لوحة الملك شيشانق
مما يؤيد بروز اسم الليبو واختفاء بقية الأسماء تلك اللوحة التي عثر عليها منذ مدة والتي تعود لعهد الملك شيشنق وهي تتضمن أسماء الأقوام الليبية وهي لوحة يطلق عليها اسم (لوحة الأقوام التسعة) ويبدو من خلال هذه اللوحة أن الريبو أو الليبو حلت محل الاسم التقليدي السابق الذي عرفت به القبائل الليبية وهو التحنو.
ونجد وثيقة أخرى تشير إلى الليبو كتسمية عامة لكل المنطقة التي تقع إلى الغرب من مصر، وهي وثيقة تعود لعهد الملك شيشــنق الرابـع (763-757قبل الميلاد) وتشير إلى شخصية ليبية مرمـوقة تدعـى (حيتيحنكر) وقد وصفتها تلك الوثيقة بكبير الليبو ويبدو من خلال هذه الوثائق أن المنطقة ظلت تعرف باسم الليبو طيلة الفترة التي تلي الدولة الحديثة من تاريخ مصر القديم ونعتقد أنه لهذا السبب أطلق الإغريق على المنطقة التي استعمروها بالجبل الأخضر اسم ليبيا وذلك راجع إلى أنها الجزء الوحيد المألوف لديهم من منطقة شمال إفريقيا.
نبذة مختصرة عن الملك شيشانق مؤسس الاسرة 22 (950 ـ 929 ق. م)
يرجع نسب الملك شيشنق إلى أسرة من مدينة إهناسيا، وحسب لوحة (حور باسن) المحفوظة الآن بمتحف اللوفر والتي أقامها حور باسن وذكر فيها أجداده، فإن نسب جده الثامن الفرعون شيشنق هو: شيشنق بن نمرود بن شيشنق بن باثوت بن نبنشي بن ماواساتا بن بويو واوا شيشنق (شاشانق شيشاق شوشنق) ملك مصري ترجع أصوله إلى أسرة من مدينة إهناسيا قدم مؤسسها بويو واوا الجد الخامس للفرعون شيشنق من إحدى واحات الصحراء الليبية ولذلك عرفت أسرته لدى المهتمين بالتاريخ المصري القديم باسم الأسرة الليبية.
كان جده الأعلى (بويو واوا) مستقرأً بإحدى واحات الصحراء الليبية في جنوب غرب مصر، ولذلك عرفت أسرته لدى المهتمين بالتاريخ المصري القديم باسم الأسرة الليبية، وكذلك ينتمي بويو واوا لقبيلة التحنو الليبية. أما ابنه ماواساتا فقد انتقل إلى العيش بمدينة أهناسيا وانخرط في صفوف الكهنة حتى صار كاهن معبد مدينة إهناسيا وقد خلفه ابنه نبنشي، الذي خلفه ابنه باثوت، الذي خلفه ابنه شيشنق، والذي ورث عن أجداده وظيفة الكاهن.
وصار بعد ذلك الكاهن الأعظم وقائد حامية إهناسيا وقد تزوج من (محنتو سخت) ابنة زعيم قبيلة مي وأنجب منها نمرود الذي تزوج من الأميرة تنتس بح، والتي أنجب منها شيشنق، فأصبح فرعون مصر ومؤسس الأسرة الثانية والعشرين، بعد أن اندمج في المجتمع المصري وعاشت أسرته فيها لمدة خمسة أجيال، وبعد أن استقر جده الرابع ماواساتا بمدينة أهناسيا، واول عمل قام به هو تعيين ابنه أوبوت كاهنا أعظم في طيبة ليضمن السيطرة على هذا المركز الهام وبعد ذلك بدأ بتنفيذ برنامج عمراني واسع ماتزال آثاره الخالدة حتى هذا اليوم، منها بوابة ضخمة تعرف الآن باسم بوابة شيشنق وكانت تدعى في عصره ببوابة النصر وهي جزء من امتداد الجدار الجنوبي لبهو الأعمدة الشهير وقد سجل على هذه البوابة كعادة الملوك المصريين أخبار انتصاراته في فلسطين وتاريخ كهنة آمون من أبناء أسرته.
