أولبيا،ثيودورياس،قصر ليبيا
لوحة فسيفساء من ضمن خمسون لوحة عثر عليها بالكنيسة الشرقية وتعود للقرن السادس الميلادي فترة الأمبراطورية الرومانية الشرقية(البيزنطية).
تشتهر بلدة قصر ليبيا بأطلالها البيزنطية وأرضياتها الفسيفسائية المذهلة، حيث يقف أحد حصونها في اختبار مع الزمن، والذي يحتوي على كنوز أثرية، إذ افتتحت ليبيا متحفا في السبعينيات من القرن الماضي لإظهار هذه التحف الفريدة، وهي عبارة عن فسيفساء تعد من أعظم الكنوز الفنية والأثرية في البلاد.
تتيح جدران هذا الحصن الضخمة وأبراج المراقبة الدائرية الشاهقة رؤية بمعدل 360 درجة لمنطقة الجبل الأخضر.
وهذه البلدة التي سميت بـ "قصر ليبيا الأثرية"، "أولبيا"، أو "ثيودورياس" كما كانت تعرف في العصور القديمة - تقع إلى الشمال من بلدة البيضاء الصغيرة وعلى بعد نحو 150 كيلو مترا شرق بنغازي.
رئيس قسم الآثار والسياحة في كلية الآداب بجامعة بنغازي الدكتور أحمد سعد يتحدث عن هذه المدينة قائلا: عُرفت هذه المدينة بأسماء مختلفة عبر التأريخ، في القرن الخامس عُرفت المدينة بسم "أولبيا" وهي التي اشتق منها الاسم الحالي "قصر ليبيا"، وهناك مايشير إلى أن المدينة عرفت بـ"ثيودورياس" نسبة إلى زوجة الإمبراطور جاستينيان الذي حكم الإمبراطورية البيزنطية من 525 إلى 565 للميلاد وتزوج من امرأة تدعى "ثيودورياس" .
وتشتهر البلدة بآثارها وأطلالها البيزنطية، حيث تم اكتشاف أول فسيفساء بيزنطي عام 1957 عندما عثر عامل على قطعة بالصدفة، عندما خضعت المنطقة للدراسة بعد ذلك من جانب أستاذ فرنسي وفريق من هيئة الآثار الليبية، وجدوا أرضية كاملة من الفسيفساء التي تحتوي على 50 لوحة، كلها سليمة.
وتم تحديد كنيستين في المنطقة، أولهما الكنيسة الشرقية التي تم اكتشافها عام 1957، والثانية هي الكنيسة الغربية، التي تم اكتشافها عام 1964.
ويضيف الدكتور سعد متحدثا عن آثار هذه المدينة أن" أهم مايوجد في منطقة قصر ليبيا من آثار بقايا كنيستين إحداهما تسمى الكنيسة الغربية وهي من طراز الكنائس الصليبية التي تعتبر من الكنائس النادرة في منطقة شمال أفريقيا بشكل عام ، الكنيسة الغربية هي عبارعن كنيسة سويت بالأصل كحصن".
في عام 1972، تم افتتاح متحف أثري صغير بالقرب من الكنيسة الغربية، والمعروفة باسم "متحف الفسيفساء البيزنطي".
ويعرض المتحف الصغير قطعًا من الفسيفساء تنتمي إلى الكنيسة الغربية بما في ذلك قطعة فسيفساء نادرة تُظهر شكل منارة الإسكندرية، إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، إذ تعتبر الفسيفساء الأرضية من بين أعظم الكنوز الفنية والأثرية في ليبيا.
وبين سعد أن" هناك 50 لوحة فسيفسائية مربعة الشكل أبعادها" 65*65 سم" تحمل مواضيع متنوعة معمارية وأسطورية وحيوانية وآدمية وهندسية وبحرية".
ويعتقد خبراء تنقيب أنه يوجد عدد أكبر من الكنائس في المنطقة، لكن حتى الآن لم يتم التنقيب فيها.
كبش يتجه ناحية اليسار بذيل طويل و رقبة طويلة ، يحني رأسه للأسفل ناحية نبتة نامية على الأرض،أي صور الكبش وهو يرعى.
المصدر : مواقع إلكترونية