الكتابات البدائية بالصحراء الكبرى
الكتابات البدائية بالصحراء الكبرى 12716
مع تطور حياة الإنسان الأول وتكوين المجتمعات البشرية، وجد الإنسان نفسه غير قادر على التفاهم مع الآخرين فاهتدى إلى اللغة وعايش المجتمعات الأخرى، فاخترع الكتابة لحفظ إنتاجه الفكري وميراثه الثقافي والعلمي من الاندثار ولتتوارثه الأجيال اللاحقة.
والكتابة في أوروبا بدأت على شكل صور تعبر عن الحياة اليومية، كبعض النقوش والصور التي عمرها 35.000 سنة كما وجدت في كهوف «لاسكو» في فرنسا و«التميرا» في إسبانيا. وكانت لغة مصورة في شكلها البدائي. وقد كانت الكتابة في بداية عهدها عبارة عن صور توحي تمامًا بما رسم فيها. ثم تطورت إلى صور رمزية توحي بمعنى معين. وكانت هذه الرموز يصعب فهم العامة لها. فلجؤوا إلى استعمال رموز توحي بأصوات معينة، وهذه الرموز الصوتية كانت خطوة أساسية في نشوء الأبجدية وفي تطوير الكتابة فيما بعد.
الكتابات البدائية بالصحراء الكبرى 0--42
الكتابات البدائية بالصحراء الكبرى هى الجذور الأم للحروف الليبو-الأمازيغية  وكذلك الحروف الأوروبية القديمة..
دراسة لباحثين لغويين أسبان من جامعة كومپلوتينس بمدريد تقترح بأن الكتابات القديمة التي ظهرت بأوروبا تعود أساساً الى منطقة الصحراء الكبرى، حيث تم حديثاً إكتشاف كتابات بدائية بمنطقة تيمّساو بمرتفعات الهگار جنوب الجزائر تعود لزمن يتجاوز الستة ألاف عام.
هذه الكتابات بحسب هؤلاء الباحثين هي الأقدم على الإطلاق وتُعتبر الجذور الأم للحروف-الامازيغية "التيفيناغ" وكذلك للحروف الأوروبية القديمة "التي جاءت منها الحروف الحديثة المستعملة الأن والأكثر إنتشاراً على مستوى العالم". الجدير بالذكر، بحسب نفس الباحثين فأن هذه الكتابات البدائية قد وُجدت أيضاً بجزر الكناري المحادية للصحراء الكبرى والتي يقطنها أمازيغ الغوانش، الشيء الذي يؤكد ما ذهبت إليه الدراسة.
الكتابات البدائية بالصحراء الكبرى 0--43
ويعتقد هؤلاء الباحثين بأن إنتشار تلك الكتابات خارج الصحراء الكبرى جاء نتيجة هجرة بعض سكان الصحراء عند بداية جفاف وتصحّر الصحراء الكبرى، ونقلهم لتلك الكتابات البدائية الى المناطق التي وصلوا إليها.


* رابط الدراسة:
https://www.semanticscholar.org/paper/Iberian-inscriptions-in-Sahara-Desert-rocks-(Ti-m-Arnaiz-Villena-Ru%C3%ADz-del-Valle/33e720f3c4615f8b598cd228200459f5ae9955fb