وهكذا كما في السرد التاريخي نجد بانه في النصف الأول من القرن العاشر قبل الميلاد حكم الأمازيغ أرض النيل وجلس قائدهم (شيشنق الأول) على عرش مصر ولقد تمكنوا من تأسيس أسر فرعونية أمازيغية هناك وهما الأسرتان الثانية والثالثة والعشرون بالتحديد كما يرجح أن تكون الأسرة السادسة والعشرون أيضا أسرة أمازيغية.
والملك شيشانق أيضا عرف بلهجات متغيرة كاسم مثل (شيشنوق أوشاشانق أوششنق) والذي أطلق عليه الاغريق اسم (سيسونخس) واستمرت فترة حكمه لمدة 21 سنة. وبعد وفاته تربع على العرش ابنه (اوسركون الأول) لمدة 15 عاما ومن بعده تاكيلوت لمدة 29 عاما وهكذا باقي ملوك الاسرتين من الأصل الليبي. وهذا يتفق أيضا مع التاريخ الذي وضعه اول مؤرخ مصري وهو (مانيتون السمنودى) وهو الذي وضع أيضا قوائم ملوك مصر واصلهم كذلك.
ملوك الأمازيغ بعد إنتهاء الحضارة المصرية القديمة
لعب الامازيغ أيضا دورا فعالا في المؤسسات السياسية سواء مع البطالمة او الرومان حتى ان ثلاثة قياصرة رومان كانوا من أصل أمازيغي وهم (سبتيموس سيفاريوس وابنه كركلا وقريبه ماكرينوس)
ومثلما تفاعلوا مع الإغريق والفينيقيين تفاعلوا مع الرومان حتى أن قرطاج الرومانية كانت أقوى مدينة بعد روما عاصمة الرومان فنبغ الأمازيغ في جامعتها ونذكر منهم القديس أوغسطين، وترتوليان وأبوليوس. وتمكن الرومان من وضع نهاية للممالك الأمازيغية بالمغرب القديم إلا أن المقاومة الأمازيغية استطاع إضعاف الوجود الروماني ثم اخراجهم من البلاد.
تكونت مملكة نوميديا على يد ماسينيس في عام 202 ق. م. نوميديا هي أراضي تمتد شرقا من قرطاجة إلى نهر ملوية غربا (الأكَليـد) اسم كان يطلق على الملك الممثل للسلطة المركزية عند الممالك النوميدية. وعمل على توحيد القبائل الأمازيغية القاطنة بين منطقة طرابلس الليبية شرقا ونهر ملوية بالمغرب غربا محاولا الاستقلال عن النفوذ سيرتا بجبال الأوراس الجزائرية.
تكونت مملكة موريطانيا على يد بوخوس الأول في عام 108 ق. م. يطلق هذا الاسم على الأراضي الواقعة شمال المغرب الأقصى وهو اول ملك أمازيغي وحد القبائل المورية القاطنة بالقسم الغربي من بلاد المغرب الأقصى.
توحد نوميديا وموريطانيا على يد يوبا الثاني سنة 25 ق.م.
في عام 40 م تعرضت المغرب للاحتلال الروماني (مملكة مورية) وتربع على عرشها الملك (جوبـا الثـاني) وكان معين من طرف الرومان. ولكنه ايضتا يعتبر اول ملك عمل على انتخاب مجلس بلدي لتسيير أمور المدينة. ومن التاريخ العسكري لهذه المملكة ظهور القائد الكبير (تاكفاريناس) وهو قائد عسكري نوميدى تزعم المقاومة ضد الرومان في عام 17 م.
وفى منطقة موريتانيا ظهر القائد او أحد زعماء المقاومة (ايديمون) في عام 45 م. وتكتلت حوله القبائل وتمكن من تدمير كثير من المدن الرومانية بموريطانيا الطنجية.
https://www.civgrds.com/archaeology/21/amazigh-history-and-civilization/