حين قدمت جيوش بني أمية الى شمال افريقيا سارت قوافل منهم ناحية منطقة  (جرمة بليبيا) وهي مدينة فزان العظمى ، فقام عقبة بدعوة أهلها الى الإسلام فأجابوا من دون تردد ... وخرج ملكهم يريد عقبة ، وأرسل عقبة خيلا حالت بين ملكهم وبين موكبه ، فأمشوه راجلا حتى أتى ملك فزان الى عقبة وقد أخذ منه  التعب والإعياء وكان ناعما ، فجعل يبصق الدم ، فقال له : لم فعلت هذا وقد أتيتك طائعا ؟ فقال عقبة : إذا ذكرته لم تحارب العرب وفرض عليهم ثلاثمائة وستين عبدا يدفعون رقيقا !
هذا أحد الأمثلة التي تكشف جشع هؤلاء الأمويين ، فأهل هذه القبيلة أسلموا و لم يتأخر منهم رجل حتى أن ملكهم خرج في موكبه لإستقبال عقبة ابن نافع المرابط 10 كلم تقريبا بعيدا عن فزان ، الا أنه لم أتاه عامله معاملة لا تمت للدين بصلة ناكثا بذلك جل المواثيق و العهود كغيره من سلاطين و أمراء بني امية ..

من نقض العهود يؤكد أن العملية كانت غزوا وليست فتحا  1064


 منع عقبة ملك فزان من إمتطاء فرسه و أجبره على السير راجلا كل تلك المسافة رغم ضعف و هشاشة جسم ذلك الملك حسب ما وصفه المؤرخون ، هذا الملك الذي تعب حتى بصق الدم من الإرهاق و أحس بالخديعة و الدهشة من تصرف عقبة معه حيث قال لعقبة : لما فعلت هذا و قد أتيتك طائعا ؟! فقال له عقبة : أدبا لك ،إذا ذكرته لم تحارب العرب ( هنا أيضا لم يقل المسلمين قال عرب ) ثم فرض عقبة ابن نافع المغارم على أهل فزان الذين أسلموا دون قتال !
هل عقبة بن نافع مع قومه هنا أذعنوا لحكم كتاب الله في تعاملهم مع من أسلموا حديثا ؟ الجواب  لا والله فشريعة الله كانت بعيدة عن قلوبهم و أعمالهم ولم يكونوا سوى طغاة ظلمة ..
قال تعالى " وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون " ويقول أيضا عز و جل " وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً "

 
من نقض العهود يؤكد أن العملية كانت غزوا وليست فتحا  1166