"التبو" في ليبيا.. من هم وما هي مطالبهم؟
رغم التقدم الذي أحرزته المفاوضات بين طرفي الصراع في ليبيا، إلا أن بعض الأقليات في هذا البلد المغاربي لا تزال تعتبر نفسها "مهمشة" في صراع بين دول إقليمية ووكلائها على الأرض.
وتعتبر أقلية التبو أن الاتفاقات الحاصلة حول الدستور "تهمّش الأقليات"، التي لا تتمتع بممثلين لها على طاولة المفاوضات.
وخلال الأسابيع الماضية، عندما رحبت الأمم المتحدة بالتقدم الحاصل في تقريب وجهات النظر بين حكومة الوفاق وبرلمان طبرق، جدد "التبو" رفضهم لـ"الإقصاء".
وأكدوا، في بيان، رفضهم "القاطع" لطرح مسودة الدستور للاستفتاء، مؤكدين على ضرورة أن "يكون الدستور توافقيا بناء على نص المادة ثلاثين من الإعلان الدستوري المؤقت الذي يوجب التوافق مع التبو والطوراق والأمازيغ".
معاناة التبو
تعرضت أقلية التبو للتهميش طيلة فترة حكم الزعيم الليبي السابق، معمر القذافي.
وفي سنة 2008، جرّدتهم السلطات الليبية من الجنسية. وقالت منظمات حقوقية إنهم "محرومون من التعليم والصحة".
وفي كتابهما "مهاجر، لاجئ، مهرب، ومنقذ"، يقول بيتر تينتي وتيوزداي ريتانو، إن نظام القذافي "لم يكتف بإسقاط الجنسية عنهم ونزع الأراضي التاريخية التي امتلكوها، إنما قام باضطهاد التبو بشكل منهجي في حملة تمييز وصفتها الأمم المتحدة بأنها ترقى إلى التطهير العرقي".
ورغم كل هذا، عندما بدأ نظام القذافي بالانهيار تحت ضربات المقاومة الشعبية، ناشد الأخير دعم قبائل التبو المدججين بالسلاح، ووعدهم بإعادة الجنسية إلى عشائرهم.
وافق التبو شكليا في البداية، لكنهم تخلوا عنه فعليا وشاركوا على نطاق واسع في المعارك ضد النظام، ولعبوا دورا كبيرا في إسقاط نظامه رغم جميع الإغراءات التي قدمها لهم القذافي.
بعد الثورة، تحققت بعض الامتيازات للتبو، إذ استطاعوا، لأول مرة، تدريس لغاتهم وثقافتهم في المدارس، لكنهم لازالوا يعانون من "التمييز المجحف"، وفق منظمة العفو الدولية.
وتؤكد المنظمة أن "التبو يعانون عوائق إضافية في الوصول إلى الرعاية الصحية لأنهم لا يملكون وثائق هوية أو دفتر هوية عائلي لإثبات الجنسية الليبية (..) ولم تعلن حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، ومقرها في طرابلس، ولا الجيش الوطني الليبي عن أي إجراءات لضمان وصول أفراد مجتمع التبو إلى نظام الرعاية الصحية العامة بدون وثائق هوية".
سياسيا، ترفض قبائل التبو الاعتراف بمشروع الدستور الليبي الجديد، وتعتبر مضمونه "إقصائيا ولا يمثل كافة مكونات الشعب الليبي" وأنه "خاص بالمكون العربي فقط".
من هم التبو؟
يتفق بعض الباحثين على أن كلمة "تبو" تنحدر من اللغة الكانورية وتعني "شعب الصخر" ("تو" تعني الصخر و"بو" تعني شعب).
وجاء أيضا في كتاب "الأصل الواحد للغات العالم القديم" لعالم المصريات النمساوي لِيو رَينيش، أن التسمية هي تحوير لكلمة "تِحنو"، وهو اسم أطلقه المصريون القدماء على قبائل استوطنوا غرب النيل.
تاريخيا، تعد صحراء تشاد الشاسعة إلى الشمال على الحدود مع ليبيا أرض التبو.
يقول بيتر تينتي وتيوزداي ريتانو، إن "التبو شعب من الرعاة الرحل من أصل أفريقي، ويتركز سكانهم البالغ عددهم حوالي 250 ألف نسمة في الغالب في تشاد، وأيضًا في جنوب ليبيا وشمال النيجر".
ويتكون شعب التبو من قبيلتين أساسيتين وهما: تبو "الدازا"، الذين يتكلمون لغة "دازاكا" وتبو "التدّا"، الذين يتكلمون لغة "تداكا".
وفي المجمل، فقد عُرفت قبائل التبو بأسماء أخرى مثل "برداوة" و"إيكرادن" و"القرعان".
وبينما يعتبرون أنفسهم الشعب الأصلي في أجزاء من شمال أفريقيا، قال عنهم مؤرخون عرب إن أصولهم أمازيغية، في حين ترى بعض المصادر الأمازيغية أن أصولهم عربية.
أما المؤرخ الإغريقي هيرودوت فقد أرجع أصولهم إلى مجموعات زنجية حبشية. لكن المؤكد أن هوية هذا الشعب ضاعت في المجهول.
ورغم أن أعدادهم تبدو كبيرة لأقلية عرقية منسية اليوم، إلا أن شعب التبو برمته يتكون من 50 عشيرة.
عرفت قبائل التبو الإسلام متأخرا. وحاليا، يعتنقون إسلاما صوفيا تأثرا بالزاوية السنوسية الصوفية، التي تواجدت بمنطقة الصحراء الكبرى منذ القرن التاسع عشر.
المصدر: أصوات مغاربية
:flag_ly:قبائل التبو الليبية ترفض وجود قوات حفتر على أراضيها
قبائل التبو الليبية تستنكر قصف مدينة مرزق :flag_ly:
ليبيا: التبو، سادة الجنوب
https://www.maghrebvoices.com/libya/2020/11/18/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A8%D9%88-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D9%87%D9%85-%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D9%85%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%87%D9%85%D8%9F