
من عبد بِيع ب1000دينار إلى سلطان حكمت أسرته 100عام هَزَم المغول وفتح إمارة طرابلس الفرنجية.حيث في مثل هذا اليوم
توفي سلطان مصر والشام والحجاز السلطان المملوكي سيف الدين قلاوون الألفي الصالحي.
وذلك في 5 ذو القعدة 689 هجري.
الموافق في تاريخ 1290/11/09م
وهذه 9 نقاط تلخص سيرة هذا السلطان العظيم:
1- ولد عام 1222م في بلاد القفجاق التي تتوزع اليوم بين كازخستان وروسيا، ونتيجة غزو المغول لبلاده أصبح من العبيد عندما كان عمره 15 عاما، ودخل في العسكرية حينما إشتراه الأمين علاء الدين أحد رجال السلطان الأيوبي محمد الكامل، وتفوق في التدريبات العسكرية والعلوم الدينية واللغة العربية وكان هذا نظام تعليمي مطبق على المماليك، ثم إشتراه السلطان الأيوبي الصالح أيوب بألف دينار، فأصبح قلاوون ينادى بالألفي نسبة إلى ذلك، وكذلك أصبح ينادى بالصالحي لأنه كان من ضمن الجيش المملوكي الذي شكله السلطان الصالح أيوب.
2- ظهرت بطولته وإقدامه في معركة المنصورة عام 1250م عندما إنتصر الأيوبيين على الحملة الفرنجية السابعة التي توجهت لمصر، وأصبح قلاوون الساعد الأيمن والصديق الأقرب للظاهر بيبرس وتنقل معه في كافة مراحله، وبقي رفيقه حتى في هزائمه وإنكساراته، فكان مع بيبرس حينما حدث النزاع بين المماليك الصالحية والمعزية، وهرب معه إلى بلاد الشام بعدما إنتصرت المعزية، وكان أحد قادته في الإنتصار بمعركة عين جالوت 1260م، وعلا شأنه عندما أصبح الظاهر بيبرس سلطانا على مصر والشام عام 1260م، ليصبح قلاوون أهم قادته والأقرب له.
3- إزداد نفوذ قلاوون في زمن حكم الظاهر بيبرس، ووصل قلاوون لمنصب قائد الجيش، فشعر بيبرس بأن قلاوون يشكل تهديدا على إستمرار الحكم في نسله، فسعى للتقرب منه عائليا، فزوج إبنه الأمير بركة من إبنة قلاوون، ولكن هذا لم ينجح، فعندما توفي السلطان بيبرس عام 1277م وتولى الحكم ابنه السلطان بركة، تحكم قلاوون بالحكم بشكل فعلي، وسعى لتملك كافة مقاليد الدولة، وقام بخلع بركة عام 1279م وعين سلامش بن بيبرس مكانه، وبعد أن تيقن قلاوون بأنه سيطر على الدولة سيطرة كاملة، قام بخلع سلامش عام 1279م، وطلب من الخليفة العباسي في القاهرة تنصيبه سلطانا بحجة أن هذا المنصب يحتاج رجلا كاملا، فأصبح في عام 1279م السلطان سيف الدين قلاوون الألفي الصالحي.
4- تمرد ضده سنقر الأشقر في الشام، ولكنهما توحدا عندما عاد هجوم المغول، ودخل المغول حماه فخربوا فيها، ثم وصلوا إلى حمص حيث التقى الجيشان عام 1281م، وبعد هزيمة الجيش المملوكي في البداية، ثبت السلطان ومن معه ثباتاً عظيماً، ما حمل الأمراء والقادة على الانقضاض على المغول وكسروهم كسرة عظيمة.
5- من أعماله العمرانية قيامه ببناء مجموعة السلطان قلاوون في القاهرة عام 1279م وهي عبارة عن مسجد ومدرسة وقبة وبيمارستان، وكما قام ببناء الرباط المنصوري قرب المسجد الأقصى في القدس الشريف عام 1282م.
6- نجح بجهوده الدبلوماسية في إيقاع الفتنة بين الفرنجة، حيث إعترف بمدينة صور وبيروت بأنهم دول منفصلة عن عكا، وهذا ساعده وساعد من تولى الحكم من بعده في إنهاء وجود الفرنجة، وكذلك تحالف مع الدولة البيزنطية ضد الإمارات الإيطالية مما أدى لقطع الإمدادات عن الفرنجة في الشام.
7- حقق إنتصارات على الفرنجة حيث حرر قلعة المرقب عام 1286م واللاذقية عام 1287م وبانياس 1289م، وتوج إنتصاراته بأعظمها عندما حرر إمارة طرابلس من إحتلال الفرنجة عام 1289م، وعزم السلطان على المسير إلى عكا للقضاء على آخر معاقل الفرنجة في الشام، ولكن الأجل لم يمهله، فكان شرف فتحها لولده الذي خلفه، السلطان البطل الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون
8- في أثناء تجهيز قلاوون للجيش لبداية حملة جديدة هدفها تحرير عكا من إحتلال الفرنجة، إعتلت صحته، ثم توفي سريعا في قلعة الجبل في القاهرة في تاريخ 5 ذو القعدة 689 هجري الموافق 1290/11/09م، وكان عمره 68 عاما، وقد دفن في ما يعرف بمجموعة السلطان المنصور قلاوون في منطقة بين القصرين في القاهرة
9- يعتبر قلاوون حالة فريدة في التاريخ المملوكي، حيث عرف عن التاريخ المملوكي عدم دوام الحكم لأسرة معينة، بل إن الحكم ينتقل عندهم إلى الأقوى، ولكن كان السلطان قلاوون إستثناء، حيث إستمر حكم أسرة قلاوون للدولة المملوكية لأكثر من 100 عام، وقد حكم من أسرته 15 سلطان.
**** المصادر:
1) السلوك لمعرفة دول الملوك، المقريزي
2) الأيوبيون والمماليك في مصر والشام، سعيد عاشور
3) مصر في العصور الوسطى، على إبراهيم حسن
4) الشرق الأوسط في العصور الوسطى: أوائل السلطنة المملوكية، روبرت اروين
*****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري